شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 39)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 39)
المحتوى
سلوى العمد سس
اعتباره «أزمة وطنية عامة», حيث لم يعد بمقدور الشعب المصري ولا السلطات الحاكمة التعايش
ضمن الشروط السائدة آنذاك. ويكفي ان يعلم المرء ان أريع وذارات تعاقبت على مصر في فترة الشهور
الستة التي سبقت قيام الثورة ليدرك ان الازمة كانت بلغت ذروتها على الصعيد الرسمي(). أمّا على
الصعيد الشعبي» فقد فقدت السلطات سيطرتها على الشارع المصري, الذي صبّ جام غضبه على
الاوساط الحاكمة وعلى الوجود العسكري البريطاني في قناة السويس().
شكّل هذا الوضعء على ما يبدىء الخلفية الحقيقية لتحرك الضباط الأحرار للاطاحة بنظام الملك
فاروق. فيما لعبت فضيحة الاسلحة الفاسدة» التي كانت بحوزة الجيش المصريء ابّان حرب
فلسطين, وكذلك نتائج الحرب: دوراً ثانوياً أضاف الى تحرّك الضباط الاحرار أسباباً أخرى المضي
قدماً في خطتهم الانقلابية. وأشار عبد الناصر في كتابه «فلسفة الثورة» الى نقاشات حول شؤُون مصر
الداخلية» دارت بينه ويين رفاقه عندما كانوا محاصرين في منطقة الفالوجة في أثناء الحرب: خلاصتها
ان مصر هي الواجب الاول للجنود المصريين. يقول عبدالناصر في الكتاب المذكور: «كنا نقاتل في
فلسطين؛ لكن أحلامنا كانت تتمحور حول مصر. كانت المعركة موجهة مع العدى في كمائنه, فيما قلوينا
تحوج حول وطننا (مصر) الذي تركناه في حراسة الذئاب»("). ووصف عبد الناصر مصر في مكان آخر
من الكتاب بأنها «فالوجة أخرى على نطاق أوسع... وما يحدث لنا في فلسطين ليس الا صورة مصغرة
لما يحدث في مصس,(2).
وعندما تسلّم الضباط الاحرار مقاليد الحكم في مصر عشية الثالث والعشرين من تموز (يوليو)
العام ؟155.: لم يكن الصراع مع اسرائيل قد طرح كأولوية على جدول أعمالهم. فقد احتلت مسألة
الاصلاح في مصر مرتبة الاولوية بالنسبة لمجلس قيادة الثورة. وهذا ما كان عبدالناصر أوضحه في
حديث صحافي أجراه معه كيث ويلوك جاء فيه: «ان أي معركة عسكرية مع اسرائيل سوف تعيق عملية
الاصلاح في مصر, والحكومة قالت بأن الاصلاح هو مبرر وجودهاء(*). على ان فلسطين كانت واحدة
من ثلاث قضايا حازت على اهتمام الضباط الاحرار, الآ انهاء في تقدير ويلوك. كانت الاقل أهمية
بينهال'). وحتى مطلع العام ‎١1555‏ غابت فلسطين عن خطابات قادة الثورة وتصريحاتهم» يمن فيهم
جمال عبد الناصر. وكان واضحاً انهم تجنبوا التطرّق الى هذه المسألة أى الاتيان بأي قول أو فعل من
شأنه ان يفسّر على انه استفزاز لاسرائيل. وهذا ما أكده احمد حمروش في كتابه الذي أرّخ لثورة 77
يوليوه عندما أشار الى ان تصريحات الجانبين» المصري والاسرائيليء اتسمت, في تلك الفترة» باللهجة
الهادئة والسعي الى عدم التورّط في وضع عدائي. وقد تطوّرت هذه اللهجة؛ بعد فترة وجيزة؛ الى
اتصالات سرية أى شبه علنية بين عبد الناصر ورئيس وزراء اسرائيل آنذاك: موشيه شاريت. وأضاف
حمروشء بأن الظرف كان ملائماً لحل سلمي بين مصر وإسرائيل» حيث أبدى شاريت استعداداً
للتفاهم مع العرب» لكن مجلس قيادة الثورة لم يستطع التغاضي عن نقطتين أساسيتين» هما: ضرورة
جلاء القوات البريطانية عن مصر بشكل كامل؛ ومشكلة التهجير القسري لشعب فلسطين!")
على ان تلك الاتصالات لم تود الى نتيجة ملموسة بسبب الضغوط الاميركية على مصر. التي كان
نهجها الاستقلالي يزعج صانعي القرار في الولايات المتحدة الاميركية. وكان من النتائج المباشرة لهذا
الانزعاج الاميركي أنْ أجري تعديل فوري في الوزارة الاسرائيلية, تسلّم على أثرهء دافيد بن - غوريون»
(رجل الخيار العسكري) منصب وزير الدفاع.
نقطة ت 1
جاء صعود بن غوريون الى السلطة في اسرائيل بمثابة نقطة تحوّل في العلاقة بين
58 ون فلسطزية العدد 155-785 تمون ( يوليى) - آب ( اغسطس ) 1691
تاريخ
يوليو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10632 (4 views)