شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 111)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 111)
- المحتوى
-
سيد عبد المجيد سس
العام الاول للانتفاضة. مصاحبة لنمط الحياة الجديد في الاراضي المحتلة الذي اتسم بالتضحيات التى تفرضها
حدّة المواجهة مع سلطات الاحتلال. واخذت هذه القيم تفرض نفسها حتى على العناصر غير المشاركة في
الانتفاضة. وباختصارء اشار التقرير الى بروز الاتجاه الأسلامي الذي حاول فرض قيمه بالقوة.
النقطة الخامسة؛ حركة تحرر وطني ام ثورة اجتماعية؟ طرح التقرير سؤالاٌ مؤداه, هل تعني التغيرات
الاجتماعية التي حدثت مع الانتفاضة تجاوز النضال الفلسطينيء في المرحلة الراهنة» لطابعه كحركة تحرر
وطني » ليصبيح اقرب الى الثورة الاجتماعية؟ وهنا اأشار التقرير الى القضية الاختلافية دين «فتح», من ناحية,
والجيهتين, الشعبية والديمقراطية, » من ناحية اخرى. فقد رأت «فشح» ان الشعب الفلسطيني كله متضرر من
الاحتلال» ومن ثم جعلت الهدف الاول هو تحقيق الاستقلال الوطنيء بما يعني عدم جواز اثارة المشألة
الاجتماعية قبل تحقيق هذا الهدف؛ في حين برزت اتجاهات يسارية تقوم على رفض الفصل بين النضال التحرري
الوطني والنضال الاجتماعي, فأكدت الجبهتان» الشعبية والديمقراطية» ضرورة ان تواكب الثورة الاجتماعية
الثورة الوطنية» وابرزتا اهمية ان تتولى «الطبقات الثورية» قيادة مرحلة التحرر الوطني» وذلك انطلاقاً من تصور
مؤداه «ان النضال الوطني يرتبط بمسألة الصراع الطبقي». لكن الملاحظ ان التصور الاولء الذي تبنته «فتح»,
هى السائد ف العمل الفلسطيني ؛ وظل هذا المنهج المرشد للنضال الفلسطيني طوال السنوات العشرين الماضية:,
الاطار الحركي للانتفاضة: في هذا الجزءء تناول التقرير البناء التنظيمي الذي يقوم على شبكة واسعة من
اللجان الشعبية التي تدير العمل اليومي في الاراضي المحتلة, وفقاً للمها م التي تحددها قيادة الانتفاضة. ويعتمد
هذا التحليل على النداءات الصادرة من القيادة الموحدة للانتفاضة الى جانب متابعة الرؤايات المختلفة عن
احداث الانتفاضة:؛ وذلك للتوصل على حد تعبير التقرير الى الملامح العامة لهذه اللجان: التي تشتمل على
نوعين رئيسين: اولهماء القوة الضاربة التي تقوب العمليات؛ وثانيهماء اللجان النوعية التي تعمل على تلبية
الاحتياجات الانسانية التي يفرضها استمرار الانتفاضة: بحيث يمكن اعتبارها بمثابة نواة الادارة الفلسطينية
المستقلة؛ هذا بالاضافة الى اللجان الشعبية التي تمثل محور الجهاز التنظيمي للانتفاضة؛ وقد حققت نجاحاً
ملمووساً ؛ اذ اصبحت بديلة من السلطة المحتلة في ادارة شؤون الحياة اليومية للفلسطينيين؛ وهذا ما يفسّر الجزع
الذي سبّبته هذه اللجان للحكومة الاسرائيلية» والذي انعكسء بوضوح., في القرار الذي اصدرته سلطات
الاحتلال: في :1988/8/1١4 بشأن تجريم انشاء هذه اللجان» وفرض عقوبات مشددة على كل من يشتبه في
عضويته في هذه اللجان: وفرض عقويات مشددة على من يشتبه في انضمامه اليهاء أى مساعدتها.
آليات اللواجهة اللمباشرة: أشار التقرير الى ان الاضراب كان هو الاسلوب الرئيس للمواجهة الذي اعتمدت
عليه الانتفاضة, والذي استخدم بشكل منظم ابتداء من منتصف كانون الثاني ( يناير ) »١154/ بحيث اصبح
الاضراب منظماً بشكل مركزي تحدده القيادة الموحدة. وتدل متايعة نداءات القيادة الموحدة على وجود حرص
واضح على تحقيق نوع من التوازن بين اساليب المواجهة المباشرة, بما فيها الاضراب: وبين اساليب بناء
الاستقلال الاقتصادي. ويمكن القول ان المشدكلة الجوهرية التي تحول دون التقدم على صعيد العصيان المدني
الشاملء او شبه الشاملء تتمثل في البعد الاقتصادي. فشرط العصيان المدني يتوقف على وجود تنمية شعبية.
والسؤال هو كيف تكون هناك تنمية شعبية؟ قدّم التقرير؛ في اجابته عن هذا التساؤل: تصوراً مثالياً لا يوجد له
سند في الواقع؛ اى بعبارة أخرىء ان التصور المقدّم يحتاج الى عقود طويلة كي يتحققء وقبل هذا اقامة الدولة
الفالسطينية على الارض الفلسطينية. في ذلك الوقت يمكن ان نبدأ في فك الارتباط مع الاقتصاد الاسرائيلي.
وحجتنا في ذلك تقوم على اساس ان هناك دولا مستقلة ذات سيادة لم تستطع؛ حتى الآن» ان تنسلخ عن
الاقتصاد الرأسمالي العالمي» والدول النامية خير مثال على ذلك. وفك الارتباطء حينما اقترحه د. سمير امين, يقوم
على مراحل عديدة, تبدأ بالتكيّف, ثم التعامل مع النظام الرأسماليء وصول الى احداث التنمية المستقلة التي
تنشدها غالبية الدول النامية؛ وهي - كما اشرنا دول مستقلة ذات سيادة؛ فما بالنا باقتصاد الاراضي
١145 تشرين الثاني ( نوفمبر) ٠٠١ اشْوُون فلسطيزية العدد 1٠٠ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1334 (9 views)