شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 52)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 52)
المحتوى
سب الميزان العسكري العربي - الاسرائيلي...
على الاردن. وبعد أن أشرفت على الانتهاء من احتلال سيناءء, غزت القدس والضفة الفلسطينية وقطاع
غزة. ثم ركزت هجومها على الجولان السورية. وهكذاء جرت وقائع حرب العام /19531 وكأنها ثلاث
حروب في ستة أيام, استغلت فيها اسرائيل القتال على الخطوط الداخلية أقصى استقلال.
- وفي حرب العام 219177 اضطرت اسرائيل الى القتال على الجبهتين المصرية والسورية في وقت
واحدء وهو ما كاد يودي بها الى الهزيمة. وقد حدثء في ذلك الحين؛ أن استغلت القوات الاسرائيلية
«الوقفة التعبوية» في سيناءء فاستفردت بالجبهة السورية» ثم ارتدت بثقلها الى الجيهة المصرية
لتستفرد بها.
كالثاً- التفوق والميزان
يمثل التفوق المحصلة النهائية لموازين القوى بين الاطراف المتصارعة؛ لذا فهى يتأثر بجميع
العناصر الكمية والذوعية الد اخلة في حساب تلك الموازين. وقد تبدو معادلة التفوقء التاجمة عن حساب
موازين القوى» بسيطة في تركيبهاء وتدفع الى الاعتقاد بأن التقوق اذا ما تحقق لطرف من أطراف
الصراع فانه بالغ النصر لا محالة, كما تغري بعض أهل السياسة والاعلام بامكان التنبقٌ بنتائج
الحرب قبل اندلاعهاء واعلان حتمية النصر قبل ان يبدأ القتال» الأمر الذي يحوّل الحرب الى عمل
عبثي ما دأمت نتيجته معروفة سلفاً . بيد ان جوهر المعادلة أعقد بكثيرمن ظاهرها الساذج نظراً الى
تعدّد أشكال التفؤق» وتنوع عوامله, وتباين منابعه, وعدم ثبات موازين القوى وامكانية تحولها بشكل
يجعل التفوق قابلاً للانتقال من طرف الى آخرء بالرغم من التفوق الكمي والنوعي الذي يحوزه أحد
الطرفين؛ بما يجعل غلبته على خصمه حتمية في الحساب المجرد الظاهري لموازين القوى. ان العامل
الانسانيء أي ادارة الحربء سواء في التمهيد لها أى في أثنائهاء يؤدي دوراً جذرياً ومؤثراً في تناقل
التفوق من طرف الى آخرء ويالعكس. وقد يحدث ذلك في الحرب الواحدة غير مرة.
وليست «الكمية» و«النوعية» كلمتين يمكن أن تحلّ احداهما محل الاخرىء بل انهما تسيران في
خطين شبه متوازيين: بحيث تكمل احداهما الاخرى. واذا كانت كلمة «الكمية» وأاضحة:؛ ويمكن
تقديرها بالارقام؛ كأعداد الجنود والدبابات والطائرات والمدافع والألوية والفرق» فان كلمة «النوعية»
تنطوي على مجموعة من القيم والمفاهيم النسبية التي تحتاجء دوماً. الى الاستقصاء والسبر
والاستكشاف والتقويم. ‎١‏
‏يتعامل ميزان القوى العربي ‏ الاسرائيلي مع مفهوم الكمية والنوعية تعامللاً واسعاً وعميقاً.
ومبعث هذا التعامل ذلك البون الشاسع في احصائيات القوى البشرية والاقتصادية بين كفتي
الصراع. وهو ما دعا اسرائيل الى ان تستعيض عن النقص الكميء سواء في القوة البشرية أ القوة
السلاحية؛ بفارق نوعي ايجابي؛ تجسّد في ما يسمّى «التفوق النوعي» الذي تحرص اسرائيل على
حيازته. ولقد قدّرت اسرائيل» بعد طول زمن: بأن هذا المفهوم ينطوي؛ الى جانب حسناته؛ على خطرين
اثنين: اولهماء انه يقترض أن التفوّق النوعي الذي يملكه الجيش الاسرائيلي هى عنصر ثايت يمكن
الحفاظ والاعتماد عليه زمناً غير منظور. وثانيهماء ان مقارية كهذه تتجاهل التأثير الحاسم لعنصر
الزمن على مسالة النوعية والكمية» ذلك ان التاريخ العسكري زاخر بالشواهد التي تثبت أن الكمية
تنتصر أخيراً في الحروب الطويلة ‏ وهي الحروب بالاسلحة التقليدية ما لم تقابلها الكمية اللازمة
ومعها النوعية اللازمة والكافية. أن مراجعة متأنية للكتاب الاسرائيلي: «الكمية والنوعية 3
الاستراتيجية الاسرائيلية»(5'). تبين مدارج القلق الذي يساور القيادات الاسرائيلية» وثنبىء
العدن 557-784, أيأر ( مأيى ) - حزيران ( يونيى ) 1137 ليون 14 زية آه
تاريخ
مايو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)