شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 13)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 13)
المحتوى
د. نبيل حيدري
ان تفهمها جيداً؛ فهي تولّت عنها تحلوير مواقفها السابقة؛ كما انها سعت الى افهام تلك الاطراف ان
لا داعي للمحاربة؛ وباسمهاء بمواقف لم تعد هي نفسها تحارب بها. وأقصى ما يعوّل عليه صانع
القرار الفلسطيني في هذا الشأن, هى ان استمرار الانتفاضة يستدعي من النظام العربي اتباع ما
يمكن ان يسمّى «سياسات الضرورة».
غير ان الامر الذي تجدر معاينته؛ هنا هو تحوّل القضية الفلسطينية؛ وبدق؛ من قضية
«تاريخية» بالنسبة إلى العرب» الى قضية «تقنية» . ومؤشرات هذا التحؤل أكثر من ان تحصى» » لعل
اهمها ان ثمّة اتجاهاً واضحاً نحو تضاؤل عمق الهوّة بين «العروبة»» كمشروع ايديولوجي سياسي»
وبين «الواقع» العربي الراهن. هذه الهوّة يمكن تلمّسها عبر علاقات «التضامن» التي حلّت مكان
مشاريع «الوحدة»؛ فأذابت جزءأ هامأ من التماسك الداخي للمشروع العروبي. ثم ان العالم العربي
الذي زاغت حدوده الخارجية؛ فَقَّدء في الآن عينه؛ قدرأ كبيرأً من تماسكه الداخلي» واعاد تقسيم نفس
على أساس تجمّعات «اقليمية» مرتبطة» بلا شك بالمناخ العربي. العام؛ ولكنها متشددة في المسائل
الاترب؛ جغرافياً, اليها. أضف الى ذلك, ان «منطق الدولة» الذي ظلٌّ يوججه السياسة العربية» منذ
منتصف الستينات؛ بات أقوى كثيراً من العروبة الجامعة . كما ان التفكك كان بارزاً بمقدارما كانت
الرغبة في استغلال الورقة الفلسطيئية عميقة ر؛ مشتركة. ولقد كانت هذه الرغبة تشكّل نوعاً من
«الشرعية» يرى بعض المسؤولين العرب انهم مجبرون على الاستناد اليها يصورة متكررة؛ اما
التفكك؛ فكان» غالباً. حصيلة صراع فاقمته الخيارات السياسية المتباعدة(5).
يدفعنا هذا الامر الى تأكيد استمرار بعض الانقسامات وبعض القيود العربية في منع أي فرص
حنيقية لانصاف الفلسطينيين. وطالما واصل بعض الدول العربية الاحتفاظ بصيغ خفيّة لعلاقات
خاصة مع الولايات المتحدة الاميركية , فانه لن يكون راغباً في» أو قادراً على» ' مواجهة واشئطن بسبب
لدعم الاخيرة غير المحدود للسياسات الاسرائيلية. ان الدول العربية مشغولة راهناًء باحتياجاتها
الأمنية؛ والاقتصادية قصيرة الاجل» وان ن ظاهر سلوك مباحثات وزير الخارجية المصرية؛ د. عصمت
غبدالمجيد, في واشنئطن ‎٠‏ مؤخراً كان مرتبطاً؛ بصفة خاصة, بالعلاقة الثنائية التي تربط مصر
بالولايات المتحدة الاميركية؛ أكش من كونه مرتبطاً بالقضية الفلسطينية» على الرغم من سيطرة
الموضوع الفلسطيني على الجزء العلني من هذه المباحثات( 0
يضاف الى ما تقدّم, احتمال ان تُحبط توقعات الفلسطينيين بشأن امكان تثبيت موقف عربي
أكثر تماسكاً في محتواه؛ سواء أكان التعبير عنه في قراراث قمّة الصمود والتصدي في بغداد (وضوح
للعاداة مع كامب ديفيد)» أم في قمة فاس (الاحتكام الى عقلانية الدبلوماسية)؛ أم في «قمة عمّان»
رئة (المرونة المحايدة). كما ان الضغط الجماعي العربي على الولايات المتحدة الاميركية؛ من اجل
- مبادرة جديدة 3 الشرق الاوسط تثتفق مع الاجماغ الدولي» لا يحتمل أن يثبث أي نجاح يفوق
تلك الجهود لترويح مشروع فاس» من طريق لجنة الملوك والرؤساء العرب» فيما تحث واشنطن العرب»
اليوم» ودونما مسرّغ لذلك؛ على ان يكقُوا عن مناوراتهم البلاغية, وان يتفاوضوا ‏ مباشرة؛ مع اسرائيل.
ولاريب في ان الأثر الجمعي لكل هذه العوامل على الآمال الفلسطينية سوف يكون كالحاً.
القيود الاسرائيلية
لمستقبل الوضع الفلسطيني بُعد اسرائيي يُظهر قيوده الخاصة على أكثر من صعيد . فاسرائيل
مشروع لم تكتمل ملامحه النهائية بعد. وهى مشروع قابل للامتداد» والتوسّع؛ والسيطرة. ونتسق
145٠ ) ‏ارون انلسطيئية الحدد 7 ١٠؛ شباط ( قبراير‎ 1١
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7176 (4 views)