شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 73)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 73)
- المحتوى
-
طلعت أاحمد مسلّم سدم
المسلّحة للدول من ستائر الكتمان والسرية: وما يتعلق بكفاءتها القتالية؛ ان ان تقدير مدى استيعاب
القوات للأسلحة والمعدات وقدرتها على استخدامها في ظروف المعركة وعلى مسرح العمليات من الامور
الصعبة: يل أن التنبق بمستوى الصلاحية الفنية للمعدات والاسلحة أمر ليس سهلاًء ناهيك عن
تقدير مستوى التدريب؛ وكفاءة القيادة. ومستويى الروح المعنوية للقواتء بل ربما كان ما يبدو سهلا
مثل التقدير النوعي للاسلحة والمعدات ليس أمراً بسيطاً؛ ان ان طرازات الاسلحة والمعدات تعدّدت
بحيث أصبحت المعدات التي تعرف باسم واحد تختلف عن بعضها البعض في التفصيلات:ء بزيادة
أحد العناصر أو استبد اله بعنصر آخر يفوقه في خاصية بعينها بينما يقل عنه, عادة: في خواص أخرى,
وبالتالي فانه حتى في حالة المقارنة النوعية» ومراعاة فارق طرازات الاسلحة؛ فين المقارنة ليست دقيقة؛
إن يكفي مثلاء تغيير نوع الذخيرة؛ أى أحد أجهزة الاستطلاع : أى أجهزة القيادة والسيطرة لتصبح
المعدة القتالية شيئاً مختلفاً لا يجوز اعتباره من درجة المعدة الاولى نفسها التي تحمل الاسم نفسه.
ليس ما سبق محاولة للتهرب من محاولة بحث التوازن العسكري بين الدول العربية واسراكيل»
ولكنه لوضع المحاولة في إطارها الصحيح. علماً بأننا نعتقد ان أفضل تقدير للعوامل غير المسيطر
عليهاء مثل القيادة, والتدريب؛ والروح المعنوية وفيرها هو تقدير الأداء الفعلي للقوات على الارض في
حال وجوده: باعتياره المعبّر الحقيقي والصحيح عن محصلة العوامل المادية المسيطر عليهاء وا لاخرى
النوعية والمعنوية غير المسيطر عليهاء لكن هذا غير متيسر دائماً. كما ان أداء قوات معيّنة يتغيّر بتغيّر
ظروف القتال بحيث لا يمكن القطع بنتائج حرب معيّنة في تقويم احتمالات الصراع بين أحد طرفيها
وطرف آخن وريما كان مثال الصراع المسلّح بين العراق وايرا ن مقارناً بالصراع بين العراق والولايات
المتحدة الاميركية شاهداً على ذلك.
هكذا فلا بدّ من تقبّل حقيقة مسبقة وهي أن أي تقدير للميزان العسكري هو تقدير فيه قدر من
الاعتباط الذي يستحيل القطع بصحته, حتى اذا كان ذلك اعتماداً على البون الشاسع بين طرفي
الصراع. فلم يكن من الممكن التنبق بنتائج الصراع بين الولايات المتحدة الاميركية وقوات الثوار في
فيتنام» وبين الاتحاد السوفياتي السابق وقوات الثوار في افغانستان على النحى الذي انتهت اليه,
بالرغم من الفارق الضخم بين القوة الاستراتيجية لأطراف الصراع, وبين قواتهم المسكرية.
اشكاليات دراسة الميزان العسكري العربي الاسرائيلي
أذا كان ما سبق يوضح أهم اشكاليات دراسة الميزان والتوازن العسكري بصفة عامة؛ فإن
دراسة الميزان والتوازن العسكري في الصراع العربي الاسرائيلي لها اشكالياتها الخاصة, بالاضافة
الى الاشكاليات التي سبق ذكرها. فالميزان العسكري بين العرب واسرائيل هو, نظرياًء على الاقل بين
دول عربية عدة من جهة:ء وإسرائيل من جهة آخرى؛ ولا يمكن القول بأن جميع هذه الدول يمكن
احتسايها أطرافاً كاملة في الميزان. وحتى أذا اتفقنا على ذلك؛ فإننا لا نستطيع ان نحدد؛ بشيء من
الدقة: مقدار مساهمة كل دولة في الميزان العسكريء وبالتالي مقدار مساهمتها في التوازن بين العرب
واسراكيل.
على الطرف الآخر, فون اعتبار اسراكيل دولة وحيدة تواجه الدول العريية مجتمعة هى أيضاًء
اعتبار لخاطىء؛ اذ أن اسراكيل تتلقى» إِنْ في السلم أو في الحربء كميات من الاسلحة والمعدات
العسكرية مما يجعل هذه الدول الموردة شريكاً في الميزان» وريما وصلت المساعدات العسكرية الأجنبية
لاسرائيل؛ عند الضرورة من وجهة نظرها ونظر حلفائهاء الى التدخل العسكري إما بوسائل غير
175 شْيُون فلسطيزية العدد 5851 -5415, أيار ( مايى) حزيران ( يونيى) 1551 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)