شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 42)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 42)
المحتوى
رأي حول استرائيجية للتفاوض مع اسرائيل
في المستقبل المنظور؛ هى انسحاب اسرائيل من كل الارض العربية التي احتلت في العام 11717» واقامة
دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الفلسطينية وفزة.
غير انه سوف يكون من السفه الاعتقاد بأن تحقيق مثل هذا الهدف هو بالأمر السهل؛ اى
الميسور. فاسرائيل تبدى الآنء في أوج قوتها. لكن المشروع الصهيونيء الرامي الى تحقيق اسرائيل
الكبرى؛ لم يتحقق؛ بعد؛ بالكامل. ولم تفقد اسرائيل الأمل» حتى الآن؛ في قدرتها على تحقيقه. على
العكس» فان الاعتقاد السائد, الآن, في اسرائيل: انها لم تكن في أي يوم من الأيام, أقرب الى تحقيقه
منها اليه في هذه الأيام. ورياح التغيّر التي تهب عن النظام الدولي حالياً تبدى مواتية لها؛ وليست
معاكسة كما قد يتصوٌّر البعض. ولذلك؛ فلن تتخلَّى اسرائيل ؛ بسهولة؛ عن الارض ا محتلة» وان تسمح
بقيام دولة فلسطينية مستقلة على جزء مما تسميه «أرض - اسرائيل الكبرى»: الا اذا اضطرت الى
ذلك اضطرارا.
ويجب ان نعترف بأن اسرائيل لم تصل الى ما وصلت اليه من مكانة؛ بفضل حسن ادارتهاء
وادارة الحركة الصهيونية قبل قيامهاء لصراعها مع العرب فقط؛ أو بفضل بعض الاوضاع الهيكلية
في طبيعة النظام الدولي ذاته فقطء وائماء أيضاًء » وعلى ويجه الخصوصء بسبب سورء الادارة العربية
للصعراع ضد الحركة الصهيونية واسرائيل. لقد حارب العرب متفرّقين» وفاوضوا متفرّقين. وأقولها بكل
الثقة والاطمئنان العلميين انه لم يكن للعرب؛ في أي يوم من الايام؛ استراتيجية موحّدة للحرب» اي
السلام. مع اسرائيل؛ بما في ذلك حرب العام 194 ذاتهاء والتي بدت, في الظاهر, حرباً عربية -
اسرائيلية؛ ولكنها لم تكن كذلك في حقيقة الأمر» لأن دوافع؛ وأهداف, الاطراف العربية التي شاركت
فيها كانت؛ في الواقع؛ مختلفة الى حدّ التناقض.
وعلى الرغم من انني واحد من الذين يعتقدون: اعتقادأ ايمانياً. وعلمياً أيضاً, بأن اسرائيل
لإ تملك مقوّمات السيطرة الدائمة على المنطقة ذاتهاء وهي دولة ضد الشرعية, وضد التاريخ
أيضاًء ‎٠‏ ومن ثم فان مصيرها هو الزوال حتماًء اما بالهزيمة, أي بالذوبان في بحر العرب الا انني
أعتقد» أيضاًء بأن مصير العرب يمكن ان يصبح أسوا لعدد من العقود المقبلة, وريما حتى
منتصف القرن المقبل, ما لم يتدارك العرب الوضع, ويتبدُوا استراتيجية أكش عقلانية ورشدأً في
مواجهة اسرائيل. ‎٠‏
وفي هذا الاطارء فائني أعتقد عتقد بأنه اذا كان هدف تحقيق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في
الضفة وغزة يعد نصف هزيمة للعرب؛ بالقياس الى هدفهم القديم ‏ والمشروع ‏ الرامي الى اسقاط
الكيان الصهيوني وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني» فك يعدّ نصف
انتصارء بالقياس الى علاقات القوة الراهنة ودرجة التقدّم التي أحرزتها خطط المشروع الصهيوني
المرنة حتي الآن. وريما كان هذا الوضسع هى السبب وراء الانقسام العربي حول مبدا مقايضة الارض
بالسلام مع اسرائيل. البعض يرى في قبوله من الجائب العربي نصف هزيمة؛ ومعه حقء والبعض
الآخر يرى في احتمالات اقراره من جائب اسرائيل نصف انتصان ومعه حق أيضاً. فالكوب الممتلىء
حتي منتصفه هو نصف فارغ أيضاً.
ان حل هذه المعضلة والخروج من هذه الحلقة المعيبة؛ وامفرغة, يقتضي, في تقديريء ان نكفت,
نحن العرب؛ عن الاكتفاء بوصف الكوب. نعم, ان الكوب نصف ملآن الآن؛ ولكن حجم المياه فيه في
تناقص مستمر. ومن ثمْ؛ فان المطلوب هو المحافظة على مستوى المياه في الكوب أولا, ثم العمل
العدد 07 كاثون الثاني ( يناي ) ‎115٠‏ اثؤون فلسطنية د
تاريخ
يناير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10664 (4 views)