شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 100)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 100)
- المحتوى
-
حل الصواريخ الباليستية في الشرق الاوسط...
ودانت مصرء كذلكء «التهديدات الاسرائيلية غير المسؤولة». وحدّرت السعودية من انها اذا تعرّضت
لهجوم, فانها ستطلق ما يتبقى لديها من صواريخ باتجاه اسرائيل. وذكرت أن ما تمتلكه من هذه
الصواريخ لا يحمل رؤوساً نووية. كما أنها أبلغت الى الولايات المتحدة الاميركية تخوفها من ضربة
اسرائيلية» مما اضطر واشنطن الى التدخل من أجل الحدّ من التصعيد الاسرائيلي!١.
وبالفعل» فان قدرة الصواريخ الباليستية على الوصول الى أهداف بعيدة المدى تؤدي الى تصعيد
للصراعات المختلفة في المنطقة, ذلك ان ادخال نظام صواريخ باليستية الى ساحة الصراع قد يشكّل»
بسيب مدأها البعيدء » تهديداً لدول تقع في ساحة صراع أخرى على تماس مع حدود المنطقة. وعلى سبيل
المثال» ان صاروخاً من طران «أريحا» الاسرائيلي الذي يدخل في سياق الصراع العربي الاسرائيلي»
يشكّل تهديداً أمنياً لدول غير عربية في المنطقة, مثل ايران. كما ان النشاطات النووية التي تنسب الى
باكستان. لها أثرها على الصراع العربي الاسرائيلي. وبالتاليء يبدى ان من الصعبء في المستقبل,
عزل الصراعات المختلفة في الماطقة عن بعضها البعض.
ويقيّر انتشار الصواريخ الباليستية. أيضاًء من توزيع القوة بين دول المنطقة, من جهة,
والدول الكبرى التي لها اهتمامات ومصالح في المنطقة من جهة أخرىء ذلك ان العدد المتزايد
من دول الشرق الاوسط التي تستحوذ على صواريخ باليستية» يمكن ان يقلّصء الى حدّ ماء حرية
عمل الدول الكبري في المنطقة 05 41 هذا السياق» أجرت اسرائيل تجربة على صاروخ «اريحاء»»
وقامت بنشره.ء ولعلّها بذلك لم تستهدف الدول العربية الواقعة في آسيا وافريقيا وكذلك ايران
وحسبء يل قصدت من وراء نشره الاتحاد السوفياتي السابق: بهدف ردعه من الاتخراط في
حرب قد تقع في الشرق الاوسط. وحتى لى لم تكن اسرائيل قصدت الاتحاد السوفياتي مباشرة,
الا انه من الواضح ان مثل تلك الصواريخ المتطوّرة يمكنها ان تصل الى الاجزاء الجنوبية لهذا
البلد مما دفع موسكى الى التحذير من قيامها باتخاذن خطوات سياسية وعسكرية لم تحددهاء
على ذلك7""). وبالطبعء فان هذه التطويرات تشير الى دور الصواريخ الباليستية البعيدة المدى
في زيادة حدة التوتر الدولي.
ومن الطبيعي انه يمكن سوق الحجة كما يفعل بعض دارسي الاستراتيجية النووية بأن
انتشار الصواريخ الباليستية سوف يسهم, الى حدّ كبيره من طريق ضمان قدرة أي طرف على الحاق
الضرر بالطرف الآخر- في الاستقرار من خلال توفير الردع المتبادل عن أي استخد ام للقوة بين العرب
وإسرائيل. وتسهم الرغبة في تقليل الخوف من الهجوم المباغت في توفير الردع المتبادل. ويمكن تحقيق
هذا الهدف من طريق تعزيز امكان بقاء نظم الصواريخ الباليستية الذي من شأنه ان يقوي الثقة
بالقدرات الانتقامية: وان يقلّل » بصورة كبيرة, الحاجة الى العمل العسكري الاستباقي. كذلك يسهم
تطبيق بناء الثقة الذي يمكنه ان يخقّض احتمال استخدام الصواريخ الباليستية في توفير الردع
المتبادل. غير انه من الصعبء في الظروف السياسية السائدة بين اسرائيل والدول العريية؛ تحقيق
هدف تطبيق هذه التدابير, لأن ذلك يتطلب نوعاً من التعاون بين الاطراف المعنية. وهذا أمر غير ممكن,
في الظروف الراهنة؛ حيث لا تتوقّر قنوات اتصال بين الاطراف المعنيّة (باستثناء مصر).
بالاضافة الى هذه العواملء تجعل حالات اللاتمائل الجغرافي والديمغرافي والاقتصادي
والتكنولوجي من الصعب القصل بين الصواريخ الباليستية والاسلحة الكيميائية: وبين هذه وغيرها
من الاسلحة غير التقليدية؛ سواء كانت بيولوجية أو نووية أى غيرهاء وبالتاليء فانه من غير
العدد 2747-1747 أيار ( مايو ) حزيرآن ( يونيى ) 1997 ليون فلصطزية 19 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2112 (11 views)