شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 17)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
الايضاع الراهنة؛ أى تصعيد الانتفاضة؛ بل عن مدى الواقعية والاحتمال الفعلي» في التسعينات,
لتحقيق التعبير الجغرافي في اطار دولة فلسطينية مستقلة. 1
واذا ما صيٌ التقويم الاولي؛ في الصفحات السابقة لحقيقة خلفية المواقف, في هذا الجانب أى
ذاك؛ فان' أي تسوية للنزا ع مع اسرائيلء سوف تتوقف, في دوافعها وآلياتها ومضمونهاء على المحدّدات
الثلاث الرئيسة للنزاع» وهي تطور القوة الذاتية لطرفي النزاع؛ وجابيعة علاقة التفاعل فيما بيتهماء
وظروف البيئة الدولية. ولا شك في ان الجانب الفلسطيني بات يستمد الالهام من صورة التسوية في
ناميبيا كنموذج يحتذى به؛ باعتمادها على انسحاب قوات جيش جنوب افريقياء ودخول وحدات تابعة
للامم المتحدة, وعودة مقاتلي منظمة «سوابي» توبلثة لا بد منها لتحضير المنطقة لانتخابات عامّة يتم
بعدها منح الاستقلال. ومنظمة التحرير الفلسطينية معنيّة, أيضاء بأن ترى مراحل مماثلة لرصسم
تسوية تنطوي على انسحاب تدريجي للجيش الاسرائيلي من على الارض المحتلة؛ ودخول قوات دولية
بدلا منه؛ واعتراف ب م.ث.ف. وبحقها السياسي في العمل في الداخل, وانتخابات عامة تؤدي؛ في
النهاية؛ الى قيام دولة فلسطينية مستقلة .
واذا ما نظرنا الى الامر من زاوية الخرى؛ فان القضية الفلسطينية قد اصبحت تتمتّع بمحددين
هامين للتسوية الناجحة: الاول؛ حدوث تحوّل نسبي في موازين القوى بتأثير الانتفاضة؛ والثاني»
التأكيد الفاسطيني المكدّف للشرعية الدولية؛ لكنها ما تزال محرومة من محدّد ثالث؛ وجوهري؛ وهى
ارغام الطرف الاسرائيلي على القبول بشروط مثل هذه التسوية.
ويمكن القول انه قد يكون هناك أحد أربعة مسارات في مستقبل القضية الفلسطينية برمّتهاء
خلال العقد الحالي.
الاول يتمثّل في استمرارية عناصر «الامر الواقع» كافة؛ بل ونموها خلال هذا العقد. وهذا يعني
ان تبقى الانتفاضة على حالهاء وان تنجح اسراثيل في التعايش معهاء وبالتالي فان الطرف الاسرائيلي
المستفيد لن يسعى الى تغييره كما يعني ان الطرف المتضررء أي الفلسطيتي: سوف يظل غير قادر
على ارغام اسراثيل على تغيير ذلك الامر الواقع. ووفق هذا الوضيع؛ فان «لا نسوية» للنزاع» أو بعبارة
أخرى؛ فان الخيار سوف يصبع اما تسوية وفقأ للشروط الاسرائيلية: وامًا لا تسوية على الاطلاق؛ مع
الاخذ في الاعتبار ان التسوية؛ وفقاً للشروط الاسرائيلية, تعني» في جوهرهاء اضفاء الطابع الرسمي
والقانوني والدائم على جوهر الوضع الراهن؛ أي تكريس السيطرة الاسرائيلية. ولي خلال فترة
الاستشراف؛ فسوف تظلل الارض المحتلة واقعة تحت السيطرة الإسرائيلية» من دون الضم الرسمي
الكامل لاسرائيل؛ مع حدوث. بعض التعديلات الهامشية. ومن وجهة النظر الاسرائيلية؛ فان الحفاظ
على الوضع الحالي؛ يعني الاحتفاظ بوحذة معظم «ارض - اسرائيل الكبرى»؛ كما يعني أيضاًء تمديد
فترة السيطرة السياسية على هذه الاراضي؛ وضمان «الامن الاسرائيلي» كما تتصوره النخبة الحاكمة.
المسار الثاني يتمثّل في استمرارية ودورية الانتفاضة في حدود الطور الاعلى لتطورها. وفي
الاعتقاد» ان هذا المستوى من الكفاح المدني طويل المدى كاف لاجبار اسرائيل على الاعتراف فقط
بصيغة الحكم الذاتي داخل الاطار الاحتلالي الراهن؛ وإكن ليسء بالضرورة؛ في اطار اتفاقيتي كامب
ديفيد؛ وانما يمكن ان تتجاوزماء يدرجة أو بأخرى.
والمسار الثالث يتمثّل في تطوير الانتفاضة الى عصيان مدني شاملء وكامل. و في الارجح؛ أن هذا
المستوى كاف لاجبار اسرائيل على الانسحاب في اطار «صفقة اقليمية»» ولكن من دون الاعتراف
1 تون فلشسطزيةُ العدد "١ شباط ( فبراير) 195 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 203
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 13931 (4 views)