شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 23)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 23)
المحتوى
عو ضخليل ح
هناك حادتتان جرتاء في أثناء عقد المؤتمر. شكلتا مفصلاً هامّاً في نضال الحركة النسائية: الاولى:
ان المؤتمر قرر اربسال وفد لمقابلة المندوب السامي البريطاني وتسليمه نسخة عن القرارات. لكن القرار
اصطدم بتحفظ من بعض العضوات اللواتي اعتيرن «ان من الافضل ان يقابل الوفد ليدي شانسلور
زوجة المندوب السامي» حيث ان الاخوات المسلمات اعضاء الوفد لا يستطعن شرعاً الظهور أمام
المندوب السامي»("١)‏ . قلما جاء رد سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين الى المؤتمر بأنء «الليدي
شانسلور لا تستطيع أن تستقيل سيد ات يسعين لتقديم مقترحات ذات صبغة سياسية, ولكن سعادته
على استعداد لمقابلة لجنة من عشرة أعضاء لهذا الغرض»(5'), حسم النقاش وتكسّرت حواجز
الاعتبارات التقليدية: وتقرر ذهاب الوفد الذي قام بمقابلة المندوهب السامي وسلّمه مذكرة من أجل
رفعها الى حكومة صاحبة الجلالة نيابة عن المؤتمر. وجاء في المذكرة: «رأت السيدات العربيات بلادهن
تجاه سياسة صهيونية جائرة أدت الى الاضطرابات الخطيرة التي كان ضحاياها الرجال والنساء معاً.
وهكذا أصبح الخطر في المستقبل لا يتهدّد الرجال» فقطء بل يتناول النساءء أيضاًء بخلاف الاقطار
الاخرى التي لا يوجد فيها خطر القتل الآ على الرجال في ميادين القتال فقط». وأضافت المذكرة؛ أن
النساء سوف «يدافعن عن حقوق بلادهن الى ان يلغى وعد بلفور والسياسة التي سارت بمقتضاه».
وقد وجهت النساء في المذكرة احتجاجاً على وعد بلفور و«عدم وقف المهاجرة الصهيونية في هذه الايام
بالنظر للاحوال الاقتصادية والسياسية السيئة»؛ و«تطبيق قانون العقويات المشتركة [العقويات
الجماعية] المخالف لجميع الشرائع المتمدّنة وجعله شاملا لما قبله», و«يقاء المستر بنتويش على رأس
النيابة العامة بالرغم من كونه صهيونياً يعمل لمصلحة اليهود ضد العرب»: و«ضعرب وتعذيب البوليس
لوقوفي العرب»؛ وعدم مجارزاة المستر فرل والمستر بيلي «اللذين عملا على ضرب تلاميذ مدرسة نابلس
من قبل البوليس. الامر المخالف لأصول المدارس جميعها». وتخصيص مبلغ عشرة آلاف جنيه
«لنكوبي اليهود وعدم تخصيص أي مبلغ كان لمنكوبي العرب»(5١)‏
أمّا الحادثة الثانية فكانت قرار المؤتمر الخروج بمظاهرة تسير في جميع شوارع القدس الرئيسة,
وتتوقف أمام القنصليات الاجنبية المختلفة» حيث تقدم مذكرة بالقرارات وتسلّم الى القناصل.
وبالفعل» شهدت القدس أول مظاهرة نسائية في تاريخ فلسطين الحديث. وبالرغم من ان المظاهرة
أجريت بطريقة تتسم بالابهة والارستقراطية حيث ركبت عضوات المؤتمر حوالى ‎١١‏ سيارة وسرن
بالمسيرة التي كانت «تتقدمها سيارات البوليس الانكليزي والوطني وفي مؤخرتها سيارات كثيرة من
الشبان الوطنيين الذين رافقوا الموكب مبتهجين»(” ")» فان المظاهرة كانت, في الواقع؛ تعكس مستوى
التطوّر في دور ونضال الحركة النسائية قياساً بالوعي الاجتماعي السائد حينئذ.
شكّل المؤتمر أول إطار سياسي - نقابي جامع للحركة النسائية الفلسطينية. وكانت أهمّ الخطوات
التي اتخذها المؤتمر, في ختام أعماله؛ انتخاب لجنة تنفيذية من أربعة عشر سيدة عهد اليهن تنفيذ
قرارات المؤتمر وادارة الحركة النسائية الفلسطينية. وكان من بين اللواتي انتخبن للجنة التنفيذية:
وحيدة الخالديء رئيسة؛ ماتييل مغنم, سكرتيرة؛ شاهنده دزدان, أمينة صندوق؛ حرم جمال
الحسيني: عضو؛ حرم موبى العلمي» عضو؛ حرم عوني عبد الهادي, عضق؛ حرم شكري ديب: عضو؛
حرم صبحي الخضرة. عضي؛ زاهية النشاشيبي؛ عضو؛ فاطمة الحسيني؛ عضئ؛ خديجة الحسيني,
عضئ زليخة الشهابي: عضو.
باشرت اللجنة التنفيذية عملها بارسال برقيات الى ملكة بريطانياء ووزير المستعمرات: وعصبة
الامم. وتضمّنت البرقيات قرارات ال مؤتمر المطالبة ب «ابطال وعد بلقفورء وتأسيس حكومة
5 نون فلسطزية العدد 744 © 5؟. تموز ( يولي ‎ )‏ آب ( أغسطس ) 15915
تاريخ
يوليو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7241 (4 views)