شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 110)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 110)
المحتوى
حب ميزان القوى ومستقيل الصراع العربي ‏ الاسرائيلي
الحركة الفلسطينية من بلورة استراتيجية صحيحة تأخذ في حسبانها متناقضات الواقع العربي»
ووقعت بعض أجنحتهاء في أحايين كثيرة, تحت تأثير شعارات ثورية جوفاء عجلت بصدامها مع العديد
من الانظمة العربية: الصدام السياسي مع الرئيس المصري الراحلء جمال عبد الناصر عقب قبوله
لمبادرة وزير الخارجية الاميركية: وليام روجرنء العام 9754١؛‏ ثم الصدام المسلّح مع الحكومة الاردنية
في أبلول (سبتمير) ‎4١917٠١‏ ثم مع الحكومة اللينانية منذ منتصف السبعينات وحتى الغزى الاسرائيلي
للبنان العام ا » الخ . وبالفعلء حتمت ظروف موضوعية انطلاق الكفاح القلسطيني المسلّح من
الدول العربية المجاورة لاسرائيلء لكن ما كان يمكن لهذا الكفاح ان يؤتي ثماره الا في إطار
استراتيجية عريية مت متفق عليها من جانب المقاومة الفلسطينية من ناحية, والدول العربية المعنيّة من
ناحية أخرىء حتى لا تؤدي غارات اسرائيل الانتقامية الى شق قّ الصف العربي . وأيّاً كان المسؤول عن
غياب هذا التفسيق» فان جميع الاستراتيجيات أى السياسات التي تبثتها جميع الاطراف لم تتمكن
من الحيلولة دون وقوع هذه المصادمات العربية ‏ الفلسطينية» وابراز حقيقة اختلاف المصالح
العريية والفلسطينية؛ وهى الاختلاف الذي استطاعت اسرائيل ان تدقع به الى حدٌّ التناقض والصدام.
غير ان الهزائم العربية المتكررة في الحروب النظامية: وتراجع التيار القومي العربي الذي استظل
النضال الفلسطيني بظله؛ والصعوبات التي واجهها الكفاح القاسطيني المسلّح من خارج اسرائيل»
وتوقيع مصر على اتفاقية سلام منفصل مع اسرائيل: ثم دخول العراق في حرب طويلة مع ايران» ويداية
ظهور تحولات جوهرية في بنية النظام الدولي؛ ودخول السياسة السورية الرامية الى احداث «توازن
استراتيجي» مع اسرائيل في مأزق بعد وصول الرئيس ميخائيل غورباتشيوف الى السطة في الاتحاد
السوفياتيء كلها عوامل أسهمتء بشكل او بآخر, في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في الارض المحتلة.
وممًا لاشك فيه؛ أن استمرار الانتفاضة الفلسطينية منذ العام 15417 وحتى الآن دون توقف أحدث
تحوّلاً جذرياً في معطيات الصراع العربي - الاسرائيلي على النحو الذي لا بد وأن يؤدي الى اعادة
حساب مفردات معادلة موازين القوة العربية في الصراع العربي ‏ الاسرائيلي.
ميزان القوى في ظال الانتفاضة
لا جدال في ان اسرائيل استطاعتء على مدى ما يقرب من نصف قرن:ء أن تزيد من قدراتها
وامكاناتها الذاتية على الاصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والثقافية كافة: مما
استطاعت أي دولة عربية منقربة أى حتى الدول العربية مجتمعة أن تحققه. وقد تم لها ذلك بفضل
كفاءة نظامها السياسي ‏ الاجتماعي الداخليء» وقدرته على تعبئة وتوظيف وحشد كل موارد ومصادر
قوقه في مواجهة التحديات الخارجية» ونجاحه في اقامة علاقة عضوية لا تنفصم مع الاوساط
الصهيونية كافة خارج اسرائيل بما في ذلك الاوساط غير الصهيونية: بالاضافة الى نجاحه في إقامة
شبكة كثيفة من العلاقات والتحالفات المبنية على أرضية صلبة من المصالح المشتركة مع أكثر مراكز
صنع القرارات تأثيراً في السياسة العالمية. لكن ليس معنى ذلك أن اسرائيل تمكنت من ان تجعل ميزان
القوى الشامل يميل ؛ نهائياً. ويشكل حاسمء لصالحها في معادلة صراعها مع العرب. قما زال حاصل
جمع القوة العربية يفوق كمأ وربما نوعاً. أيضاًء ما تملكه اسرائيل من عناصر القوة. لكن مشكلة القوة
العربية تكمن في أن نسبة كبيرة من هذه العنامر تقم. أصلاًء خارج نطاق معادلة الصراع الغربئ -
الاسرائيلي. فهناك سلاح عربي يستحيل استخدامه في مواجهة اسرائيل» وهناك مال عزبي لا يمكن
توظيفه لخدمة أهداف النضال ضد اسرائيلء ونسبة أخرى من القوة الغربية القابلة للاستخدام
العدد 555547 أيار ( ماي ‎ )‏ حزيران ( يونيى) 15917 لشُيون فلمطيؤية 11
تاريخ
مايو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 1567 (13 views)