شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 5)
- المحتوى
-
بلال الحسن ل
اغتصاب أرضء وقضية تشريد شعبء وقضية تهديد لمنطقة عربية واسلامية كبيرة. وتفرز القضية
الفلسطينية» بطبيعتهاء مجموعة من القوى ترفض الحلول الوسط انطلاقاً من الحق التاريخي» بينما
تبرز قوى أخرى تقبل الحلول الوسط انطلاقاً من توازن القوى الاقليمي والعالمي» دون أن يكون
هناك, بالضرورة» تناقض فعلي بينهماء مهما بدا على السطح أن هذا التناقض قائم وفعّال. فالتناقض
بينهماء في حقيقته.-هو تناقض في فهم التاريخ, وتناقض في فهم منطق الحسم في الصراعات الكبيرة,
وليس تناقضاً عدائياً في جوهره, ولا يجب ان يكون كذلك. ويترتب على هذاء أن القيادة الفلسطينية
مطالبة بأن تنظر الى هذا النوع من الرفض نظرة تاريخية بعيدة المدى, وتتعامل معه, انطلاقاً من ذلك
باعتباره تياراً سيبرز حتى لى لم يكن موجوداً الآن» ويشكل بروزه تعبيراً عن طبيعة القضية
الفلسطينية» وحتى يصل يها الى الحل العادل والانساني. هذا النوع من الرفضء يجب استيعابه من
خلال رؤية مساره التاريخي؛ وليس من خلال رؤية تناقضه العملي والسياسي مع مجريات المرحلة» أو
مع تطبيقات القرار الواقعي للقيادة الفلسطينية. وكما يفرز المجتمع الاسرائيلي (وعلى قاعدة الاحتلال
والطرد) شعارات أرض - اسرائيل الكبرى, سيفرز المجتمع الفلسطيني (وعلى قاعدة الحق ورفع
الظلم) شعارات تحرير فلسطين.
© ولا بد ان نقر سلقاً كذلك؛ ان جزءاً كبيراً من الخلاف الفلسطيني الفلسطيني حول
التسوية, لا ينبع من الفلسطينيين أنفسهم, بل هو ينبع من رؤية مخطط الخصم وتقويمه. سواء كان
الخصم أسرائيلياً أى أميركياً. ان الخلاف حول تقويم الخطر المقبل من هذا المطلب الاسرائيلي -
الاميركي أو ذاك, والخلاف بالتالي حول كيفية مواجهته؛ هو منبع الخلافات الفلسطينية وليس
منيعها » مطلقاً » تهاون هذ! الطرف أو ذاكء أو رغية هذا الطرف أو ذاك بالتنازل والتفريط. وقد تيدو
هذه القضية شكلية حين يتداخلء في النهاية. مطلب الخصم مع الاستعداد للتعامل معه أ الرضوخ
له. ولكن هذه القضية في العمق, ليست شكلية على الاطلاق. فأساس الموقف الفلسطيني هو الحقوق
القلسطينية, ومطالب الخصم هي التي تسعى للنيل من هذه الحقوق. والخلاف ينشأً حول الاجتهاد
في كيفية التعامل معها. وتأكيد ذلك ضروري لكي نثبت قاعدة الحوار, فهو حوار اجتهادات وليس حوار
ادانات: دون أن يعني ذلك التقليل من شأن الحوار» وهو أحياناً حوار حاد وصاخب وعنيف. وتبرز
أهمية هذه النقطة عند تقويم العمل السياسي الفلسطيني في أي مرحلة من المراحل. فيركز المنتقدون
على مخطط الخصم وسلبياته ومخاطره, ويركز المؤيدون على حسن الأداء الفلسطيني في التفاوضء»
ويدور النقاشء بالتاليء حول موضوعين مختلفينء أى ينظر كل طرف الى جانب من الصورة يرفض
الطرف الآخر أن يراه» ذلك أن الحوار يأخذ طابع المنافسة أو التبريره ونادراً ما يأخذ طابع الاحتكاك
بين العقول للوصول الى أفضل صيغة سياسية ممكنة.
© ويختلف الفريق الفلسطيني المفاوض عن أي طرف عربي مفاوض آخر. يستطيع الطرف
العربي, بحكم كونه دولة» ان يقود مفاوضات دبلوماسية: ثم يستطيع أن يجعل من هذه الدبلوماسية
دبلوماسية سرية. ان ورقة واحدة لم تتسرب من مفاوضات الوفد السوريء وتسربت ورقة واحدة من
مفاوضات الوفد الاردني أدت الى الغاء عضوية الشخص الذي سريهاء ونشرت صحيفة لبنانية ورقة
من اوراق التفاوض اللبناني فقدّمت الصحيفة للمحاكمة. ولا يستطيع المفاوض الفلسطيني ان يفعل
على غرار زملائه العرب, لا بسبب العجنء بل لأنه لا يستطيع ان يقود دبلوماسية سرية. أن دبلوماسيته
تستدعي» بالضرورةء حشداً شعبياً حولهاء ومحاولات دائبة بة لاقناع الجماهير الفلسطينية يهاء وحواراً
متواصلاً مع القوى المعترضة أو الرافضة كجزء من عملية الحشد الشعبي المطلوب. ولذلك فين
3 شرن فأسطزية العدد ؟ 74 - 2545 تموز ( يوليى ) - آب ( أغسطس ) 15917 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 244-245
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 7247 (4 views)