شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 29)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
مكتسباتها في اطارم.ت.ف. وكأنه في الحيز العملي» اتهام الاردن باغتصابها. وما سبق ذكره لم يكن
تجريداً. وانما أجريت محاكمته: عيانياً في قمّة الجزائر في حزيران ( يونيى ) 1584. التي ردّد البعض
ن اروقتها شهدت, بالفعلء عملية فصل التوأمين؛ ولفت النظر الى ان خطاب العاهل الاردني داخل
لؤنمس لم يكن بأي حالء تأججاً عاطفياًء انما عبارة عن عملية تفكير في قرار الفصل يصوت عال,
فمُسقط على الخطاب عبارة «اذا كانت النزعة القطرية هي السائدة في هذه الحقبة .واذا كانت الهوية
القطرية هي الاعز على النفس... واذا كانت رغبة ممثلي الشعب الفلسطيني تقوم على الانفصال في
هذه الآونة عن الاردن» فاننا نبارك رغبتهم ونحترمها». واعلن الملك, بوضوحء ان حساسيات «ظهرت
بيننا وبين اخوتنا في منظمة التحرير... وغدا التعامل بيننا كما لو كنا متنافسين لا متعاونين: وأساءوا
فهمنا في التمسّك بقرار مجلس الامن 2»557. وفي مقطع ذي دلالة. تساءل الملك: «قد يقول قائل: ما
لكم ولهذا؟ فلماذا تتعاملون مع المبادرات؟ ولماذا تستقبلون الوفوب؟ ولماذا تجرون الحوارات؟ ولماذا
ترسمون خطط التنمية للارض ال محتلة؟ ولماذا تحافظون على الاشكال الدستورية التى تعكس وحدة
الضفتين؟ ولماذا تبقون على قانونية مؤسساتكم في الضفة الغربية؟ ... وفي الحقيقة؛ اننا نسمع مثل
هذا في بلدناء كما نسمعه من بعض الاخوة العرب»(١*)
لقد بدا واضحاً ان الملك لم يكن يسعى الى طرح اسئلة حول خيارات؛ ولم يكن» كذلك: يسعى
الى فرض طريقة؛ او نهجء في اللعب على الطرف الفلسطينيء في محاولة تحجيم تقدمه وانتصاره؛ بل
على النقيض من الضباب الذي ظل يلف العلاقة بفلسطين فان الاساس., بالنسبة الى الاردن» امسى
واضحاً وصريحاً: فلو لم يكن ثمة انتفاضة فلسطينية: لكان بالامكان تصوّر حل يعيد اجراء فلسطين
الى السيادة العربية: على ان تكون بعهدة المملكة الهاشمية7*)؛ ولكن مع قيام الانتفاضة:
واستمرارهاء ومع خوف الاردن من انعكاس تطوّر الايديولوجيا السياسية وواقعها الاستيطاني
لاسرائيل»: انتقل خطر سيطرة تكتل الليكود وحلفائه من الارض ال محتلة الى الاردن نفسه. ومفاد هذا
الخطر. ان الاحتلال مستمرء وان الضغطء بهدف نقل فلسطين سياسياً إِنْ لم يكن ديمغرافياً: الى
شرق النهر. مستمر ايضاًء بل ومتصاعدء من خلال توريطه في صورة تجعل منه الدولة الفلسطينية
المرتجاة؟”).
ولأن القيادة الاردنية خبرت؛ في حرب حزيران ( يونيو ) 15717. التفوّق العسكري الاسرائيلي:
وهو. وحدهء كافبٍ لكي يدعوها الى تلافي المواجهة مع اسرائيل؛ ولأن القيادة الاردنية انتهت» ايضاًء بعد
تحقظء الى الاعتقاد يأن الانتفاضة الفلسطينية مستمرةء جاء قرار انهاء العلاقة بين ضفتي نهر
الاردن بمثابة مبادرة احترازية» تحمي شرق الاردن من ظفر الانتفاضة إِنْ نجحت» ومن فشلها إِنْ
قمعت .واياً تكن التفسيرات التي راجت للقرار الاردني» في أواخر تموز ( يوليو ) :١5/8/ فان التفسير
الراجح والمقنع حقاً هو الانتقال الى خط الدفاع الاخير عن الأمن المهدد لشرق الاردن: ازاء الانتفاضة,
وازاء ما تبيّته لها وللاردن زعامات الليكود.
ازاء ذلك كله؛ لم يجد الاردن صمّام أمان فعلياً الا بادارة الظهرء كلياً للنزاع مع اسرائيل.
فعلاقته المعقدة بفلسطين, وازمته الاقتصادية الراهنة: وتضاؤل اهميته الاستراتيجية في نظر الغرب,
وخطط الليكوب المستجدة؛ كل هذه التحديات لم تكن قد وجدت بدايات حلول الآ في التحلل من تبعات
النزاع: واخراج اليد من التعاطي المباشر في هذا الملف الملغوم.
58 لشُوُون فلسطيزية العدد ٠٠١ تشرين الثاني ( نوفمبر ) ١9/495 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)