شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 123)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 123)
- المحتوى
-
بوسف حداد
والحصار اليهودي لها تمّ سقوط المدينة في 14/ 1914/8/4 بعد استشهاد العديد من المناضلين. «ويذلك سقطت
عروية المدينة التاريخية الخالدة واأصبحت (مهوّدة)؛ اذ الزم العرب السكن داخل أسوار المدينة. أمّا المدينة
الجديدة خارج السور العظيم فلم يسمح لغير اليهود بالسكن في المنازل العربية التي هجرها أصحابها...».
بعد الذكبة» تفرّق أهل عكا بين بيروت وبرج البراجنة وصيد! وصور ودمشق والقاهرة وعمان . وكانت الغالبية
نزحت الى لبنان. وفي دنيا الشتات, ساهم الكتيرون منهم, مثلهم في ذلك مثل بقية المشردين, في النهضة العمرانية
والثقافية والرياضية في العديد من بلدان العالم العربي لا سيما الخليجية منها. ولقد لمع من العكيين في دنيا
التشرّد العديدون في مختلف الحقولء وكذلك الحال في قرى قضاء عكا.
تضمّن الفصل السابع والاخير ثلاثة ملاحق: اشتمل الاول على أسماء عائلات أبناء عكا. والثاني على
أسماء أيرز شخصيات المدينة قبل حدوث النكبة. والثالث أسماء الرسميين والاطباء والصيادلة والمهندسين
والمحامين والصناعيين والتجار. وتبع هذه الملاحق مجموعة من الصور تبرز معالم المدينة العمرانية والحضارية.
تكمن قيمة الكتاب في عدم اكتفاء المؤلفين بالاعتماد على المصادر وعلى ذاكرتيهماء فقد عمدا الى الاستعانة
بمعلومات بعض رجالات مدينتيهما وبشخصيات مرجعية أكاديمية موثوق بسعة اطلاعها. وفي ذلك منهجية علمية
مهمة. يضاف الى ذلك ما تضمّنه الكتاب من خرائط وصور وملاحق, من شأنها ابراز المعالم الحضارية للمدينة
بشكل حسي يدحض الافتراءات اليهودية ويبقي المدينة الفلسطينية العريقة وجوداً حيّاً فى وجدان أجيال ابناتها
الطالعة في المغتربات, وكذلك بقية الاجيال الفلسطينية.
وما دام الكتاب يُحنى بالتراث؛ وما دام مؤلفاه يزمعان اعادة طبعه فمن المفيد ان تشتمل الطبعة الجديدة
على أنماط الحياة الاجتماعية والتقاليد الشعبية في مختلف المناسبات (الزواج؛ الموت؛ الاعياد؛ الطهور مكانة
المرأة» اللباس والزينة؛ الأمتال الشعبية: هندسة المباني القديمة والحديثة) . واضافة لذلك نشاطات سكان المدينة
في العمل النقابي, ومشاركتهم في الانتفاضات والتورات الفلسطينية» ولا بأس أن تعطى لمحة عن كل ذلك في قرى
قضاء عكاء وعن دور ابنائها في الداخل والخارج في عملية النضال الفلسطيني بعد التكبة. ومن المقيد تعداد
أسماء قرى القضاء المتبقية وأسماء القرى التي أزيلت من الوجود.
وعلى كل حالء فان جهد المؤلفين الكبير في وضع هذا الكتاب يستحق كل تقدير وامتنان. فمن خلاله, يستطيع
القارىء ان يرى المدينة العربية الخالدة بكل جوانبها التاريخية والعمرانية والحضارية والثقافية وكأته ابن تلك
المدينة معايشاً لهذه المظاهر. ولا بدَ من القول أخيراً بأن من شأن هذا الكتاب القيّم أن يكون حافزاً ليقوم بعمل
ممائل أي فلسطيني عن كل مدينة وقرية ودسكرة في فلسطين, ليبقى هذا الوطن وجوداً حيّاً مستمرأ في وجدان
الاجيال المقبلة, ولتبقى هذه الاجيال متحفزة لاسترداده.
يوسف جد اد
1 ليون فلسطية العدد 587 -147, أيار ( مايى ) - حزيران ( يوني ) 15517 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 17152 (3 views)