شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 51)
- المحتوى
-
العميد د. هيثم الكيلاني سل
والمؤخرة الاستراتيجية لاسرائيل. وترى اسرائيل؛ فيما أصبح يملكه العرب من طائرات وصواريخ
بعيدة المدى وأسلحة للتدمير الشامل: خطرا يهدّد مراكزها السكانية ومؤخرتها الاستراتيجية. وهو
خطر لم تكن تشعر به قبل ذلك؛ اذ لم يُمسٌ عمقها الاستراتيجي بأذى يذكر منذ حرب العام 2١9144
مستندة في ذلك الى عاملين عسكريين: احدهما ضرب الاسلحة العربية المهدّدة للعمق الاستراتيجي
وهي رابضة في مواقعها بالارض العربية: وثانيهما عامل الردع الذي أقنع القيادات العسكرية العربية
بأن أية ضربة للعمق الاسرائيلي أو المراكز السكانية سيكون الرد عليها بضربات أقسى وأكثر تكلفة.
وما حدث في حرب العام 111/٠ بين سوريا ومصر من جهة؛ وإسرائيل من جهة أخرىء شاهد على ذلك.
ولقد أحيت احتمالات هذا الخط الثالث الحوار الساخن في اسرائيل بشأن الحرب الاستباقية
والضربات الوقائية للمنشآت الاستراتيجية العربية وإشهار الردع النووي.
في مواجهة هذه الخطوط الحمر الثلاثة, تجهد اسرائيل في تعديل ميزان القوى لتتغلب على مكونات
الخطوط الثلاثة وتحتفظ بتفوقها. وهيء في سبيل ذلك: ١ تعمل على تطوير أسلحة دفاعية تبطل
فاعلية الاسلحة الهجومية العربية» الى جانب تطور وسائل الدفاع المدني» ؟ - تُضمّن خططها
العملياتية ضرب قواعد اطلاق الصواريخ والقواعد والطائرات العربية قبل انطلاقهاء * تُشهر
سلاحها النووي بضريات استراتيجية أو تكتيكية حسبما يقتضيه الحال.
اضافة الى ذلك, تحاول اسرائيل ترجيح كفتها في ميزان القوى بعناصر تفويقية» من أبرزها: ١ -
استغلال القوى البشرية الى الحد الاقمى عبر خدمة الزامية طويلة للنساء والرجال على السواء؛ وخدمة
احتياط حتى سن الخامسة والخمسين؛ ؟ تنظيم مناورات ومشروعات تدريبية منتظمة؛ "' اجراءات
جد دقيقة ومنظمة لجاهزية القوات والاسلحة الاحتياطية؛ وللاستنفار والتعبئة؛ 4 تطوير وسائل
الانذار الاستراتيجي المبكر وتقليص مدته الى أدنى حدّ ممكن(١)؛ 4 امتلاك أسلحة وأنظمة
سلاحية متفوقة تقانياً ؛ 7 تنمية الابداع والمرونة والمبادرة وتكوين شخصية القائد القدوة في المراتب
كافة.
والى جانب هذا كله. لم تَألُ اسرائيل جهداً في سبيل تفتيت مكوّنات الكفة العربية في ميزان القوى.
وكان هذا التفتيت يتجسّد في مواجهة كل دولة عربية على حدة, في إطار دورات الصراع المسلح بينها
وبين الدول العربية. ويمكن القولء ان هذا المنهج الاسرائيلي في الحروب العريية الاسرائيلية أصبح
مَعْلماً من معالم الاستراتيجية الاسرائيلية. وإذا ما استذكرنا بعض وقائع تلك الحروبء عثرنا على
بعض الشواهد على هذه المقولة:
١ - ففي حرب العام ١954 استغلت اسرائيل القتال على الخطوط الداخلية لضرب الجيوش
العربية منفردة, الواحد تلى الآخرء. مستغلة افتقار الجيوش لقيادة عسكرية موحّدة فاعلة» وفقدان
التنسيق ما بين عملياتها. وهكذا وقفت الجيوش العربية موزعة مجزأة الى كتل صغيرة, وهوما دعاها
الى اتخاذ وضع الدفاع وانتظار ضربات العدى, تاركة عامل المبادأة بيد القيادة الاسرائيلية. وقد
شهدت خاتمة حرب العام 154/8 استفراد القوات الاسرائيلية بالجبهة المصرية. ولم تنفع الترتيبات
الفاشلة التي حاولت الجيوش العريية الاخرى القيام بها من أجل مساعدة القوات المصرية على
التصدي للهجوم الاسرائيلي.
- في حرب العام 15717 بلغت الاستراتيجية الاسرائيلية ذروة القدرة على تفتيت مكوّنات الكفة
العربية في الميزان» حين فاجأت مصر بهجوم جوي مركز وكثيفء وشنّت عليه بهجوم جوي مماثل
لمن اشن فلسطؤية العدد ؟5؟ -557, أيار ( مايى) حزيران ( يونيى ) 1951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)