شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 47)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 47)
- المحتوى
-
د. عبد الرحمن الصالمي سحت
0 التحمدة, عند مناقشة المشكلة الفلسطينية » مؤيداً مشروع تقسيم فلسطين؛ وانشاء دولة
'). وقد برت الحكومة السوفياتية هذا التأييد تأسيساً على ان التقسيم هو المخرج من نظام
0 البريطاني» الذي كان سببأ في احداث؛ وتصاعد, «النزاع العربي اليهودي»7"),
ومهما قيل في تبرير الاتحاد السوفياتي لموقفه؛ فان التأييد السوفياتي هذا للصصهيونية جاء متفقاً
عليه مع الولايات المتحدة الاميركية؛ عندما التقى الرئيسان؛ روزفلت وستالين؛ في اثناء مباحثات
السلام في «يالطا»؛ وأيّد ستالين برنامج الصهيونية في فلسطين7/)؛ وان كان ذلك تم خارج اطار وثائق
المؤتمر.
'. وهكذا وافقت الجمعية العامة للامم المتحدة على رأي الاغلبية. وسواء أكانت الموافقة ذاتية أم
بالارقام والتهديد, الآان القرار أصدر مقسّماً فلسطين الى دولتين» عربية واسرائيلية ؛ ومحدّداً حدود
كل منهماء وقاضياً بقيام اتحاد اقتصادي فيما بينهماء ويتدويل مدينة القدس.
معنى تدويل القدس
ظهرت فكرة التدويل: أول ما ظهرت على مسرح السياسة الدولية؛ في الاتفاق الصادر عن مؤتمر
فييناء العام /١1١6 بشأن تأسيس مدينة كراكاي الحرة (بوائدا)؛ ووضعها تحت الادارة المشتركة
للنمسا وبروسيا وروبسيا. ومنذ ذلك الوقت؛ استخدم التدويل في حالاث عدة: بقصد تامين المصالح
المشتركة للاطراف المتنازعة بشأن بعض الاراضي؛ أن الثغور, أو المواقع ذات الاهمية الاستراتيجية,
أى الاقتضادية؛ لبعض الدول("),
ولقد برزت فكرة التدويلء بصورة فعّالة في معاهدة فرسايء العام :١1114 وما تلاها من
اتفاقيات!' ,)١ الامن الذي جعل التدويل؛ من 'الناحية العملية» شائعا في العرف الدولي؛ كحل للخلاف
حول المصالح المتضارية؛ وفض الفزاع على بعض الاراضي المختلف عليها. ومن اقتراحات التدويل»
التي جاءت في فثرات لاحقة, اقتراح نيكيتا خروشوف, في 1؟1/١15908/1؛ تدويل برلين الغربية,
ووضع نظام للاشراف عليها وأوضح كيفيّة المرور اليها().
' ويمكن القول, بصفة عامة؛ ان التدويل تنظيم استثنائي ابتدعته الدول الكبرى, يشكّل نظاماً
انشائياً لكيان دولي جديد» بقصد اخراج المنطقة المدوّلة من نطاق ادارة البلاد التي كانت تتبعها في
الاصلء والعهد الى هيثة دولية بممارسة الادارة فيهاء لتدير شؤونها بصفة دائمة, أى مؤقتة» وان
اختلفت الآراء حول مفهوم الادارة» وهل هي مقترنة بالسيادة؛ ام ان السيادة موقوفة لشعب م
اى المنطقة المدوّلة, وان ذهب بعض الآراء الى القول ان السيادة تنتقل الى الهيئة الدولية التي تتى
الادارة في الاقليم المدوّل.
وبصفة عامة؛ فان نظام التدويل مخثلف في اهدافه؛ وكيفيّته. عن النظم التي تطبق في المحميّات
والاقاليم الخاضعة لاشراف الامم المتحدة؛ كنظم الانتداب؛ أ الوصاية. وأهمٌ ما يتميّز به التدويل هى
انه لا يهدف تقرير المصير او الاستقلال؛ بل يهدف رعاية المصالح المشتركة لاوضاع استراتيجية
ذات اهمية دولية» مبعثها طابع ديني؛ أى اقتصادي, أى انشائي؛ للمنطقة المدؤلة !"0
ويمكن القول؛ عموماً, ان التدويل نظام جاء مبتدعاأ من الدول الكبرى؛ بقصد الحفاظ على
مصالحها ومصالح الدول المعنيّة وهو نظام توفيقي لايجد سند اله في ميثاق الامع المتحدة؛ انما كانت
دعامته العرف الدوليء والاعتبارات المرتبطة بالاستقرار المزعوم: وانه اهدار للبد! تقرير المصير؛
ك8 شؤون فلسطنية العدد ؟١؟, كانون الثاني ( يناين) 1950 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 202
- تاريخ
- يناير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)