شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 36)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 36)
- المحتوى
-
لل مستقبل العلاقات اللبنانية الفلسطينية
ثانياً قد يعتقد البعض ان الحديث عن أمن المخيمات قضية مبالغ فيهاء واما الواقع فيتبت ان
هذا الحديث ليس «امتيازاً فلسطينياً» كما قال يوماً مسؤول فلسطينيء بل أنه حقيقة مرّة؛ فالمأساة
الانسانية لاتقف عند حدود الدمار, أي الخسارة المادية, ذلك أن الدمار يعقبه, عادة: آأمران, كلاهما
مرّ: فاما تهجير ومزيد من الخوف وعدم الاستقرار, واما استمرار الحياة مع الخراب» في انتظار معجزة
الأذن بالاعمار.
ثالثاً في الشأن السياسيء لن نتوقف ازاء المواقف السياسية المتواصلة التي كان لبنان يؤازر
فيها القضية الفلسطينية, ويدافع عنها في المحافل الدولية؛ كذلك الن نتوقف ازاء المحطة السياسية
الرئيسة التي أيْد تمر القمة العربي الثاني في أيلول (سبتمبر) ١514 قيام منظمة التحرير
الفلسطينية 0 جيش شن التحرير الفلسطيني لكننا نتوقف ازاء الموقف «المتميّنه, حقاً الذي انقرد
به لبنان يومذاك ؛ فلبنان كان أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع المنظمة: وفي العاصمة بيروت
فتتح أول مكتب للمنظمة بين العواصم العريية» غير ان لبنان» في الوقت عينه, كان الدولة العربية
ليل رفضت السماح لجيش التحرير الفلسطيني بالتواجد على أرضهاء حتى بهدف التدريب والاعداد
فقط وذلك نظراً للاوضاع الخاصة التي كان يعيشها لبنان؛ ولكن بعد تصاعد العمل الفلسطيني
الفدائي» اثر حرب حزيران (يونيو) 1577. ارتفعت وتيرة التصادم بين منطق الدولة ومنطق الثورة»
وين اعتبار التواجد الفلسطيني نقمة آم صدفة؟ ويين اعتبار هؤلاء الفلسطينيين أعداء أم حلفاء؟
رابعاً اما الاحداث الدامية التى تواصلت طوال خمس عشرة سنة:؛ بكل ما تفجر فيها على أرض
لبنان من متناقضات:؛ وكل ما كان فيها من تجاوزات وتجاوزات مضادة: وكل ماد اهمها من تدخلات
وتداخلات؛ وكل ما سطرته أيامها وساعاتها من عذابات وضحايا وآلام؛ ومن تهجير ومن هجرة؛ فما
يعنينا منهاء في هذا المجالء ليست الذكريات: بل يعنينا التهصل الى العلاقة بين عقدة تلك المسيرة
الماراثونية المريرة» وين عقدة ما يجرى على الساحة, اليوم؛ من أحداث ومن مفاوضات ومن مخططات
أميركية - اسرائيلية وسرعان ما يكتشف المرء ان العقدة واحدة؛ وهي ما يمكن اختصارها في كلمة
واحدة هي : «التوطين»» وفي سؤال واحد: هل هناك توطين للاجئين الفلسطينيين حيث يقيمون؟
ان قراءة متمعٌنة للفكر الصهيوني, وتاريخ الهجمة الصهيونية على فلسطين, منذ أواخر القرن
الماضيء مروراً بانشاء اسرائيل» وحتى يومذا هذاء تشير الى ان هذا المشروع الاستعماري الاستيطاني
- أي اسرائيل هى النقيض التام لقلسطين العربية: وهى يتميّز عن سواه من المشاريع الاستعمارية
التي شهدها التاريخ؛ قديمة وحديتة؛ في استحالة امكان التعايش بين المستعمر (اسرائيل الصهيونية)
وأهل البلاد (العرب)» فهى استعمار للارض دون البشرء واحتكار للتاريخ والمستقبل؛ كما للحاضرء ولا
امكانية هناك لنجاح استيطان صهيوني دائم» من غير تهجير السكان العرب وتوطينهم في الخارج: في
أي مكانء وقد كان لبريطانيا اليد الطولى في تمكين الهاغاناه من احتلال المدن الفلسطينية في نيسان
(ابريل) /154 وتهجير مئات الالوف الى الاقطار العربية المجاورة.
وهكذ! منذ ولادة اسرائيل ولدت مشاريع لا حصر لها من مشاريع توطين الفلسطينيين في الاقطار
العربية: ومن مهازل القدر ان رسائل الدبلوماسيين كانت تتبادل الآراء في العام الاول للهجرة: سوريا
أفضل أم العراق؟ وقد استثنى بعضهم لبنان نظراً لأوضاعه الخاصة!١١). واستمر سيل مشاريع
التوطين ولم يتوقفء, كما استمر نضال الشعب الفلسطيني في رفضها بصلابة: وما زال يرفضهاء
والبراهين أكثر من ان تحصى.
العدد ؟55 25؟: أيار ( مايى) -حزيران ( يونيى) 1557 يون فلهطؤية 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)