شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 23)
- المحتوى
-
د. ذبييل حيدري
اتبعه عرفات. خصوصاً بعد التحرك المضاد لنهج قيادة المنظمة الذي تبلور في طرابلسء: خريف العام
الات ا او في استمرار.مخيمات لينان «رهينة» وكأنها الفصل الاخير في مسلسل محاور النزاع مع
المنظمة.
على ان الاحداث الراهنة لم تعد ٠ تابط بهذ السياسة التي اتبعتها دمشق في الماضي. فالثابت,
اليوم: ان الجانبين» السوري والفلسطيني» يتجهان: اكثر من اي وقت مضىء الى مرحلة من «التعايش
السلمي» فلا مصالحة قربية؛ ولا صدام قريب؛ لآن مصالحهما لم تعد تتقاطع ٠ بالضرورة:. في لينان»
بدليل ان الحرب على المخيمات انتهت» فجأة: مثلما بيدأت» بعدما اتضح ان المخيمات لم تعد ورقة
مناسية في يد دمشق للضغط على قيادة المنظمة. بل» ٠ على العكس من ذلكء ان استمرارها ادى الى
تقوية عضد القيادة الفلسطينية, وسببٌ وصمة وحرجاً شديدين لأي فلسطيني .يعتبر نفسه حليقاً
لدمشق. والثشابت» ايضاً: ان الانتفاضة الفلسطينية في الارض ال محتلة جاءت لتثبت ان التحكم
بالاوضاع في لبنان لم يعد يشكّل, بالنسبة الى سورياء وسيلة تلقائية تمكنّها من السيطرة على الورقة
الفلسطينية . والواقع ان الانتفاضة جاءت لتسهم.ء الى حد بعيد» ولو بشكل غير مياشر في اعادة
الموضوع الفلسطيني الى اطاره المحدد. جغرافياء بالارض الفلسطينية الحتلة» وسياسيا ب منت يق
وهكذاء فمع التغيير الجذري في عناصر النزاع مع اسرائيل؛ انحسرت اهمية الدور السوري في
الشأن الفلسطيني. فدور «الشرطي» الضابط للوجود الفلسطيني في لبنان» ودور المعرقل الرافض
ل «الحلول الاستسلامية» التي قامت بهما دمشقء في الحقبة الماضية؛ فقدا فاعليتهما واصبحا من
مخلفات الماضي؛ فان رفضت, او قبلت, فدمشق لم تعد تؤثر في عناصر النزاع الفلسطيني الاسرائيلي
في وقت اصبح النزاعء منذ اعلان الدولة الفلسطينية: جدلً سياسياً بين م.ت.ف. والحكومة
الاسرائيلية.
جدلية الشمويي والمحلي
ربما كان بالامكان اعادة كتابة دور الاردن في النزاع مع اسرائيل من زاوية الاصطدام المستمر
بين نظرته الى نفسه ونظرة الأخرين اليه . لقد كان العرش الهاشمي يسعى )2 بأشكال متعدد ذه خلال
العقود الستة 5 المنصرمة» الى اضفاء قيمة شمواب على دورة' بنتاج كانء في معظم الاحيان: تذيذياً
جدلية الشمولي (سوريا الطبيعية) والمحلي (الكيان الاردني)» لم تكن» يوماً ماء مجانية. ليس
المجال» هناء لاستعادة سجالات بدايات تشكلٌ امارة شرق الاردن؛ ولا لاستذكار الدور البريطانى في
خلقها؛ غير انه من المفيد التذكير بآن هذه الجدلية كانت مرتبطة, بصورة وثيقة, بالسجال السياسي
المهيمن على تلك المرحلة؛ والذي كان مصير القضية الفلسطينية قلبه.
لقد امضى عبد الله, الذي انتقل من الحجاز في خريف العام 5 , معظم فترة حكمه في صوع
مشاريع سياسية لذاته قح تفضى على الكيان الاردني . فقد وضع نصب : عينية 9 تحقيق حلم «سوريا
الطبيعية» تحت زعامته. وفي هذا السياقء ابدى استعداده لمنح لبنان استقلال ذاتياً داخل اطار
الدولة الكبرى: » يضمن له الاستقرار والتوازن. وفي فلسطين, » وعد بأن يكون لليهود الحق قْ الادارة
الذاتية داخل اماكن 0 وندخل في السياسة الد اخلية الفلسطينية بانشاء التحالفات مع يعض
العائلات ضد عائلات اخرى(* ". ولم يُخف عبد الله افكاره لتحقيق مثل هذه الدولة الكبرى ؛ ففكر,
5 شُوُون فلسطزية العدد ,٠٠١ تشرين الثاني ( نوفمير ) 19185 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10279 (4 views)