شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 90)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 90)
المحتوى
جب ابعاد مشاركة أسرائيل في برنامج «حرب النجوم»
(المقاتلات الاعتراضية). فلم يكن من المستطاع ان تصل هذه القاذفات الى عمق اسرائيل وتلقي
قنابلها وسط تجمّعات سكانية داخلها. ولكن هذا الواقع قد تغيّر, وأصبح من الممكن لصواريخ سكود
السوفياتية؛ التي لدى سورياء ان تنصب على مواقع اطلاق في هضبة الجولان؛ لضرب أي تجمّعات
سكانية؛ أو منشآت عسكرية هامّة. وهذا يبرن اصرار اسرائيل على عدم اعادة هضبة الجولان الى
سورياء أو على الاقل الاجزاء المرتفعة منهاء التي يمكن ان يكون وضع مثل هذه الصواريخ على أراض,
مرتفمة: تهديداً أمنياً لأهداف مدنية وعسكرية اسرائيلية. فاسرائيل: نظراً الى عدم امتلاكها عمقا
استراتيجياً. تأخذ بنظرية طبوغرافية تمثلها أهمية ان تظل اسرائيل محتفظة بالمرتفعات التي تمثل
حا لبشكلة العمق الاستراتيجي» واستبداله بالارتفاع الاستراتيجي» وضرورة حرمان دول الجوار
العربي من الاستفادة من هذا الارتفاع الاستراتيجي. وهذا ما يمثله اهتمام اسرائيل بالاحتفاظ
بمرتفعات الجولان السورية» أي بالمرتفعات المتحكّمة بالمنطقة.
بتعبير آخر» لقد جاءت الصواريخ أرض - أرض العربية لتقوض الكثير من النظريات الاسرائيلية,
التي ظلت؛ لفترة طويلة؛ نقطة لصمالح أمن اسرائيل. ومن أهمّ هذه العواقب, التي أدركها المحلّلون
الاستراتيجيسون الاسرائيليون» أمثال درور سادية؛ بالنسبة الى قضية العمق الاستراتيجي» ان
الصواريخ أرض ‏ أرض هدمت بعض المفاهيم المعروفة عن «نظرية الامن»؛ من حيث ان ميدان المعركة
العميقة: وفقاً للادبيات العالمية. تصل فيه نقطة التماس الى ‎٠‏ ؛ كيلومتراً؛ مقابل عمق تماس يصل الى
عشرة كبلومترات ايدان المعركة التقليدي. وعلّق العميد (احتياط) اهارون ليين» الذي يعمل في مركز
تقليل فعالية الصواريية خ. فالارض والعمق الاستراتيجي في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة يعتبران
أمراً حيوياً من اجل تقليل الاغراء العربي على توجيه ضربات تصفية لاسرائيل بشكل جوهري. من
ناحية. أخري, فان العمق الاستراتيجي يقلل من الخطر العسكري الذي قد تتعرّض له اسرائيل؛ ومن .
شأنه, أيضاً أن يبعد الخيار العسكري؛ ويزيد قدرة الردع الاستراتيجي . وتحتاج اسراثيل الى العمق
الاستراتيجي بغرض كسب الوقت لتعبئة الاحتياط ولنشر اجهزة الاستطلاع والمخابرات في المقدمة؛
كما انها لا يمكن ان تسمح لنفسها بالمخاطرة بخوض قتال في المرحلة الاولى» على أراضيهاء في منطقة
السهل الساحلي. ورأى الوف هار ايفن ان اسرائيل في حاجة الى عمق استراتيجي على الجبهة
الشرقية؛ وان الضفة لا توفّر هذا العمق؛ بل على العكسء فانهاء دائماًء تمثل اغراء لتحالف
استراتيجي عربي بين مصر والعراق والاردن وسورياء لشن حرب ضد اسرائيل» مما يستوجب ان
تحصل اسرائيل على عمق استراتيجي؛ لا غرب نهر الاردن؛ بل شرقه؛ وليس من طريق السيطرة على
هذه المنطقة؛ بل من طريق اخلاء هذه المنطقة من أي جيوش عربية. لذاء فليس الخط الاحمر هو ذهر
الاردن؛ بل الحدود العراقية ‏ الاردنية (يمثل هذا الرأي تهديداً قويأ للاردن ويلقي أهمية كبرى على
العراق والحدود الامنية لاسرائيل), . وذهب نائب وزير الدفاع في حينه؛ ميخائيل ديكل: الى القول انه
من الممكن الاكتفاء بالعمق الاستراتيجي الذي توفّره اراضي الضفة الفلسطينية, مما يستوجب اقامة
مواقع استطلاع وانذار فوق قمم الجبال في هذه الاراضيء بما يمثّل الاهتمام بنظرية الارتفاع
الاستراتيجي!؟"). :
وكانت جميع هذه الابعاد تفرض على اسرائيل ان تتحرا ك لتعيد الى نفسها ضوابط نظرية أمنهاء
والا انهارث . وكان أفضل رد د هى الصواريخ المضادة للصواريخ ‎٠‏ وهناء ببرز مغزى نتائج الاشتراك ف
‎٠‏ أبحاث مبادرة الدفاع الاستراتيجي. فصواريخ «حيتس» التي تقوم اسرائيل بتطويرها مع
العدد ‎.١7‏ كاثون الثاني ( يناير) ‎114٠٠‏ لون فلسطيزية 4
تاريخ
يناير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22443 (3 views)