شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 22)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 22)
المحتوى
لح الانتفاضة والقوى السياسية ف اسرائيل
وقد تفاعلت كل قوة.منها مع الانتفاضة بصورة مختلفة؛ بحيث جاءت استجاباتها تعكس هذا المدي
الواسع من تباين الاتجاهات والتطلعات» فتراوحت مواقف القوي تلك بين الدعوة الى التخلص من
الفلسطينيين بالابادة» أو الترحيل القسري ( الترانسفير )؛ وبين الاعثراف بحق الشعب الفلسطيني
في اقامة دولثه الخاصة على جزء من وطنه المحتل. ش
ان رصد التحؤلات التي احدثتها الانتفاضة الفلسطينية في مواقف القوى السياسية الاسرائيلية
المنظمة؛ يقتضي» بداية2» الوقوف عند كيفية تفاعل القاعدة الشعبية الاسرائيلية مع الانتفاضة: وطبيعة
استجابتها لها؛ والعوامل التي حدّدت هذه الاستجابة . ففي كيان يحكمه نظام برلماني» وتخضع القورى
الحزبية فيه للاعتبارات الانتخابية, يصبع المزاج العام للجمهور هو الموبجه الأول لبرامج الاحزاب
ومواقفهاء كما يصبع, في الوقت عينه المعيار العملي لوزن كل حزب منهاء ضمن الخارطة السياسية
العامة.
الانتفاضة والرأي العام في اسراثيل
كتنب صحفي اسرائيلي: «ان الانتفاضة أصابت العصيب الاكثر حساسية للوعي الجماعي لدى
الاسرائيليين»(). وهذا العصب هو المتعلق بمصير اليهسود, ومستقبل اسرائيل. فالانتفاضة
الفلسطينية, في منظور غالبية الجمهور الاسرائيي؛ تشكّل تهديد أ مباشراً للمشروع الصهيوني برمّته.
وقد عبر الكاتب الاسرائيلي عوزي بنجمان عن الصدمة التي احدثتها الانتفاضة في الوعي الاسرائيلي
ب دان أحداث المناطق [المحتلة] أيقظت مسائل اساسية من سباتها تتعلق بهوية الدولة؛ وحدودهاء
وتعريف سكائهاء وقدرتها على البقاء». وأضاف: «هناك حاجة, اليوم» الي مناقشة الشرك الذي وقعث
فيه الدولة؛ والى الاجابة عن أسئلة حقيقية؛ مثل: ما هي تعريف الشعب الذي يعيش في هذه الدولة؟
ما هو مستقبل العلاقات بين الجمهور اليهودي والجمهور العربي؟ ما هي فرص بقاء دولة اسرائيل
كوطن قومي للشعب اليهودي؟ ما هي الغاية من الاحتفاظ بالمناطق [المحتلة]؟ هل من المستساغ
التفكير في يسم حدود جديدة تفصل بين اليهود والعرب؟». واعترف بنجمان بأن «هذه الاسئلة قائمة
في أعماق الوعي العام؛ وهي لا تطرحء لأنها عصيّة على الحل(©,
وهكذاء فان الانتفاضة الفلسطينية كما ترتسم في الوعي الاسرائيلي ‏ لا تشكّل مجرّد حدث عابر
ينطوي على احتمالات محدودة “يل هي حالة ذات أبعاد استراتيجية تتصل بجوهر الصراع العربي -
الاسرائيلي؛ وتعيد هذا الصراع الى بداياته الاولى» حيث يبدو وكأن مصير كل من طرفي الصراع - وليس
الفلسطينيين وحدهم ‏ رهن بتطوّرات الاحداث الجارية في الوطن المحتل.
لقد. انفعل الرأي العام الاسرائيلي بالانتفاضة كما لم ينفعل بأي حدث داخلي» أو خارجي, منذ
حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 19175. ولعلٌ أبرز تعبيرات هذا الانفعال يتمثّل في اهتزاز ثقة
الاسرائيليين بمستقبل اسرائيل؛ وبقدرة قيادتهم على استخلاص الحلول الملائمة لمشكلات كيانهم
المستعصية. أورد الكاتب الاسرائيلي آري شافيط: الذي قام؛ في تموز ( يوليى) /1148؛ باستطلاع
لآراء بعض الشخصيات الاسرائيلية حول الانسحاب من المناطق المحتلة العام /21971 «أن موجة
الاحداث التي مرّت بنا تحمل معها نتيجة مضاعفة؛ فمن جهة؛ أخذ المزيد من الاسرائيليين يدركون
كم هو كبير المأزق الذي تعيشه دولتهم؛ ومن جهة أخرى, فان سيناريومات الحلول المعروفة تبدى
للكثيرين مذهم أقل اقناعاً من أي وقت مضى؛ وتعاظمت الحاجة الى اتخاذ قرار. ولكن معظم المقترحات
التي ت تعرضها المعسكرات القائمة عقيم؛ أى غير عقلاني)[).
العدد 1 ١؟,‏ شياط ( فبراير ) 111 شين فلسطزية ‎5١‏
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)