شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 49)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 49)
المحتوى
العميد د. هيثم الكيلاني سس
وما أن انتهت الحرب العراقية ‏ الايرانية في صيف العام ‎,١1484‏ حتى شعرت اسرائيل بأن
ميزان القوى يمكن ان يرجح الى جانب العربء اذا ما أخذت في الاعتبار نتائج الحرب» وتضضخم القدرة
العسكرية وتطوّر الصناعة العسكرية لدى العراقء وتزوّد بعض الجيوش العربية بالنظم السلاحية
الحديثة. ومن الطبيعي أن يؤدي هذا كله الى التأثير على ميزان القوى من خلال تقليص التفوّق النوعي
للجيش الاسرائييء حتى بلغ الامر حدّ اليقين بأن الميزان العسكري أصبح متوازتاً وان الردوع غدا
متبادلاًء فلا يستطيع طرف انزال ضربة أولى تقضي على نظم الاسلحة الاستراتيجية للطرف الآخر,
دون أن يرد هذا بضرية عنيفة ممائلة(8).
وبعد ان شهدت حرب الخليج (1950 ‎)١1991-‏ استخدام أطراف الحربء ويخاصة القوات
الغربية في التحالفء أنظمة تسليحية وذخائر جد متطوّرة: وعلى مستويات مختلفة: تعرّض الميزان
العسكري العربي ‏ الاسرائيلي لتطوّرات كمية ونوعية هامّة, تمثّلت في دخول صفقات أنظمة تسليحية
حديثة ومتنوّعة الى كفتي الميزان. ولم تكن تلك الصفقات: في الاساسء مطلوية لذلك الميزان: بقدر ما
كانت مطلوبة في أثناء أزمة الخليج وبعدهاء للأزمة نفسها وما يماثلها في المستقبل. وهكذا خضع
الميزان لتأثيرات كمية ونوعية أنتجتها تلك الانظمة التسليحية المتطوّرة.
لقد انتهزت اسرائيل مناسبة سعي دول مجلس التعاون الخليجي الست الى استيراد الاسلحة
لمواجهة مشكلة الأمن الناجمة عن حرب الخليج. الى اعتبار ذلك اخلالاً بالميزان العسكري العربي -
الاسرائييء وهو ما يتطلب تعديل الميزان باستقدام أنظمة تسليحية متطوّرة: تولّت المساعدات
الاميركية تزويد اسرائيل بها. وقد أدَى ذلكء في المقابل» الى ان يسعى بعض الدول العربية؛ مثل سوريا
ومصرء الى تطوير قواته العسكرية.
وكانت حرب الخليج (1540 - ‎».)199١‏ ومن قبلها الحرب العراقية ‏ الايرانية ‎١54(‏ -
؛ سببين دفعا المؤسسة العسكرية الاسرائيلية الى مراجعة المذهب العسكري الاسرائيلي»
ويخاصة مبادئه ومفاهيمه ووسائله. وقد هدفت تلك المراجعة الى اعادة تركيب مكوّنات الكفة
الاسرائيلية في ميزان القوى للصراع العربي ‏ الاسرائيلي» حتى تستوعب الكفة المتغيرات العسكرية
المؤثرة في الميزان» وحتى تصاغ الحلول المناسبة لمواجهة تلك المتغيّرات, بغية الحفاظ على استمرارية
رجحان الميزان لمصلحة اسراكيل.
تمثّلت تلك الظاهرة ‏ أي اعادة تركيب مكوّنات الكفة الاسرائيلية في الميزان ‏ في شواهد عدةء
أهمها تقرير «الميزان العسكري في الشرق الاوسط» الذي يصدره سنوياً مركز الدراسات الاستراتيجية
في جامعة تل - أبيب. ولناخذ تقرير العام ‎١944‏ مثلاً على ذلك7*). فقد ورد في ذلك التقرير: ‎١‏ - ان
الميزان العسكري البحري أصبح يميل: بوضوح., الى مصلحة الجانب العربيء بالكم والنوع» ؟ -
هناك مؤشرات تدل على ان بعض الدول العربية طوّر قدراته على اختراق الاجواء الاسرائيلية, ‎"١‏ -
أصبحت المؤخرة الاسرائيلية غير آمنة» فهي مهدّدة بالصواريخ أرض - أرض والاسلحة الكيميائية,
4 -يرى بعض الدول العربية امالك للاسلحة الكيميائية والبيولوجية ان في هذه الاسلحة تعويضاً -
وإِنْ لم يكن غير متكافء ‏ عن الاسلحة النووية.
وعلى هذا التقرير وأمثاله» وبخاصة في الفترة من صيف العام 1944 حتى صيف العام ‎155٠0‏
‏- أي الفترة بين انتهاء الحرب العراقية ‏ الايرانية واندلاع أزمة الخليج ‏ صدرت في اسرائيل
دراسات( ') عسكرية وسياسية: أسهم فيها مسؤولون عسكريون ومدنيون: وباحثون,
م اثؤون فلسطيزية العدد 555-557 أيار ( مايى) ‏ حزيران ( يونيو) 15517
تاريخ
مايو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10632 (4 views)