شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 45)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 45)
المحتوى
العميد د. هيثم الكيلاني ل
«التعامل» معه. ذلك ان الدراسة الشمولية لا يمكن ان تختزل في صفحات, وانما تحتاج الى توسّع في
المعلومات والاحصائيات والمراجعء وهوما لا سبيل اليه في هذا النوع من الدراسات.
* - يتّصف الصراع العربي الاسرائيليء في أغلب مراحله؛ بتساير حديثين معاً: أحدهما عن
احتمالات الحربء وثانيهما عن احتمالات السلام. ففي حين كتابة هذه الدراسة, تنشط عملية
التفاوض لتسوية الصراع العربي ‏ الاسرائيلي واقامة السلام في منطقة الشرق الاوسط. وفي الوقت
نفسهء صرح رئيس الاركان الاسرائيلي بتاريخ ‎1597/٠١/48‏ أي في المدة بين الجولتين السادسة
والسابعة من المفاوضات الثنائية؛ فقال» ان خطر نشوب حرب مع سوريا »حالياً «محدود جد أ», ولكن
قد «تتغيّر الامور اذا وصلت عملية السلام الى طريق مسدود»[١).‏ وفي الوقت نقسهء أيضاًء تمارس
اسرائيل العنف المسلّح في فلسطين ‎1١‏ ظلة, فيقتل جيشها بالرصاص حَملة الحجارة من الفلسطينيين
في الانتفاضة.
‎٠‏ -خلافاً لمعظم موازين القوى في الصراعات المعروفة في العالم المعاصي يحيط الغموض بميزان
القوى للصراع العربي ‏ الاسرائيليء حتى ان الباحث لا يستطيعء أحياتاًء ان يغامر بالجزم واليقين
في شأن مقولة تقع في المنطقة الرمادية من الثبوت والنفي, ولا يقبل فكره النقدي الاستقصائي أن
يضعها خارج منطقة الشك. في حين ان المقولة ذات تأثير حازم وحاسم إِنْ هي أصبحت يقيناً وذات
تأثير حازم وحاسم» أيضاً » ومختلف كل الاختلاف عن التاثير الاول ِنْ هي غدت نفياً . وتقسير ذلك
ان الميزان العسكري العربي - الاسرائيلي مُعرْضء دائماً » بكفتيه؛ لمتغيّرات ومستجدات وعوامل طارئة
تغيّر موزونات كل كفة تغييراً يتراوح بين شَوْل احدى الكفتين حيذاًء ثم رجوحها حيذاً آخر. وسنرى ان
هذه الصفة تلازم حالة الميزان العربي - الاسرائيلي ملازمة تكاد تكون دائمة.
‏4 نظراً إلى تباين الاسباب وتعرّض مكونات كفتي ميزان القوى العربي ‏ الاسرائيي لمتفيّرات
ومستجدات وعوامل طاريّة بصورة دائمة؛ فان عناصر الاستقصاء والاستقراء والسير ستكون غالبة
على عناصر منهجية الدراسة الاخرى. وتبدو هذه الغلبة آسلوياً في العمل الفكري قد يقود بصاحبه الى
حافة القلط أو الغلط نفسه. وعزاء الياحث؛ آنذاك؛ انه اجتهد فأخطأ فنال أجراً واحداً, في حين انه
كان يسعى الى ان يصيب فينال أجرين.
‏- لقد احتسبنا مكّنات ميزان القوى على أساس ان الصراع العربي - الاسرائيلي هومن ذلك
الع الذي يصدّف بأنه «صراع صفْري» .وف هذا النوع من الصراع, يحتسب كل مكسب او تطور
ايجابي عربي خسارة لاسرائيلء والعكس صحيح. ان كل مهاجر يهودي جديد يأتي إلى اسرائيل لا
يعني» » فقطء زيادة عدد سكان اسرائيل» وانما يعني, أيضاً: زيادة الطاقة القتالية الاسرائيلية بمقدار
قوة انسان واحدء وضياع متر مريع من الارض العربية. ان أي (+ ‎)١‏ للطرف العربي يعني حكماً
‎)١ -_‏ للطرف الاسرائيلي . ولا بد من الاشارة» هناء الى ان هذا النوع من الصراع ‏ النوع الصفري
- يصبح غير صفْري إذا ما استطاع مؤا تمر السلام أن يغيّر طبيعة الصراع الحربي - الاسرائيلي»
بالاستجابة للمطالب العربية وتحقيق الحقوق العربية.
‏- اذا كان ميزان القوى الاستراتيجي العربي ‏ الاسرائيلي في حالته التي كان عليها في اثر
حرب الخليي ( ‎)١115١‏ وإنهيار القوة العسكرية العراقية وتشقق الصف العربيء كامتاً في
الخلفية التي استند اليها مؤتمر السلام الذي انطلق من مدريد بتاريخ ‎1591/١١/٠١‏ فان هذا
الميزان نفسه سيكون القطب الذي ستتراكم عليه نتائج مؤتمر السلام ‏ كيفما كانت تلك
‏ء يون فلسطرزية العدد 557-747 إيار ( مايى) ‏ حزيران ( يونيى) 1951
تاريخ
مايو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10632 (4 views)