شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 30)
- المحتوى
-
ل جدل العروية والفلسطتة...
جدلية القومي والسياسي
لقد تعرّض دور مصر في النزا ع مع اسرائيل لقيوب عديدة ومتناقضة» حيث تأرجح تصور القاهرة
لدورها الاقليمي بين رحى قطبين: مستلزمات الرومانسية القومية» وتلك التي تطلبتها الواقعية
السياسية المحض. ولقد ادى اتبّاع اي من النقيضين الى خلق مضاعفات في النزاع؛ فكان موقف
الرئيس جمال عبد الناصرء العام +١1971/ وموقف الرئيس أنور السادات,ء العام :١91/ يمثُلان غاية
التطرف من الناحيتين: بينما اجتهد الرئيس حسني مبارك. منذ. تسلمه زمام السلطةء لكي يتمسيبك
بموقع في مركز التوسط الهندسي بين سلفيه. لكن السوّال عن سبب تبني مضر لدورها الجديد في
المعادلة العربية الاسرائيلية: والكيفية التي تتابع» من طريقها ممارسة هذا الدورء يحتاجان الى
بعض الاستطراد. 0
يصعب على من ينزلق الى دراسة دور مصرء من وجهة نظر معاصرة: ان يخرج منها ٠ سالماً: نظراً
الى حدة التعرجات الحاضلة: لا سيما منذ العام ١507 . الا ان ما يمكن تثبيته؛ في هذا السياق» ان
ثمة استمرارية. مدهشة حكمت القيادة المصرية حتى ما قبل هذا التاريخ. فعند قيام اسرائيل::رأت
الاوساط المصرية؛ حينذاكء ان خطراً مباشراً بات يتهدد أمن مصنر القومي؛ ومن الامور ذات المغزى
المشاركة المصرية في حرب العام .١94/ في الوقت عينه: ومن خلال لعبة مرايا سياسية ليست جديدة:
فرضت القضية الفلسطينية على الواقع المصريء خلال الحقبة الناصرية» وهذه المرة» ايضاًء كانت
وثيقة الصلة باعتبارات الامن القومي المصري. وقد فرض هذا المعطىء, مع معطيات آخرى لا مجال
هنا لذكرهاء ان تتعامل مصر مع قضية النزاع مع اسرائيل من منطلق «عروبي »017
كان اتجاه عبد الناصر «العروبي» سبيلاً الى الهروب من محدودية موارد مصر ومواجهة الحاجات
الاساسية للمجتمع المصري(**). غير ان عملية انسلاخ مصر عن النظام العربي بدأت؛ فعلياً بعد
هزيمة العام /51 5 حيث كانت مصر» قِ ذلك الحين: «تعيت من خوضها حرب الآخرين»( 0 لكن
عبد الناضر كان لصيق الالتحام بالتيار العروبيء لأنه اراد ان يبقى قائداً لهذا النظام. ولا ريب في ان .
دروس هزيمة العام ١971 ساهمت, على الاقلء في انتاج نوع جديد من العقلانية في صوغ القرار
السياسي»؛ واصبح شعار الحرب المحدودة ذات الهدف الذي يودي الى «ازالة الظروف التي نتجت عن
العدوان الاسرائيي» سياسة مقبولة. وقد عبّر بيان آذار (مارس) ١51/4 الشهير عن التفهم الجديد
للدور المصري7"*). كما لم تكن حرب «الاستنزاف» سؤى مرتبة من التكتيك السياسي الذي وجهه
عبد الناضر الى الراديكاليين في حركة المقاومة الفلسطينية؛ والى المعتدلين العرب» على حد اسواء,
لاقناعهم بأنه لا يزال يمسك يزمام المبادرة(4*).
غم إن هذا المشهد السياسي لم يكن يحجب زوال «الاسطورة الناصرية» عن الاتجاه
العروبي(؟*). فقد عملت دبلوماسية السادات على جرٌ اقدام العرب الى لعبة الدول الحديثة؛ ولم يعد
الصراع حول وجود اسرائيلء ولكنه اصبح نزاعاً على الحدود المررسومة لها. وفي اطار التزاماتها
العربية. فان مصرء يثقلها العسكريء جاءت لترفضء بكل القاييسٍ التوزيع الداخلي العريي للعمل
الذي أوكل اليها الواجب الاساس في الدفاع عن القضية «المركزية»('١). هكذاء اتخذ السادات حرب
العام 191/9 شنبيلا الى بناء شرعية جديدة للنظام المصري والمتميزة عن شرعيته في اثناء حياة
عبد الناصر('١). لقد كان التزام السادات هو «مصر اولا»: والتزاماً بأن تبقى «مصر مضرية»: وجاءت
حرب العام ١193/ لتعظيه الفرصة التي طال انتظارهاء لكي يتحرر من قيود النظام العربي: وفي سبيل
ذلك لم يتردد في زيارة القدسء العام :١501/17 وفي عقد معاهدة صلح منفردة مع اسرائيل»
العدد' 500+ تشرين: الثاتى ( نوفمين ) 1554 لثوُون فلسطيزية 55 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10279 (4 views)