شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 25)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 25)
المحتوى
د. نبيل حيدري
في المرحلة التي اعقبت مؤتمر اريحاء وانتخابات العام ‎١45٠‏ في الضفتين؛ بادر الاردن» من خلال
تعيين سبعة اعضاء من الضفة الفلسطينية في مجلس الاعيان» الى محاولة الاستئثار بتمثيل
الفلسطينيين؛ كما تزايد عدد الفلسطينيين في الحكومة؛ ايضاً. بهدف ارضائهم؛ وكانت قمة
اندماجهمء على الارجح؛ في انتخابات تشرين الاول ( اكتوبر ) ‎:١557‏ حيث استطاع كل من سبعة
احزاب معارضة ان يوصلء على الال احد اعضائه الى المجلس. وكان الملك حسين رأى نفسه
مضطراً الى تعيين ابرز المنتخبين فلسطينياً رئيساً للحكومة؛ وهو سليمان النابلسي. لكن هذه التجربة
انتهت؛ في السنة التالية, باسترجاع العرش لصلاحياته؛ وبانهاء التجربة البرلمانية(؛).
وليس هناك من شك في ان صعود وانكسار التجرية البرلمانية؛ في ذلك الحينء كانا عائدين,
بالدرجة الاولىء الى التنافس الذي شهده النظام العربي بين مصر والمملكة العربية السعودية» من
جهة: والمشروع الهاشميء من جهة اخرى. فقد استطاع التيار الاول تسجيل عدد من الانتصارات
على الثاني» بحيث لم يدع اي شك امام الاردن: والى حد ما العراق» في ان مواقعه مهددة بالتدهور,
ان لم يكن بالسقوطء وفي ان ميزان القوى على الساحة العربية» إنْ تطورء فلغير مصلحته(*"). ضمن
هذا الاطار. حاولت المملكة الالتفاف حول نظام عربي لم يكن مؤاتياً لها وسعتء بعد تأكدها من
صعوية الانتصار ضمن هذا النظام: الى اقامة ة نوع من الكيانية الطبيعية. وبالفعل, فقد قطعت
المملكة, منذ اواخر الخمسينات وحتى ه ‎٠‏ الستينات, شوطاً اكبر مما كان متوقعاً؛ فشرعية
العرش الهاشمي وروابطه التقليدية مع البدو وعائلات الضفة الشرقية خلقا بيئة مستقرة بصورة
مرموقة, وعقداً اجتماعياً وسياسياً قابلاً اللتطور. ويبدى ان هذا الوضع كان اشد اثارة للاعجاب: في
ضوء انْ الاردن شهد تقدماً متواضعاً في مجال الاصلاحات الاقتصادية؛ واعادة توزيع الثروة,
وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية في النظام السياسي» وهي عوامل يسّرت نزع فتيل الاحباط الشعبي:
وخلقت ثقة اكبر بين العرش والعامة!! ').
على الرغم من ذلكء فان ديمغرافية الاردن» ونوع الولاء الذي يمحضه مواطنوه له؛ أمور كانت
قابلة للنقاش. فقد كان هنالك؛ على الدوام» «وجع رأس» اردنيء مصدره البنية الديمغرافية لشرق
الاردن ذاته» الذي اصبح نصف سكانه؛ منذ العام 15717» وحوالى ‎٠١‏ بالمئة من سكان عاصمته على
الاقلء من الفلسطينيين. وقد اسهمت هذه البنية في مشكلة صوغ احساس بالهوية: هل كان
الفلسطينيون لاجئين مرتبطين بفلسطين ويعيشون في الاردن فحسب؟ ام انهم فلسطينيونء ولاوّهم
الاول للعرش الهاشمي؟ انهم يحملون جواز سفر اردنياًء ويستطيعون العيش والعمل حيث يريدون ؛
ولكن هل يشعر هؤلاء بانتمائهم ل «وطنهم» الجديد؟ بل ما هو دورهم في نظام سياسي لبلد وفد اطرافه
الى العاصمة تباعاً: الحكومة من الحجانء واليد العسكرية من العشائر الشرق اردنية, لا سيما
الجنويية» ومن الشركس؟
لقد كان افضل الظروفء من وجهة نظر العرشء ذلك الذي يتكوّن» في آن» من خلال نمو هوية
شرق اردنية متمايزة» ومن استيعاب منظم للفلسطينيين. وكان لكل من هذين المسلكين اعتبارات
خاصة به. فقد اظهر الملك اهتماماً خاصاً بالجالية الشرق اردنية» حيث سعى الى حماية مصالح تلك
المجموعة السكانية مقابل الحصول على الولاء والثقة والدعم المضمون. أمّا بالنسبة الى الفلسطينيين,
فقد عرضت عليهم الفرصة لكسب الرزق والتمتع بامتيازات الانخراط في العمل الاقتصاديء مقابل
الرضوخ لبنية السلطة الداخلية ولصنع القرار السياسي في المملكة(""). وبالفعل: فقد اتاح
5 اشؤون فلسطيزية العدد ‎٠٠١‏ تشرين الثاني ( نوفمبر ) ‎١545‏
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10279 (4 views)