شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 58)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 58)
- المحتوى
-
ب الميزان العسكري العربي الاسرائيلي...
وسيكون عامل هاما في تغيير مكوّنات ميزان القوىء ما تخشاه اسرائيل من تزوّد بعض الدول
العربية بأسلحة استراتيجية: مثل الصواريخ بعيدة المدى» والصواريخ ذات الرؤوس المتفجّرة غير
التقليدية. كما ان اسرائيل تتحسب من احتمالات امتلاك بعض الدول العربية في المستقبل سلاحاً
نووياً. أى القدرة على صنع سلاح نووي. ويمتد تحسبها هذا ليشمل بعض الدول الاسلامية (مثل
ايران وباكستان). وثمة اتجاهان في اسرائيل لمواجهة هذا الاحتمال!؟'): احدهما ينادي بآن الحل
السياسي للصراع العربي - الاسرائيلي كفيل بمنع تطوير ظاهرة السلاح النووي في الاطار العربي
الاسلامي: بما سيتضمنه ذلك الحل من اجراءات للتفتيش والرقابة على المنشآت النووية العربية
(وربما الاسلامية). أما الاتجاه الثاني فيميل الى معالجة الظاهرة بتدمير تلك المنشآت, على شاكلة
تدمير المقاعل النووي العراقي في صيف العام .1541١
ولقد كان هذا العامل أي احتمال تطوير ميزان القوى تطويراً يميل الى مصلحة العرب من
جِرّاء تطوّر نوعية التسلّح العربي أحد الاعتبارات التي وضعتها اسرائيل في حسبانها يوم
دخلت الى مؤتمر السلام في مدريدء وسنرى تفصيل ذلك عند الحديث عن العلاقة بين عملية
التفاوض والميزان.
وفي جميع الاحوال» فمن الثابت ان امتلاك اسرائيل للسلاح النووي يؤثر تأثيراً بالغ ف ميزان
القوى للصراع العربي الاسرائيلي. واذا كانت هزيمة اسرائيل بالاسلحة التقليدية العربية غير
مستحيلة: بالرغم من انها صعبة, فان السلاح النووي الذي يملكه طرف واحد دون الطرف الآخن.
يغيّر مكوّنات ميزان القوى تغييراً جذرياً.
خامساً الانتفاضة والليزان
قد يكون الحديث عن انتفاضة الشعب الفلسطيني في الارض ال محتلة في إطار ميزان القوى في
غير موضعه. فالانتفاضة حدث نضاليء وهي حركة مقاومة شعبية غير مسلّحة؛ في حين ان ميزان
القوى يتكوّن من عناصر تصبٌّء في نهاية المطافء, في مصلحة القتال المسلّم بمختلف أشكاله وأنواعه
وميادينة. واذا كان صحيحاً ان الانتفاضة غير مسلّحة, فانها ذات تأثير في ميزان القوى؛ لأسباب
عدة؛ منها:
١ -هدفت الانتفاضة الى تفكيك آلة الاحتلال وأجهزة القهر الاسرائيلية: واستنزاف قوات العدي
وزيادة توضيح جوهره العنصري الوحشيء وانزال الخسائر في اقتصاده, وحرمانه من سرقة الارض
وخيراتها وثرواتها ومياهها.
- جسدت الانتفاضة ارادة الشعب الفلسطيني كله في رفض الاحتلال, وتحمّلت في سبيل ذلك
فظاعة أجهزة الاحتلال التي أعملت سلاح التقتيل وتكسير العظام والسجن والطرد وتدمير الديار. ولم
تترك شكلاً من أشكال الاضطهاد والقهر الا استخدمته.
.1941/ أثبتت الانتفاضة قدرتها على الاستمرار, منذ انطلاقها قٍ الشهر الاخير من العام "
وهي تنرّع في أشكال نضالاتهاء وفي الشرائح الاجتماعية التي تشترك في حمل أعبائهاء وفي مواقع
الصدام وأسبابه؛ وفي وسائل المقاومة وأساليبها.
لقد هدفنا من ذكر هذه الاسباب الثلاثة, دون غبرهاء الى ان نوضح أن الانتفاضة غدت
العدد 557 5513 أيار ( مايى ) _حزيران ( يوتيى) 15517 كمون فلمطيزية لاه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)