شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 40)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 40)
المحتوى
سسح راي حول استرائيجية للتفاوض مع اسرائيل
في مواجهة الدول العربية ايضاً؛ كما انه حق غير قابل للتنازل عنه لأي طرف كان. ولا يمكن
التحدث عن الوحدة العربية عملاً؛ قبل ان تستكمل كل الشعوب العربية؛ ومنها الشعب
الفلسطينيء حريتها واستقلالها. فضلللاً عن ذلك؛ فانه؛ من الناحية التكتيكية المحض» يحثم
الموقف - التفاوضء؛ في مواجهة اسرائيل والقوى المؤيدة لهاء ضرورة العمل على تنمية واستثمار
وتدعيم الهوية الفلسطينية» وليس طمسها وانكارهاء حتى وان كان ذلك باسم؛ وتحث شعان
القومية العربية. لأنه بدون تجسيد الهوية الفلسطينية المستقلة, والمتميّزة, يتحول الصراع
العربي ‏ الاسرائيلي الى صراع على الحدود بين الدول القائمة والمعترف بهاء وتتوارى الطبيعة
الاستعمارية الاستيطانية؛ ويُجِرّد شعب من حقرقه المشروعة:» والمعترف بها لكل شعوب العالم.
ان توف هذين الشرطين كفيل بوضع قضية التفاوض مع اسرائيل في اطارها الصحيح؛ وهى
انها ليسث هدفاً في حد ذاته؛ وائما وسيلة الى تحقيق هدف محدّد؛ هو البحث في تسوية دائمة
وعادلة للصراع؛ وضبمان لكي لا يؤدي قبول مبدأ التفاوض, في حدّ ذاته؛ الى تجريد الطرف
العربي؛ أي اوراق للضغط أى يغلق أمامه أبواب الفرصء أو الوسائل البديلة, أى يضعه في
الموقف التفاوضي الأضعف. |
وهنا يُثار سؤال منطقي يتعلق بمدى مواءمة التوازنات المحلية والاقليمية» والدولية, للدخول,
الآن» في مفاوضات جماعية بين العرب واسرائيل؟ وللاجابة عن هذا السؤال؛ يتعين علينا ان نفرّق بين
أكثر من مستوى من مستويات التحليل. فاذا نظرنا الى التوازنات المحلية داخل الأقطار العربية,
فسوف نلاحظء على الفور, تراجع القوي القومية» والتقدمية؛ وانشغال كل دولة عربية بقضاياها
ومشاغلها الخاصة؛ وعدم وجود تيار عربي قوي ومؤثر على مستوى الشارع السياسي؛ في كل العالم
العربي؛ يضع القضية الفلسطينية في صدارة أولوياته النضالية؛ وبروز أنماط وقيم اجتماعية جديدة,
أفرزتها الحقبة النقطية ونشرتها في انحاء العالم العربي كله وهي قيم أقل ما يقال عنها انها امتصت
شحنة النضال من اجل الحلول المجتمعية وعمّقت القيم والصراعات حول الحلول الفردية. ومن شان
كل هذه العوامل ان تدفمع فق اتجاه الحلول التفارضية المبنئة على تقديم المزيد من التنازلات» وتحمل
في طياتها مضاطر عديدة, في الواقع, على مستقبل القضية الفلسطينية, لأنها اتجاهات لا تكترث
للمخاطر الحقيقية التي تحاك للعالم العربي.
أمّا اذا نظرناء الآن, الى الثوازنات الاقليمية, فسوف نجد أن تقارير معاهد ومراكزن البحوث
الاستراتيجية كافة في العالم تؤكد ان التوازن العسكري بين العرب واسرائيل يميل الى صالح
اسرائيل بشكل حاسم؛ وان العالم العربي؛ اجمالاء يعد في وضع عسكري نسبي أسوأ مما كان
عليه الحال العام 157 ناهيك عن التقدّم التكنولوجي الملحوظ في الصناعات العسكرية
الاسرائيلية, وما تأكد عن وجود ترسانة من السلاح النووي لدى اسرائيل» التي تمكنت؛ مؤخراً,
من ارسال قمر اصطناعي الى الفضاء الخارجي.' وتجريب صواريخ أرض - أرض بعيدة المدى
وقادرة على حمل رؤوس نووية. فاذا ما أضفنا الى هذه الصورة حقيقة استمرار التزام مصي
ببنود معاهدة الصلح مع اسرائيل؛ واستمرار الخلافات والأزمات الحادة في العالم العربي؛ وفي
مقدمها أزمة لبنان وأزمة جنوب السودان؛ فلريما خلصنا الى ان الدخول في مفاوضات جماعية
مع اسرائيلء في ظل هذا الوضع.ء لن يسفر سوى عن شيء واحد هو التسليم بكل الشروط
الاسرائيلية. غير ان هذه الصورة بالغة القثامة يجب ان ننظر اليها بعد ادخال عاملين؛ على جانب
كبير من الاهمية, في الاعتبار. المامل الأول هى اندلاع الثورة الفلسطينية في الارض
العدد ‎:7١7‏ كانون الثائي ( يناير) 115 اين السطزية 55
تاريخ
يناير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10664 (4 views)