شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 52)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 52)
- المحتوى
-
ل الترجمة واثرها ف عامية الثقافة الفلسطينية
ونا كانت الترجمة تلعب دوراً كبيراً في خروج الثقافات من حدودها القومية: واضفاء النزعة
العالئية عليهاء فقد ساهمت في خروج الثقافة الفلسطينية من إطار اللغة التي كتبت بهاء الى ثقاقات
اللغات الاخرى؛ وفي دخول العديد من الثقافات الاخرى الى الثقافة الفلسطينية. وهذه ظاهرة عامة
بين الثقافات في عصور معيّنة, تطلبتها الثقافة المتأثرة, بسببٍ عوامل خاصة تدفعها الى الخروج من
حدودها القومية:ء إما للتأثير في الثقافات الاخرى», أى نشداناً لما هى جديد مفيد تتغذّى به وتهضمه.
وآدّت هذه الظاهرة الى عالمية الثقافة أى الفكر أو الادب؛ ووقفت في مقدم العوامل المباشرة التي ساهمت
في تطوّر الحياة الادبية والثقافية والفكرية في فلسطينء كما أعانت على فتح النوافذ غير العريية على
الأدب الفلسطيني بعد الحرب العالمية الاولى» فظهر عدد كبير من المؤلفات والدواوين الشعرية
والترجمات الادبية» وذحا هذا الادب نحو العالمية» ضمن شخصيته المستقلة؛ وطابعه العربي العام.
وكان الباعث الاولى للتجمة؛ هى الحرص على توفير عوامل النهوض للثقافة الفلسطينية, لئلا تقف
معزولة متخلفة عن أداء رسألتها.
بدأت الترجمة في فلسطين منذ فترة مبكرة» واقتصرت, في بادىء الامرء على الكتب الدينية,
واتخذت طابعاً فردياً غير منظم, ولكنها اتسعت في ما بعدء وشملت جميع جوانب العلم والمعرفة . وقام
العديد من المترجمين بنقل روائع الاعمال الادبية الغربية الى العربية. وعملت هذه الترجمات على
تطويع اللغة العربية» واغنائها بأساليب التعبير عن التجارب العصرية الحديثة» وبثروة طائلة من
المعاني الجديدة والمباني اللغوية الحديثة؛ وساعدت علي اشاعة السهولة والرشاقة في أساليبهاء بعد
ان أهمل شأنها في العصر العثماني ولم يعد يهتم بها الا نقر من علماء الدين.
واسهم الفلسطينيون بنصيب كبير في الترجمة منذ وقت مبكر من النهضة المعاصرة. فقد ظهر
عدد من المترجمين الذين تعمّقوا في درس أدبهم ووقفوا على دقائقهء فقاموا بنقل ما يتطلعون الى
اقتباسه من معان وأجناس أدبية وتيارات فكرية لا بد منها في اكمال ثقافتهم العصرية ونهضة أدمهم
القومي. وقد بدأوًا نشاطهم في هذا الميدان, منذ العام -187/ ومن بين الترجمات ما قام به يهسف
دباس اليافي الذي ترجم كتاب «مرشد الاولاد» ل «فرنسيسكيو سوافيراس»22). وأخذ هذا النشاط
يتقدّم بتقدّم المجتمع في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين, على الرغم من المعوقات
الاستعمارية وغيرها. فعرّب بندلي صليبا الجوزي كتاب «الامومة عند العرب» عن اللغة الألمانية» وطبعه
في قازان العام 7 150. ونشأ في فلسطين مناخ ملائم للترجمة حين أخذت الصحف والمجلات العربية
فيها بالظهور. وياشرت بنشر ترجمات لكبار كتاب الغربء ووفّرت: بذلك. للقارىء العربي الفلسطيني
صورة واضحة عن الأدب الاوروبي الحديث والحياة الغربية. وكان القسم الاكبر من الكتب المنشورة
في النصف الاول من هذا القرن من الكتب المترجمة. كما كانت المدارس الارسالية المنتشرة في مدن
فلسطين منذ متتصف القرن التاسع عش ويخاصة المدارس الارسالية لروسيا القيصرية والارساليات
الكاثوليكية والبروتستانتية قد ساهمت في تعليم اللفات الاجنبية؛ كما ساهم في ذلك أيضاً ارسال
البعثات التعليمية من أبناء فلسطين لمتابعة دراساتهم العليا. وهكذا نشت طائفة من أبناء فلسطين
تحسن اللغات الروسية والفرفسية والانكليزية والالمانية: وتتصل بالثقافة والآداب الاوروبيين.
وتعد ترجمة الآثار الادبية من أهمٌّ موضوعات الترجمة: لأنها تتبوا المكان الأعلى في الحياة
الثقافية والتراث الادبي لكل أمة, وإذلك لا بد لمن يتصدى لترجمتها ان يكون على علم بأصول العلم
الذي ينقله. وبمصطلحاته في اللغتين المنقول عنها والمنقول اليها » اضافة الى القدرة على تحديد طبيعة
المظاهر التي تعوب الى شخصية المؤلف وعبقريته وذوقه ومزاج عصيره وقومه: والمظاهر التي تخص
النص الاصلي وخصائصه التركيبية والتراثية. ولذلك كانت ترجمة الآثار الادبية هم وأويسع
العدد 44؟ - 50؟, تمون ( يوليى ) - آب ( أغسطس ) 19517 يون فلمطزية امن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)