شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 47)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 47)
المحتوى
سلوى العمد سس
آسيا يا وأفريقيا تنال استقلالها الوطني الواحدة تلو الاخرىء كان العالم العربي يعيش وطأة «النكبة»
التي أنبأً وقوعها بصراع يطول أمده, وينال من الاستقلال «القض» لبلدان الشرق الادنى وعموم
العالم العربي. وكان قيام اسرائيل واسباغ شرعية دولية عليهاء مدخلا لاخضاع العالم العربي,
مجدداً » للهيمنة الاستعمارية يصيغة جديدة؛ أشد وطأة من صيغ الاستعمار المباشر أو الانتداب. ثم
جاءت ثورة ‎١1‏ يوليى (تموز) دونما ضجيج يذكر خارج مص الى ان بدأ دور مصر العربي يتبلور
شيئاً فشيكاً في منتصف عقد الخمسينات . وقد ساهمت تطورات الاحداث؛ الى حد كير في صياغة
هذا الدور. في كتابه «مصر في ظل عبد الناصر», والذي كرس لدراسة شخصية عبد الناصر الكاريزماتية,
في ضوء نظرية ماكس فيسء عن القائد الكاريزماتي يشير هراير دكمجيان» الى ان سياسة عبد الناصر
الخارجية كانت مصدراً أساسياً من مصادر شرعية عهده!*. . فهذه السياسة أسفرت في رأي
دكمجيان عن ثلاث نتائج مترابطة من حيث الاهمية والأثر. هي(1):
اولً: نجاح عبدالناصر على الصعيد الدولي الذي أكسبه شعبية خاصة بين المصريين وعموم
العرب.
ثانياً: ان الشعبية الواسعة التي اكتسبها عبد الناصر بسبب دعوته للوحدة العربية أدّت الى ثورة
ايديولوجية أحدثتها النخبة الجديدة: ممًا أسهم في خلق نماذج بين هوية مصر المصرية وهويتها
العربية.
ثالثاً: ان تبنّي عبد الناصر لايديولوجيا الوحدة العربية أدَّى الى تغيير أساسي في النظام العقائدي
للمصريين: مما أسهم في بلورة هوية عربية ناجزة لمصر.
على أن دعوة عبد الناصر للوحدة العربية ما كانت لتأخذ هذا الطابع الملح لولا اقترانها بالمأزق
الناجم عن مشكلة فلسطينء والخطر الماثل بدولة اسرائيل. لهذا كان العمل على استنهاض همة
الجماهير العربية» لمواجهة هذا الخطر الداهم, محوراً أساسياً من محاور خطايات عبد الناصر. وهذا
يقودنا الى الترجيح بأن عظمة الفكرة ‏ لا عظمة عبد الناصر الفرد» على الرغم من تميّزه كقائد فذّ - هي
التي تجاوبت معها الجماهير العريية؛ في تلك الفترة, بدليل وجود أحزاب قومية كحزب البعث مكلاً؛
تعارضت سياساتها مع سياسات عبدالناصرء ومع ذلك تمكّنت هذه الاحزاب من استقطاب جمهور
واسع من أبناء بلاد الشام والخليج العربي. وآمّا حركة القوميين العرب الموالية لعبد النامر, فقد كان
أبرز قادتها من الفلسطينيين» الذين منحتهم الدعوة العربية تعويضاً أدبياً وسياسياً عن الهوية
«المعلقة,» لاقليم فلسطين؛ في الوقت الذي قامت فيه كيانات اقليمية في أقطار الجوارء التي اصطلح
تاريخياً على تسميتها ببلاد الشام: أو سوريا الكبرى. واما حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)
التي أعلنت عن انطلاقتها في مطلع العام 21576 فإنها طرحت لنفسها هوية «فلسطينية المنطلق»
عربية العمق».
لقد رجح العديد من الدارسين الغرييين للتجربة الناصرية ان رسالة عبد الناصر العربية جاءت
لتلائم أزمة الهوية التي عانى منها الشعب المصري لأكثر من آلفين وأربعمتة عام من الخضوع للحكم
الاجنبي» وأن عبد الناصر ورفاقه من الضباط الاحرار «اعتبروا بحق ابناج الشعب المصريء لا بسبب
أصولهم الطبقية المتواضعة:؛ بل لأنهم جميعاً كانوا من أصل مصري»(؟). ولهذا الامر مغزاه الهام؛
فعبد الناصر هى أول مصري يحكم مصر بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة من الخضوع للاستيداد
الاجنبي. لذاء قإن صعوده ورفاقه الى سدة الحكم منح المصريين نوعاً من الاحساس
ا شؤين فلسطزية العدد 744 - 5850: تموز ( يوليى) ‏ آب ( اغسطس ) 1957
تاريخ
يوليو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)