شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 62)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 62)
المحتوى
حب الميزان العسكري العربي ‏ الاسرائيلي...
ان الخطورة في أي مشروع للحدّ من التسلّح في إطار ميزان القوى القائم؛ حالياً؛ في
المنطقة, تكمن في نوعية التطوّر التي طرأت وتطرأ على الاسلحة: والتي تدخل في دائرة «الاسلحة
غير التقليدية», وهي نوعية تستطيع اسرائيل ان تخرجها ‏ تهريباً - من إطار مختلف وسائل
الرقابة والتفتيش. يضاف الى ذلك ان طبيعة العلاقة الاميركية ‏ الاسرائيلية توفر لاسرائيل
التقانات الحديثة من أرقى مصادرها.
ان أخطر ما يتضمّنه أي مشروع للحدّ من التسلّح في إطار عملية التفاوض هو الحفاظ
على تلك الهوة العلمية ‏ التقانية بين الصناعة العسكرية الاسرائيلية والصناعة العسكرية
العربية, ويخاصة في مجال الاسلحة غير التقليدية. وفي ظننا انه ما كان للولايات المتحدة
الاميركية أو أية دولة غربية ان تطرح أي مشروع للحدٌ من التسلّح ل لم تصبح تلك الهوة جد
متسعة: بعد أزمة وحرب الخليجء مما أدَى الى اباحة تدمير الصناعة العسكرية العراقية تدميراً
كاملاًء ويخاصة في مجال الاسلحة غير التقليدية. فبعد ذلك التدميرء عادت الهوة الى الاتساع.
وهى ما يناسب مصلحة اسرائيل ويضادٌ مصلحة العرب. وعلى هذا الاساسء جاء المشروع
الاميركي. والعبرة من هذه الملاحظة هي ان تطبيق المشروع في اطار ميزان القوى الحالي سيحدٌ
من التطوّر التقاني العربي؛ في حين تستطيع اسرائيل ان تتابع تطوّرها بمعاونة الولايات المتحدة
الاميركية والدول الغربية الاخرى.
ه ‏ من المنتظر ان تركّن اسرائيل في لجنة «الامن الاقليمي والحدّ من التسلح» على «ضبط
التسلح». وذلك بخفض نسب الاسلحة التقليدية في المنطقة؛ قبل التفاوض بشاأن أسلحة التدمير
الشامل؛ ان ترى اسرائيل ان الاسلحة التقليدية» اذا ما تكائفت ضرباتها كما ونوعاً ومساحة
وغزارة» قد تؤدي الى ما يقارب تأثيرات الاسلحة غير التقليدية. وربما تركز الجهد الاسرائيلي على
الاسلحة المستوردة من الخارجء, حتى لا يدور الحديث حول التصنيع العسكري الاسرائيي:
ولأن الدول العريية تعتمد في تسلحها على استيراد الاسلحة من الخارج. وثمة تصريحات
لمسؤولين اسرائيليين تعبّر عن هذا الاتجاه(").
‎١‏ نظراً الى ان اسرائيل ترى في الاتسحاب من الارض المحتلة ما يفقدها عمقاً استراتيجياً
ارتاحت اليه طوال أكثر من ربع قرن » وعرفت فائدته في حرب العام 191/7 » فانها تطمع في حيازة بدائكل
يكون فعلها مساوياًء إِنّ لم يفق» فعل العمق الارضي الاستراتيجي الذي توقره لها الايض المحتلة.
وسيكون من بعض تلك البدائل» ان ترجح كفة القوة العسكرية الاسرائيلية رجحاناً ملحوذلاً تتوافر فيه
عوامل الديمومة وضمانهاء وتشيل الكفة العربية لتبقى تحت رقابة دائمة تحفظ استمرار خفة وزنهاء
في مقابل ثقل وزن الكفة الاسرائيلية.
‏بعد هذه الملاحظات التي تساعد على قراءة أي مشروع للحدّ من التسلّح؛ وعلى التماس مصلحة
السلام والمصلحة العربية المطابقة لمصلحة السلام فيه؛ نجد ان هناك مبادىء أساسية لا غنى لأي
مشروع للحدّ من التسلح عن الأخذ بها؛ ان بدونها تكون كمثل من أقام بنياناً مليئاً بالثفرات والفجوات
التي تعرضه للانهيار لدى أول هزة أو تجربة. وفي تصوّرنا انه يمكن ايجازتلك المبادىء في ما يلي؛ مع
العلم ان ترتيبها لا يعني أفضلية أحدها على الآخر. وانما هي متساوية في القيمة والتطبيق:
‎١‏ سيكون العدل أول مبدأ؛ ذلك ان الحدٌ من التسلح يجب ان يكون حصيلة العناصر التى
تتكوّن منها الدولة: عدد السكان» المساحة؛ طول الحدوبء وغير ذلك من العناصي.
‏العديب 287-747 أيار ( مأيى) - حزيرآن ( يونيو) 15315 ون ذا 5 3
تاريخ
مايو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10634 (4 views)