شؤون فلسطينية : عدد 201 (ص 9)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 201 (ص 9)
المحتوى
احمد شاهين سس
وقد استوعبت القيادة السياسية الفلسطينية التطوّرات المحتملة للعالم؛ والتي بدات ترسم
ملامح عالم جديد منذ العام 1145 (مع قدوم ميخائيل غورباتشيوف الى راس السلطة السوفياتية
وطرحه لمبادراته السياسية والعسكرية على أساس مبدأ توازن المصالح). وعلى ذلك, كانت منظمة
التحرير الفاسطينية المبادرة الى تخفيض طموحها القومي من «تحرير كامل فلسطين» الى «القبول
بدولة فلسطينية على جزه من فلسطين»؛ والدول العربية» بدورهاء كانت بدأت؛ منذ زمن/ تتصّف
انطلاقاً من قبولها بوضعها الراهن كدول منفصلة؛ وخفضت طمؤحها القومي «الدولة الواحدة» الى
«الاتحاد الممكن». وبقبولها بوضعها كدول منفصلة؛ قبلت, ضمناً بوجود اسرائيل كدولة شرق
أوسطية ؛ حيث ساد الحديث عن وجوب «تحقيق السلام العادل؛ والشامل؛ والداثم»؛ وذهاب مصر نص
السلام مع اسرائيل كان ترجمة «مصرية؛ للشعار المذكور,
على ما تقدم؛ أصبح ابقاء منطقة الشرق الاوسط كبؤرة متفجرة. أو جعلها منطقة سلام؛ مرهونا
باسرائيل التي بات عليها ان تنزل؛ بدورها؛ من على أشجار طموحاتها «القومية» العالية جدا؛ وان تقبل
بما أقوّته لها هيئثة الامم المتحدة, وان تقر بأنها دولة احتلال وتمارس استعماراً على الاراضي
الفلسطينية, وبالتالي ان تبدي الاستعداد لانهاء الاحتلال وترك الشعب الفلسطيني ليقرر مصيره
بنفسه. أمًا اذا اصرّت اسرائيل على التمسك بمواقفها الراهنة التي تعبّر عنها «لاءات» رئيس
حكومتها, اسحق شامصير: دلا شبسر»؛ ودلا للدولة الفلسطينية» ودلا للتفاوض مع منظمة التحرير
الفلسطينية»» فان الصراع الذي بدا مع اقامة أول مستولنة صهيونية في العام 1848 على أرض
فلسطين سيستمر طلما ظل الشعب الفلسطيني من دون دولة. مستقلة؛ وأوهام القضاء على شعب
جربتها قبل اسرائيل دول أخرى من غير طائل.
هل يحتمل العالم؛ الذي يتجه نحى آفاق عالم جديد قائم على التعاون الكوني؛ نشازاً كاسرائيل
ان الطرح الفلسطيني القائل باقامة دولة فلسطينية على جزء من فلسطين انما يخفض من بروفيل
الصراع الفلسطيني - الصهيوني ليجعله «نزاهاً». وبقدر ما ان «الصراع» غير قابل للحل؛ فان
«النزاع» قابل للتسوية؛ وعلى الاسرائيليين ان يستوعبوا الاتجاهات :التي بدات تسود في المنطقة؛ كما
عليهم ان يستوعبوا اتجاهات العالم» أي ان يقبلوا بأنهم جزء من العالم؛ منه وله؛ وعليهم ان يسهموا
بقسطهم في حل مشكلاته؛ وان ينتهوا من مقولة «ان الغالم كله غوييم» (هناك في أووساط المفكرين
الاسرائيليين أصوات عاقلة تدعو الى هذا الاتجاد, لكنها ما زالت اقلية وسط غوغاء القبادة السياسية
الاسرائيلية), وهذه مشكلة اسرائيل» وليست مشكلة الفلسطينيين الذين من حقهم الطبيعي متابعة
نضالهم كي يقيموا دولتهم المستقلة؛ وعلى الاسرائيليين حل مشكلتهم بأنفسهم ولانفسهم؛ فأحد
مضامين مبادرة السلام الفلسطينية جعل «الصراع» مع الاسرائيليين «نزاعأ». أي الانتقال من
«استحالة الحل» الى «قابلية التسوية».
4 شُيُون فلسطيزية العدد ‎١١‏ ؟؛ كانون الأول ( ديسمير) 19414
تاريخ
ديسمبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 1681 (8 views)