شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 16)
- المحتوى
-
سبح التحؤل السياسي الفلسطيني...
سيقتصر البحثء, هناء على ما آلت اليه العلاقة الثنائية فيما بين الدولتين العظميين, الاتحاد
السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية؛ ومن ورائهما الكتلتان؛ الشرقية والغربية. ذلك ان هذا الجانب
لعب وما ذال يلعب, دوراً حاسماً وريما الدور الأكثرحسماً ليس ققط في صوغ التويجه الفلسطيني
الجديد, وائما في صوغ مظلة واسعة من التحوّلات وسياسات الاعتدال التي تكاد تغطي العالم بأسره.
لقد بات واضحاً ان السياسات, والعلاقات؛ الدولية قد دخلث في مرحلة جديدة. واذا كان هذا
«التحوّل» قد ثم في ظروف اشتداد حدّة لتوقر الدوليء بحيث وصلت الى واحدة من أعلى قممها في العام
غفان صورة السياسات والعلاقات الدولية الجديدة؛ ذات الطبيعة الانفراجية؛ قد
برزث؛ بوضوس؛ مع صعود الزعيم السوقياتي ميخائيل غورباتشيوف الى سدّة السلطة في الاتحاد
السوفياتي . بل ان ذاك الصعوب» الذي كان تعبيراً عن ل جديدة ة تحمل توجهات جديدة: أسهم,
ريما اك من أني عامل آخرء في صوغ الانفراج ج الدولي("٠ ). ذلك الانفراج الذي ما فتيء ينمي
ويتوسع؛ ويتجدّر, على نحى متواكب مع نمو وتوسّع وتجدّر الظاهرة الغورباتشيوفية. ويبدى ان هذه
الموجة الجديدة من الانفراج» في علاقات الدولتين العملاقتين, هي الأقوى بين جميع الموجات
الانقراجية المتقطعة؛ منذ الستينات!١١)؛ والى درجة احتمال كونها ذات قوة دافعة؛ كافية لايصال
الامور نحو صيغة أرقى من الانفراج» ونعني بذلك «حالة الوفاق» في أقصى دريجات التفاؤل » أي صيغة
انفراجية قوية ذات ديمومة زمنية كبيرة في أقل درجات التشاؤم. وما لا شك فيه ان هجوم السلام
والاعتد ال والواقعية الذي رفعت الغورباتشيوفية لواءه قد بد أء منذ ما يزيد على العام؛ في اعطاء ثماره»
بحيث تجاوبت معه الولايات المتحدة الاميركية التي سبق أن رفعت مع صعود الرئيس روناك
ريغان - لواء الظاهرة الريغانية الايديولوجية المتطرّفة, التي اتّسمت بهجوم واسع أدّى الى ايصال
التوتر الدولي الى احدى أعلى قممه في العام ١11/١ . وعند هذه النقطة: يطفو على السطح السؤال: لكن
لماذا جاءث هذه المرحلة الانفراجية العارمة؟
لريب 3 ان ثلك الموجة ترتبط بأسباب تتعلق بالرغبات: والتوجهات. والمبادىع, ذات الطبيعة
الانفراجية لدى هذا الزعيم أى الرئيس في الدولتين العظميين: أو لدى بعض الشرائح القيادية الحاكمة
في الولايات المتحدة الاميركية, أى الاتحاد السوفياتي» أو غيرهما من دول العالم. غير ان السبب الأهمٌ,
في نظر غالبية المراقبين المتخصصين:؛ يتلخّص في حقيقة الارهاق والنزيف الذي أصاب اعصاب
وميزانيات القادة والدول والشعوبء على امتداد الكرة الأرضية؛ وخصوصاً في الدولتين العظميين,
جرّاء التوتر الدولي الذي غلب على معظم السنوات؛ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ وجرّاء المخاطر
الحقيقية التي باتت تتهدّد البشرية؛ في ظل التقدّم الحربي التكنولوجي (عصر الصواريخ النووية)
الذي بات قادراً على تدمير العالم في سويعات؛ وجرّاء المشاكل الاقتصادية الخطيرة التي لم يسلم مثها
كلا الاقتصادين؛ السوفياتي والاميركي.
وقد جعل هذا الارشاب وذاك النزيف جميع «جمال المحامل» الايد يوارجية تنوه بأحمالها وتنخٌ
تحت وطأتها وتبرك. ومن هناء كان لا بد من بدء نهاية «عصر الايديولوجيات»» وبدء نهاية عصر «أنبياء
الايديولوجيا»» وبدء نهاية عصر «الخطاب الايديولوجي» في العلاقات بين الدولتين العظميين؛ أو بين
كل منهما ودول الكتلة المقابلة؛ أو بين دول المعسكرين المتواجهين. وكان من الطبيعي ان يفسح ذلك
8 المجال واسعاً لبدء غصر السياسات العملية, الواقعية, البراغمانية, وبالتالي بدع عقصرى «أثبياء
السياسة», وبدء عصر الخطاب السياسي البراغماتي العملي الواقعي. وفي هذا المناخ» انبثقت
الظامرة الغورياتشيسوفية, ونمث؛ وترعرعتء وتعززت: فارضة ما يشبه العودة الى السياسة
الحدد ,5١7 كانون الثاتي ( يناي ) 1115 شين فلسلزية 16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 202
- تاريخ
- يناير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22300 (3 views)