شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 107)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 107)
المحتوى
د. حسن نافعحة لل
حرباً مشتركة ضد اسرائيل بقرار من مجلس الجامعة وتحت قيادة عربية موحّدة. فعلى الرغم من
اندلاع العديد من الحروب والمواجهات العسكرية ضد اسرائيل بعد العام 1544 الآ ان عدد الدول
العربية التي شاركت فيها مشاركة فعلية لم يزدء في أفضل الأحوال» عن ثلاث. أمّا مشاركة بقية
الدولء فقد ظلت شكلية أو لفظية أورمزية الى حدّ كبير. في هذا السياقء فان حساب القوة العربية في
معادلة الصراع العربي ‏ الاسرائيلي على أنها تشكّل حاصل جمع عناصر القوة المتاحة لدى كل الدول
العربية ينطوي على قدر كبير من المبالغة.
أمَا ثاني هذه الاشكاليات فيتعلق بمحدّدات وهيكل صنع القرارات الخاصة بتوظيف عناصير
القوة على جانب طرفي الصراع. فحتى اذا اعتبرناء جدلا؛ أن اسرائيل تشكّل تهديداً قعلياً أو محتماا
للدول العربية كافة؛ ومن ثم تعتير الدول العربية» جميعاً » أطرافاً » بطريقة أى يأخرىء داخل معادلة
الصراع» الا ان الطرف الاسرائيلي هو طرف موحد الارادة؛ يدير صراعه من خلال سلطة مركزية موحّدة
يتم انتخابها ديمقراطياً, وتتحدّد أهدافها الاستراتيجية والتكتيكية وفقاً لقواعد متفق عليها ومحترمة
من جانب كل القعاليات والقوى السياسية الداخلية. أمّا العرب: على الجاتب الآخر من المعادلة,
فينقسمون الى ١؟‏ دولة لكل منها أرادتها السياسية المستقلة. وتواجه دول عربية كثيرة مصادر تهديد
أخرى لمواجهتها في بعض الاحيان أولوية» في ادراك النخب العريية الحاكمة؛ على مواجهة الخطر
الاسرائيلي. ومن شأن هذا الوضم ان يؤدي الى تجميد وسلخ جانب لا بأس يه من الموارد والامكانات
العربية لمواجهة مصادر التهديد هذه. من ناحية ثالثة, تستتزف التناقضات والصراعات العربية -
العربية والتي تصلء أحياناًء الى حدّ الصدام المسلّح جزءاً أ آخر من امكانات ومصادر القوة العربية.
وفي هذا السياق» يصيح تحديد ميزان القوى في معادلة الصراع العربي ‏ الاسرائيلي مسألة بالغة
التعقيد لآن جانباً لايستهان به من القوة العربية ليس » فقطء خارج دائرة الصراع الفعلي مع اسرائيل,
ولكنء أيضاًء لأن القوة العربية كثيراً ما تستخدم في الصراعات العربية ‏ العربية بدلا من توظيفها في
الصراع مع اسرائيل.
أما ثالث هذه الاشكاليات فيتعآّق بنمط تحالفات طرفي الصراع العربي - الاسرائيلي مع القوى
والاطراف الخارجية. فالطرف الاسرائيئي لم يعتمد, قطء في ادارته لصراعه مع العرب على امكاناته
وموارده الذاتية» وانما نجعء الى حدّ كبير في توظيف امكانات وموارد أطراف رئيسة في النظام الدولي
لخدمة أهدافه ومصالم, الخاصة من طريق تهيئة الظروف لتطابق مرحلي بين أهداف الحركة
الصهيونية وأهداف القوى المؤثرة في النظام الدولي. وهكذا نجحت الحركة الصهيونية في توظيف
القدرات البريطانية واي ا بل وحتى الالمانية والسوفياتية» في مراحل مختلفة ويدرجات
مختلفة, لخدمة أهدافها التكتيكية والاستراتيجية. آمّا الاطراف العربية فنادراً ما وظلفت تحالفاتها
الخارجية لخدمة أهدافها في صراعها مع اسرائيل أو مع الحركة الصهيونية» وكانت هذه التحالفات»
في كثير من الاحيان: أهمّ مصدر من مصادر الصراعات العربية ‏ العربية. يضاف الى ذلك» ان
الجاليات اليهودية بامكاناتها ومواردها المادية الهائلة وقدراتها على التأثير في عملية صنع القرار
الخارجي في العديد من الدول المؤثرة في النظام الدولي تشكل عمقاً استراتيجياً لاسرائيل؛ وتضيف الى
امكاناتها الذاتية مصادر كبيرة من مصادر القوة. وفي هذا السياقء يصبح حساب ميزان القوى»
بالنسبة للجانب الاسرائيلي في معادلة الصراع مع الدول العريية استناداً الى امكانات اسرائيل
الذاتية» لا معنى له ويتعذّر في الوقت عينه. حساب حجم القوة الاسرائيلية المستمدة من مصادر
خارجية.
ك1 اثؤون فلسطيزية العدد 57؟ 187 أيار ( مأيى ‎ )‏ حزيران ( يونيى ) 19517
تاريخ
مايو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2119 (7 views)