شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 101)
- المحتوى
-
د. تيسير الناشف ---
الممكن معالجة قضية الصواريخ بمعزل عن قضايا أخرى. وفضلاً عن ذلك؛ فانه من المحتمل ان تمنع
القيود السياسية التوصل الى اتفاقيات متواضعة مثل الاتفاق على الابلاغ المسبق باجراء التجارب
على الصواريخ ريثما يتم التهوصل الى تسوية للصراع القائم بين اسرائيل والعرب.
تشير هذه العوامل الى ان تحقيق الردع المتبادل بين اسرائيل والعرب ليس أآمراً يسيراًء مما يجعل
الحجة المتعلقة بجدواه أقرب الى تقدير استقرائي للتجربة السوفياتية والاميركية في مجال حيازة
الاسلحة النووية. ومما يجعل من الصعب التسليم بصحة هذه الحجة, وجود اعتبارات أخرى لعلّ
أهمها:
أولً -لم يكن سباق التسلّح بين القوتين العظميين بيّناً وقاطعاً في ما يتعلق بتخفيض أخطار نشوب
حرب تقليدية. وعلى سبيل المثال, تبنت ادارة الرئيس الاميركي الاسبقء جون كينيديء في عقد
الستينات: استراتيجية «الردّ المرن» لأنها تخوّفت من أن موسكو تعتقد بأن قوتها الذووية تكفي لرد.ع
القوة النووية الاميركية.
ثانياً ان المواجهة الاميركية السوفياتية افتقرت الى أهمٌ العناصر تفجّراً في الصراع العربي -
الاسرائيلي المستمرء وهو جنوح اسرائيل الى التوسع الجغرافي والاستيطاني على حساب أطراف
الصراع الاخرى.
ثالثاً - ان الحجة بأن «توازن الرعب» العربي الاسرائيلي من شأنه ان يستبعد نشوب حرب
بالاسلحة التقليدية لن تكون حاسمة ونهائية: نظراً الى الطبيعة الاستدلالية والاستقرائية للتحليل.
بيد ان ثمة دلائل مبنيّة على الملاحظة والاختبار تشير الى ان التهديد الضمني -- في الاحتكار
الاسرائيلي للاسلحة النووية لم يرد ع العرب عن شن حرب واسعة النطاق. ففي تشرين الاول (اكتوبر)
377 شدّت القاهرة ودمشق حرياً لاستعادة أراض استولت اسرائيل عليها في حرب حزيران (يونيو)
7,: ولتحريك العملية السياسية في المنطقة؛ على الرّغم من دراية الطرفين بأن اسرائيل حائزة فعلا,
على أسلحة نووية؛ أى انها تستطيع؛ على الاقل؛ ان توفرها بسرعة كبيرة(؟').
الحد من انتقال الصواريخ في عقد التسعينات
من المرجح ان تستمر معظم التطوّرات المؤّدية الى انتشار الصواريخ الباليستية في الشرق الاوسط
خلال العقد الحاليء بيد ان عدداً من القوى الموازية زية قد تخقّف من حدّتها » وقد تضع القيود على
نتاكجها. ولا ريب في ان بعض هذه العوامل المسكّنة بدأتء فعلاًء ناث ف التطؤرات في أواخر العف
الماضيء من بينهاء الصعوبات الاقتصادية المتزايدة التي تواجه. حالياً. العديد من دول الشرق
الاوسط. وتعود هذه الصعوبات الى أسباب عدّةء منها: تدنّي أسعار النفط خلال النصف الثاني من
العقد الماضي؛ والاستثمارات والنفقات الهائلة التي اعتورتها العيوب والنواقص؛ والنفقات الدفاعية
والعسكرية الهائلة ؛ واستمرار النمى السكاني الكبير في بعض البلدان» وما نجم عنه من تزايد الطلب
على ال مواد الغذائية الاساسية والسلع الاستهلاكية؛ والآثار الاقتصادية السلبية التى ترتبت على
الحرب بين العراق وايران: والغزى الاسرائيلي للبنان في صيف العام 1941. ١
وفوق هذا وذاك؛ كان لانتهاء الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو ولانهيار الاتحاد السوفياتي,
ولحاجة روسيا الاقتصادية الى الولايات المتحدة الاميركية أثراً على سياسة الامداد بالصواريخ التي
تتبعها موسكى. فنتيجة هذا التطوّرء قلّ ميل الاخيرة الى نقل الصواريخ الى الدول العربية التي
1551 ) حزيران ( يونيى ) اشؤون فلسطزية العدد 585557 أيار ( مايو 1٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1192 (15 views)