شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 16)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 16)
المحتوى
ل نحو ادارة فلسطينية للتفاوض
يمكن التأريخ لذلك بالحرب الاميركية على العراق كخاتمة لتلك الحقبة؛ ويدأت واشنطن مع عقد
التسعينات في ترتيب أوضاع منطقة الشرق الاوسط كواحدة من أوراقها السياسية ‏ الاقتصادية
للهيمنة على العالم في القرن المقبلء وما كان ذلك ليتحقق لولا قبول سلطات المنطقة؛ كل على طريقتها
وحسب التوقيت الذي يناسيها.
باختصار, يعتبر ضرب المقاومة الفلسطينية المسلحة: بما تمثّله من رمن المحور الذي دارت حوله
سياسة الاحتواء, بدءاً من عزل الجسد الفلسطيني المقاوم عن عمقه العربي » وانتهاء بعمليات تدمير
ذلك الحسد سياسياً ومادياًء وتدمير «الروح الفلسطينية» في العمق العربي
ومن الممكنء من زاوية نظر مختلفة رؤية زيارة الرئيس المصري الراحل. انور السادات؛ على أنها
محاولة للخروج من النسق الاميركي, بعد أن أعيته محاولات الارتباط مع الولايات المتحدة الاميركية,
من منظوره وعلى طريقته (191/1 -/19171)» حيث حاول يعدهاء ؛ في حركة دراماتيكية, اخراج المنطقة
من الفلك الاميركي بزيارته اسرائيل في تشرين الثاني (نوفمبر) 14171: طارحاً بجرأة؛ دون الاعلان»
امكانية ان تتول المنطقة (دولً وشعوباً) مسؤولية حل مشكلاتها بنفسها ولنقسها ؛ لكن الطرف الآخر
(الاسرائيي) الغريب عن المنطقة, ردّه ثانية الى المرجعية العالمية (أميركا)ء فطرح السادات مبدآ
«الشراكة الكاملة» مع أميركاء وكانت النتيجة اتفاقيتي كامب ديفيد. ومع اقتراب موعد انجاز الاتفاق
المذكور, توصلت اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية الى معاهدة حول التعاون الاستراتيجي
(1541)» وقتل السادات قبل ان يرى نتائج عمله
ويلاحظ المتتبع لعملية التفاوض العربية ‏ الاسرائيلية» ان الاطراف العربية بعد الانقطاع الذي
شهدته العملية فترة استبدال الادارة الاميركية والزمن اللازم لاستعداد الادارة الجديدة ‏ ألحت في
خلال جولة وزير الخارجية الاميركية» وارن كريستوفرء للتمهيد لاستئناف المفاوضات على «الراعي
الاميركي» ان يلعب دور «الشريك الكامل» في المفاوضات, قَقَبلَ بعد أن بذلت الاطراف العريية من
«الأسباب المقنعة» ما جعله يُقْبل هذه الشراكة.
وفكرة الشريك الكامل التى أبدعها الرئيس السادات له فيها اجتهاد خاص. أورده الكاتب أحمد
بهاء الدين في كتابه «ذكريات مع السادات»: قالنموذج الذي اقتدى به السادات لبلورة فكرة الشراكة
هو شاه ايران السابق محمد رضا بهلويء وغاب عن باله أن شاه ايران واسرائيل كانا من منظور
«مبدأ نيكسون» ركيزتي الاستراتيجية الاميركية للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط وضبطها: ايران
في منطقة الخليج واسرائيل على شاطىء المتوسط الشرقي؛ ولكن بعد قيام الثورة الايرانية أدركت
واشنطن أنْ ليس في المنطقة سوى «ثروة استراتيجية واحدة» هي اسرائيل لأنها العنصر الوحيد
الغريب عن المنطقة أولء ولأنها مشروع استعماري على النمط الاميركي ثانياً. ولأنها نموذج القوة
الغربي ثالثاً؛ ولكل هذه الأسباب هي «عصاء الولايات المتحدة الاميركية, وليس «ولدها المدّل» ققط
آمّا الانظمة العربية» فانها تتوهم بدفع «الشريك» الى اعتماد سلوك متوازن مع القبول بوضعية «الولد
لمدآل» لاسرائيل. والشريك الكامل, في أبسط تعريقات مضمون الشراكة. لا يمكن ان يكون وسيظاً ولا
نزيهاً. بل سيقف الى جانب مصالحه. وهذا طبيعي جدا؛ ولم يترك المسؤولون الاميركيون أي مجال
للالتباس حول الطرف الذي يقفون الى جانبه.
ويستطيع أي ميتدىء حساب الوقت الذي مضى على افتتاح مؤتمر مدريد للسلام, وكان الرئيس
الاميركي؛ في حينه؛ حدّد موعداًء في كلمة الافتتاح, للوصول الى تسوية في الشأن الفلسطيني
العدد 54 - 550: تموز ( يوليى ) - آب ( اغسطس ) 1555 لون فلسطيزية 1
تاريخ
يوليو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17154 (3 views)