شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 37)
- المحتوى
-
د. بيان نويهض الحوت سس
أي جديد في الساحة:؛ اليوم» يثير مخاوف التوطين أكثر من أي وقت مضى؟ وهل يتنبىء المستقبل
القريب عن امكان حدوث ذلك؟
في استشراف المستقيلء يجدرء بداية,. تصور المستقبل «المحتوم» أو «المفروض», تمهيداً
للتخطيط من أجل المستقبل المطلوب صنعه؛ وليست مهمة تصوّر المستقبل المحتوم هذا صعبة بالنسبة
الى موضوعناء ما دام مرتبطاً ؛ بصورة جذرية, بالمفاوضات الجارية؛ حالياً. تحت المظلة الاميركية بين
اسرائيل من جهة ودول الطوق العربية من جهة أخرى. فالاجواء السياسية الدولية لا تترك مجافٌ
للاستنتاج بأن حل مشكلة اللاجكين المعروفين بلاجئي العام 144 يمكن ان يتمّ بناء على قرر العودة
الرقم 19 الذي أقرّته الامم المتحدة العام 1544 والذي أقرّته دول العالم باستثناء اسرائيل؛ و إن
كان الرفض الاسرائيثي لهذا القرار استمر طوال أربعين عاماً في ظل صراع الجبارين؛ فمن باب أولى
ان يتشبّث الاسرائيليون أكثر بموقفهم العنصري الرافض هذاء في عهد الهيمنة الاميركية.
ودون دخول في تفاصيل المفاوضات الجارية؛ نشير, فقطء الى ان جميع القضايا بين اسرائيل ودول
الطوق» من احتلال الاراضي الى الامن الى الحكم الذاتي الى المياه» الى سواهاء قضايا يجرى أو سوف
يجرى الحوار بشأتهاء ياستثناء موضوع لا يسمح بالحديث عنهء اصلاء وهو مصير اللاجئين
القلسطينيين. ان هذا التغييب الكني للموضوع هى الدلالة على وجودب احتمال واحدء ألا وهى: قرضص
الأمر الواقع؛ وهذا يعني التوطين.
وليس من داع للقولء ان هذا التوطين لا يرفضه الفلسطينيون واللبنانيون وحدهم؛ بل يرفضه
العرب» وذلك حبّاً بفُاسطين وقضيتها المقدسة؛ فلا قضية هناك إِنْ لم يكن هناك من شعب لهذه
القضية.
واما في حال الرضوخ العربي للتوطينء فهذا مؤداه ان عصر الهيمنة الاسرائيلية في المنطقة؛ لا
عصر السلامء قد أبتدا حقاً .وأما هؤلاء الذين يحلمون يسلام حقيقيء من عرب أو من يهوبء فهم لن
يجدوه؛ أن لا سلام هناك مع الهيمنة؛ ولا سلام هناك مع القهر والظلم الفادح.
ولتكن لنا من التاريخ القريب عبرة. قلى عدنا الى أحداث النكبة وتطوراتهاء لتذكرنا جيداً ان
العرب: جميعاً. رقضوا بكل ما أوتوا من بلاغة وحماسة تة تقسيم فلسطين وقيام اسرائيل؛ كما أنهم
خاضوا حرباً مشتركة باسم الجامعة العربية؛ على أرض فلسطين. ويغض النظر عن خسارة الحرب
في العام /154, فالحق: أن الحكومات العربية امتلكت الجرأة» يومذاك؛ لتخوض حرياً ولكنها لم
تمتلك ذرة شجاعة كي تقول لشعويها: اسرائيل هذه مؤامرة استعمارية دولية كبرى مفروضة عليناء
ونحن ليس باستطاعتنا الوقوف في وجه المؤامرة!
هل نتوقع اليوم صوتاً عربياً يقول: سياسة التوطين مؤامرة اميركية - صهيونية كبرى مفروضة
عليناء وليس باستطاعتنا الوقوف في وجه المؤامرة؟
وهكذاء إِنْ توصلنا الى ان هذا هو المستقبل «المحتوم», فما هو المستقيل «المطلوب صنعه», ضمن
إطار الممكنء لا إطار التمنيات؟ كيف نبني مستقبادٌ لا ينتمي الى دائرة ردوب الافعال؛ دون غيرها؟ بل
كيف ندكخل دائرة الافعال المبتدأة: والارادة؟
ان تاريخ العرب المعاصر الذي يفوق تعداد هزائمه واحباطاته تعداد انتصاراته بنسبة عالية,
يجعل للعنصر النفسي الاولوية على الحسابات المستقبلية المجردة. وفي موضوع كهذاء يمس
235 عْوُون فلسطزية العدد 155-747؟, أيار ( مأيى ) حزيران ( يونيى ) 1951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)