شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 96)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 96)
- المحتوى
-
سب الصواريخ الباليستية في الشرق الاوسط...
المتزايد: أدّت الى الانتشار العمودي للصواريخ من خلال استحدات صواريخ أكثر دقة وأبعد مدى,
اضافة إلى ابتكار قدرات غير تقليدية أكثر تطوراً.
ولما كانت منطقة الشرق الاوسط تنهشها نزاعات قومية واقليمية وعقائدية حادّة وملتهبة» وفي
مقدمها الصراع العربي الاسرائيلي» فان ادخال الصواريخ الباليستية الى الشرق الاوسط من شأنه
ان يزيد من احتمالات نشوب الحرب ومن تزايد كلفتهاء وبالتالي قان أي حل عادل ومقبول لهذا النزاع
في المنطقة, من جانب الاطراف المعنية» يجب ان يرتكز على ايقاف انتشار هذه الصواريخ أو: على
الاقل, تقليص حِدّته.
انعكاسات انتشار الصواريخ على الاستقرار الاقليمي
ان السؤال المركزي الذي يطرحه انتشار الصواريخ الباليستية في الشرق الاوسط هو ما اذا
كانت قدرة هذه الصواريخ على حمل رؤوس تقليدية أى غير تقليدية من شأنها ان تعزز الردع
المتبادل أى النزوع الى التصعيد عند تفجّر الازمات. ويتعبير أكثر دقة, هل ان استخدام هذه
الصواريغ: في بداية أي نزاعء من شأنه ان يغري الطرف المستعمل لها بتحقيق أهداف
استراتيجية عامة لدرجة تجاهل المخاوف من ردود فعل الطرف الآخر؟ وهل أن أوجه القلق» ازاء
هذا التصوّر. من شأنها ان تولّد ضغوطاً لدى الاطراف المتنازعة باتجاه القيام بهجوم عسكري
استباقى مضاد؟
من الطبيعي القولء ان تأثير الصواريخ الباليستية يتوقفء بالدرجة الاساس, على فاعليتهاء
وعلى حجم الرآس المتفجّر الذي تحمله؛ سواء كان تقليدياً آم غير تقليدي, وعلى طريقة نشرها
واستعمالها. ولا شك في ان الميّزات الاستراتيجية لهذه الصواريخ تكمن في قدرتها على الاختراق
اليسير والسريع لوسائل الطرف المعادي الدفاعية, حتى حينما تطلق من مسافات بعيدة. وعليه,
فان ادخال هذه الصواريخ الى المنطقة ينطوي على حقيقة مؤكدة, وهي ان الخسائر البشرية؛ في
أي حرب مستقبليةء سوف تكون فادحة جداء سواء على صعيد المدنيين أى على صعيد القوات
المتحارية. ومما يزيد من شدة خطورة انتشار الصواريخ الباليستية في منطقة الشرق الاوسط
المعروفة بعدم استقرارهاء هى تزايد انعدام الامن, بفعل تقويض أو اضعاف المواقف الردعية,
ويتآكل المعايير المقترنة بأشكال القتال» وكذلك بتأكيد الفوائد من العمل العسكري الوقائي أى
الاستباقى المضاد.
وبالنظر الى ان الصواريخ الباليستية تسمح ب «الوصول المباشر العمودي», متجنبة ميدان
القتال من خلال ايصال الرؤوس الحربية الفتاكة الى المراكز السكانية للخصم. فان القدرة على انزال
العقوبة بالخصم تصبح غير محكومة بنتائج القتال في الميدان. وفي الحقيقة, يمكن للصواريخ
الباليستية, على هذا النحىء حتى لولم تكن مزودة بأسلحة غير تقليدية؛ ان تكون شديدة التدمي على
الرغم من كون شحنتها المتفجّرة محدودة ومن اقتقارها الى الدقة: وعلى الرخم من الأداء الهزيل الجلّي
للقوات العسكرية في ميدان القتال.
وكما أشارت حرب الخليج التي شهدت استخدام مختلف الدول للصواريخ فانه من المؤكد ان
تتعرّض التجمعات السكانية في دول الشرق الاوسط الى هجمات بالصواريخ الباليستية؛ اذا نشبت
حرب أخرى. كما يمكن لاسرائيل ان تقوم» في ظل ظروف عسكرية واستراتيجية معيّنة,
العدد 877437 5: أيأر ( مايى ) حزيران ( يونيى ) 1957 يون فلسطلئية 56 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)