شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 98)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 98)
المحتوى
ل الصواريخ الباليستية في الشرق الاوسط...
الصواريخ والعمل العسكري الاستباقي
قبل دخول الصواريخ الباليستية الى الشرق الاوسطء كانت اسرائيل تتخذ موقفاً حربياً يتّسم,
الى حد كبير, بعدم الالتزام با معايير الدولية الضابطة والكابحة. وتتعدّد الامثلة, في هذا الخصوصء
على الحروي التي أخاضتها ضد العرب: ومتها مشاركتها في العدوان الثلاثي على مصر في العام 1557,
وحرب حزيران (يونيى) 11717: والغزى الاسرائيلي للبنان صيف العام ‎.١5485‏ ولا تزال اسرائيل؛ على
الرغم من دخول الصواريخ الباليستية الى المنطقة, تتمسّك بهذا الموقف.
وبالنظر الى اتخاذ اسرائيل للموقف الاستراتيجي الذي يقوم على أخذ زمام المبادرة العسكرية,
وعلى القيام بالعمل العسكري الاستباقيء فانها ستنحي في عهد الصواريغ الباليستية في المنطقة,
منحي الاستباق الى الهجوم على دول عربية لتدمير هذه الصواريخ؛ ذلك أن صقر المسرح الجغرايء
نسبياًء بين اسرائيل ولبنان أو سورياء أوحتى الاردن» يجعل المكاسب العسكرية التي تحققها ضربة
بالصواريخ الباليستية ذات نتائج استراتيجية خطيرة. ولعلّ البدء بضرية من هذا النوع؛ خصوصاً
اذا تضمّنت عدداً أكبرمن الصواريخ الحاملة للرؤوس الحربية ذات القدرة التدميرية الاكبر, يمكنها
أن تحسم حرباً جديدة: وان تقر بصورة مسبقة؛ نتيجتها.
ونا كانت اسرائيل تفتقر الى العمق الاستراتيجيء الجغرافي والبشريء فانها ما فتكت تسعى الى
التعويض عن ذلك باقامة الردع من طريق امتلاك القدرة عبى التصعيد العسكري السريع في ظروف
الصراع العربي ‏ الاسرائيلي» وبالمبادرة الى الهجوم المكف والسريع على أهداف عربية أيضاً. وفي إطار
هذه النظرة» يخصّص للصواريغ الباليستية دور شديد الاهمية.
ولا ريب فان تزايد دخول الصواريخ الباليستية الى الشرق الاوسط في عقد التسعينات: من شأنه
ان ينعكسء بصورة ملموسة وجدية:؛ على الصراع العربي ‏ الاسرائيلي. فمن طريق حيازة هذه
الصواريخ وتحسينهاء تتغيّر طبيعة سباق التسلّح بين اسرائيل والدول العربية؛ مما قد يسمح للعرب
بتضييق الفجوات الكمية والنوعية القائمة بينهم ويين اسرائيل. وعلى سبيل المثالء يمكن لسوريا ودول
عربية أخرى أن تتجتّب تفوّق اسرائيل الجويء وان تضرب أهدافاً في عمق الاراضي الاسرائيلية ووفقاً
لبعض الحسابات تستطيع دمشقء من طريق حيازتها على صواريخ من طراز «اس.اس ‎»١‏ سطح ‏
سطح ان توصل قرابة ‎5٠‏ طن من الذخيرة الحربية» بدقة كبيرة» ضد أهداف عسكرية في شمال
اسرائيلء ومئة طن اخرىء بدقة أقل, باستعمال صواريخ «سكاد»(). ويمكن لسورياء أيضاًء ان
تستغل بعض «المنافذ»؛ من طريق الهجوم الانتقائي للصواريخ المزوّدة بأسلحة تقليدية ضد مطارات
ومراكز تعبئة اسرائيلية. وفي هذا الصددء أشار المحّل العسكري الاسرائيلي» اهارون لافران» الى ان
مثل هذه الهجمات «قد تسيّب ضرراً كييراً لمنشآت عسكرية اسرائيلية حيوية» في فترة زمنية
محدودة»(1).
ومن الجلي أنه إذا ألحق باسرائيل مثل هذا الضررء في بداية الحربء أمكن إعاقة قدرتها على
الدفاع عن مرتفعات الجولان. ولا شك في ان المخططين السوريين يدركون أن من اللازم التأمين السريع
لأهداقهم العسكرية الرئيسة في ما يتعلق يمرتفعات الجولان: قبل أكمال التعيئة التامة للقوات
الاحتياطية للجيش الاسرائيلي. واذا ما استطاع الجيش السوري ان يقيم» يسرعة, خطاً عسكرياً
يمكن الدفاع عنه على جزء من مرتقعات الجولان: فقد يمكنه الحصول على فوائد عسكرية وسياسية
من حرب محدودة: ويالتالي توفر الصواريخ الباليستية للجيش السوري قدرة عسكرية جديدة, وحافزاً
على شن هجمة بالضرية الاولى ضد القوات الاسرائيلية لاستعادة هضبة الجولان المحتلة.
العدد 181-587 أيأر ( مأي ) - حزيران ( يونيىو) 1441 لون ذا 5 4
تاريخ
مايو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)