شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 46)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 46)
- المحتوى
-
سل العروية وفلسطين في سياسة عبد الخاصي...
/17؛, شكّلت فاتحة عهد جديد في طبيعة الصراع وأولوياته» ووضعت عبد الناصر مجدداً إزاء مهمات
مستحيلة قادته الى القبول بقرار مجلس الامن الدولي الرقم ؟5؟ والموافقة لاحقاً على «مشروع
روجرن» العام ,1417١ من منطلق آخذ ما يمكن أخذه, ومحاولة الضغط. دولياً. لالزام اسرائيل بتنفيذ
قرارات الامم المحدةء التي لم تنقذ اسرائيل قراراً واحدأ منها حتى يومنا هذا وكان كوف عبد الناصر
من أن تلقى الضفة الغربية وقطاع غزة المصير الذي آلت اليه آأراضي العام »١554 وراء قبوله القرار
44 الذي نصّ على الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي التي احتلتها في العام .)"١(1971/ وهذا ما
أشان الى ان عبد الناصر أرادء من خلال قبوله بالقرارء ان لا يعطي اسرائيل أى الغرب ذريعة للمماطلة
في تنقيذ القرار. لقناعته بأن موازين القوى الدولية لا تسمح بأي حال يتطبيق القرارات التي في صالح
العرب.
يوضح ما تقدّم ان عبد الناصر لم يكن يمتلك استراتيجية لتحرير فلسطين» ولا هى امتلك تصوّراً
واضحاً لكيفية وأشكال المواجهة مع اسرائيل؛ كما انه لم يمتلك تصوّراً واضحاً لطبيعة الدور الذي
يمكن أن يقوم به الفلسطينيون في حال نشوب الحرب معها('"). وبالاجمال» اتسمت مواقف
عبد الناصر ازاء القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي بالتجريبية ورب الفعل على الفعل
العدواني لاسرائيل. واقع الحال اذن» لم يعكس الطموحات؛ فقد تكشفت سياسة عبد الناصر العملية
عن عجز قسري فرضه الاختلال في ميزان ن القوى الاقليمي والدولي لصالح اسرائيل. وهذا ما فسّر سعي
السلطات المصرية في الخمسينات الى الحد من حرية تحرك الفدائيين الاوائل من الفلسطينيين في
غزة('"). فقد سعت السلطات المصرية في تلك الفترة الى عدم اثارة العداء والتوتر مع اسرائيل!؟') تجتباً
للدخول في معركة لم تخطط لها مصرء ولا تستطيع التكهن بنتائجها. وعلى الرغم من حالة العجز هذه
تكرّس عبد الناصر رمزأ لتطلعات الامة العربية نحى الاستقلال والوحدة. فما هي أسباب ذلك؟
جاذبية عبد الناصر
قلّة هي الشخصيات القيادية في التاريخ الحديث التي أثير حولها جدل كبير. لكنها استحوذت»
في الوقت عينه؛ على حب واكبار الجماهير الشعبية على النحى الذي كان عليه حال الرئيس الراحل جمال
عبد الناصر. فلقد سطع نجم عبد الناصر كزعيم ذي مكانة عالمية ابّان الخمسينات والستينات, وبطبّقت
شعبيته آفاق العالم العربي من محيطه الى خليجه. ولا نبالغ أن تصنّف عبد الناصر واحداً من أهم
عشرة رجالات في التاريخ العربي الاسلاميء وواحد من أهم اثنين في التاريخ العربي الحديث.
واذا حاولنا تتبع العوامل التي أسبغت على شخص عبد الناصر الاستثناء أى «الكاريزماتية» (أي
الشخصية ذات الحضور الخارق للمألوف, حسب المصطلح الغربي المعروف) ومقوّمات جاذبيته
نصل الى سؤالء لماذ! كانت خطابة عبد الناصر الفلسطينية والعربية أحد أهم العوامل وراء هذا
النسيج الفريد في شخصيته وحضوره؟ بحيث يمكن القول انه كان رمزاً للكفاح القومي العربي “ودمزاً
للدعوة العربية لتحرير فلسطين؟
للاجابة عن السؤال لا بد من الاشارة, بداية» الى أن شروطأً عدة توافقت» في لحظة تاريخية
معيّنة, لتصنع البطل الذي احتاجته مصر والعالم العربي ابّان عقد الخمسينات. ففي هذه الفترة,
كان العالم العربي يززح تحت وطأة هزيمة الجيوش العربية في قلسطين في حرب العام 1554 والتي
ترافقت مع تأسيس أسرائيل على أرض فلسطين, والتهجير القسري للشعب الفلسطيني. ولا تكمن
شدة الاحباط العربي في ضياع فلسطين وحسب, بل في التوقيت أيضاً؛ وفيما كانت بلدان
العدد 744 545, تموز ( يوليى) آب ( !غ ) 1551 لؤُون ق1 21 م1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)