شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 99)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 99)
- المحتوى
-
د. تيسير الناشف لل
وازاء هذه الفوائد السياسية والعسكرية التي توفرها الصواريخ الباليستية لسورياء ولغيرها من
الدول العربية» يبدى ان ثمة اتفاقاً معلناً في الآراء داخل المؤّسسة العسكرية الاسرائيلية من ان أكثر
الطرق فاعلية للتصدي للتهديد الصاروخي هى اعتماد الاستراتيجية القائمة على العمل العسكري
الاستباقي لتدمير الصواريخ وهي في أماكنها الاصلية قبل ان يكون اطلاقهاٍ ممكناً. وتتمّ تصريحات
صادرة عن مسؤولين اسرائيليين من احتمال القيام بهجمات استباقية. قمثلاًء أكد يوسي بن اهرون
على ان «اسرائيل تالت سمعة عدم الانتظار متى استشعرت بخطر محتمل». كما أشار اسحق رابين»
عندما كان وزيراً للدفاع الى 3 اسرائيل تحاول «تحديد هوية ة وسائل ذات استعمالات أنجع للتغلّب
على أماكن اطلاق الصواريخ»0*). وفي هذا السياق, أيضاً؛ رأى محلّلون اسرائيليون؛ ان قدرة الاقمار
(التوابع) الاصطناعية الجديدة التي في حوزة أسرائيل للقيام بمهام الرصد,ء تعبير من جانب المؤوسسة
العسكرية الاسرائيلية باستراتيجية العمل العسكري الاستباقي0).
وأذا كان العمل العسكري الاستباقي يشكّل بديلاً واحداً للتعامل مع الصواريخ الباليستية
العرينة» فان اسرائيل تعمل من اجل ايجاد بديل آخرء يتمثل» أساساًء في استحداث نظام صاروخ
«حيتس» (سهم) المضاد للصواريخ الباليستية. وتبذل اسرائيل جهوداً كبيرة, بالتعاون مع الولايات
المتحدة الاميركية ويتمويل منهاء قي سبعيها لانتاج هذه الصواريخ . ولكن ينبغي أن تنقضي يضيع
سنوات, على الاقلء قبل ان يصبح صاروخ «حيتس» قيد الخدمة. وفضلاً عن ذلكء فان برامج
الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية» حتى في حال انتاجها وادخالها الخدمة؛ قد لا تكفيء في حدّ
ذاتهاء لآن تقنع اسرائيل بالتخلي عن العمل العسكري الاستباقي.
توسيع ساحة الصراع
من خصائص تكنولوجيا الصواريخ الباليستية انها لا تزيد أنواع التهديدات العسكرية التي
يتعين على دولة ما أن تواجهها من قبل أعدائها وحسبء ولكنها تزيد ؛ أيضاًء المصادر التي يمكن ان
تطلق هجمات فعّالة. ومن الطبيعي ان يودي ذلك الى سباق التسلّح والى الزعزعة المقترنة بانفجار
الازمات. من هنا » مثلاًء رأى العراق بأن استحداثه لنظام الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية
كان؛ على الاقل» جزئياً للرد على قوة صواريخ أرض - أرض الاسرائيلية9).
وفي ما يتعلق باستقرار الازمة» تأخذ بعض الدولء في عين الاعتبارء تطوّرات تحدث في بلدان غير
متاخمة؛ جغرافياً. لهاء ذلك ان مجرد امتلاك صواريخ باليستية من جانب دول عربية بعيدة نسبياً
من اسرائيلء» مثل السودان أى السعودية, قد يجعلها متورطة مباشرة في صراع قد ينشب بينها وبين
أسرائيل» بغض النظر عن النيّات العسكرية الفعلية لتلك الدول. ويتضح ذلك, جلياء من الازمة التي
أعقيت حصول السعودية على صواريخ من طراز «دي. اف ”47ء فقد ادعت اسرائيل أن هذه
الصواريخ تشكل خطراً عليهاء يتمثّل في احتمال تعرّض الرياض لضغوط من قبل دولة عربية أى أكثر
لاستخدام هذه الاسلحة ضد اسرائيل(). ويناء عليهء صعّدت الحكومة الاسرائيلية» في آذار (مارس)
4>:» تهديداتها وانذاراتها بشن هجوم واسع الناطق في حال استخدمت تلك الصواريخ أو سلّحت
برؤوس حربية غير تقليدية أى شكّلت تهديداً لاسرائيل(). وفي خلال تلك الفترة. أيضاًء بدا سلاح
الجى الاسرائيني بالتمرّن على القيام بغارات قذف منخفض فوق البحر الاحمرء وبدأت القوات
العسكرية السعودية تتخذ تدابير احتياطية أكثر بالنظر الى النشاطات العسكرية الاسرائيلية(١). كما
هدّدت كل من سوريا والاردن أنه في حال تعرّض السعودية الى أي هجومء يعتبر اعتداءٌ عليهما.
584 شْيُون فلسطزية العدد 1745 -551, يار ( مايى ) حزيران ( يوني ) 1351 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)