شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 23)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 23)
المحتوى
عمر سعادة
كذلك» تبي من استطلاع للرأي أجراه, مؤخراًء مركز البحوث الاستراتيجية في جامعة تل أبيب»
«ان الاسرائيليين اصبحواء اليوم» اقل ثقة بقدرة اسرائيل على الصمود في المستقبل ازاء الاخطار التي
تهدّد وجودهاء(,
تحت وطأة هذه الحالة المعنوية الخاصة؛ انفغل الرأي العام الاسرائيلي بالانتفاضة؛ وتفاعل
معهاء فجاءث ردوب فعله ؛ على الرغم من تباينهاء متفقة؛ على العموم: بأن الانتفاضة تشكّل خطراً داهمأ
على الوجود, ولا بد من البحث في حلول نوعية, للخروج باسرائيل من مازقها الراهن.
غير ان المفارقة التي تتبدّى؛ اليوم, لمراقب الاحداث تتمثل في ان استجابات الشارع الاسرائيلي
للانتفاضة كانت, في غالبيتها, استجابات سلبية؛ تعكس أجواء القلق والتشاؤم والخوف التي تسيطر
على المسترطنين بفعل الانتفاضة الفلسطينية؛ كما تعكس المدى الذي وصلت اليه عملية تزييف,
وتشويه, الوعي الاسرائيلي, ليس فقط تجاه الانسان الفلسطيني؛ والغربي؛ بل تجاه مقهوم السلام
عينه, الامسر الذي جعل فكرة معايشة العربيء أن مسالمته, ترتطم بركام من الرواسب النفسية,
والفكرية: المشوّهة, حول حقيقة الانسان العربي» وحول أهمية السلام؛ وامكانات تحقيقه في المنطقة.
صحيح ان هناك آلافاً من الاسرائيليين بادرواء منذ الايام الاولى للانتقاضة: الى الدعوة الى
الانسحاب. من المناطق المحثلة؛ وتحقيق تسوية سياسية مع الفلسطينيين؛ وتظاهرواء عشزات المرات,
ضد استمرار الاحتلال, وندّدوا بوحشية القمع الاسرائيلي للفلسطينيين في الضفة والقطاع واعربوا,
في مناسبات عديدة» عن تضامنهم مع سكان القرى والمدن الفلسطينية الذين تعرّضوا لأشكال القمع
الجماعي الصهيوني, وتكتلوا في أكثر من خمسنين حركة احتجاجية؛ رفعت كل منها شعاراً يعبر عن
محتواها واهدافها المباشرة, مثل «يكفي احتلال»؛ و«يوجد حدود», و«السنة الحادية والعشرون»,
ودخط أحمر»»؛ و«شبيبة ضند الاحتلال»: و«ابتعد أيها الاحتلال»: وغيرهاء وينبغي أخذ ذلك بعين
الاعتبار عند استقراء خارطة الوضع السياسي داخل الكيان الصهيوني؛ ولكن الصحيح؛ أيضاً: ان
هذه الحقيقة ينبغي ان لا تطغى على مجمل الصورة العامة» التي ترتسم؛ اليوم؛ بوضوح, داخل
اسرائيل. فهذه.القوى الاحتجاجية الاسرائيلية لا تشكلء من الناحية الكمية؛ غير نسبة مئوية ضثيلة؛
كما ان فهاليتهاء وقدرتهاء على التأثير في الشارع الاسرائيلي محدوبتان للغاية ؛والاهم من ذلك؛ ان
الزمن الاسرائيلي لا يعمل لصالح هذه المجموعات الاحتجاجية.
ومن الضروريء هناء الاشارة الى ان وسائل الاعلام العالمية؛ والعزبية؛ أولت هذه الحركات
الاحتجاجية أهمية فائقة, وغطت نشاطاتها بكثافة, وبالفت في تقدير وزتها وتأثيرها داخل الكيان
الصهيوني, الى الحدّ الذي أوقع الكثيرين من الجماهير العاددية خارج فلسطين المحثلة في شرك الاعتقاد
بأن هؤلاء المحتجين على استمرار الاحتلال داخل الكيان الصهيوني يشكلون أغلبية الاسرائيليين» أى
انهم على الطريق الى ان يصبحوا القوة الرئيسة المؤثرة داخل اسرائيل؛ في المدى المنظور.
ان الوقوف على حقيقة حقيقة الاستجاية الشحبية الاسرائيلية للانتفاضة الفلسطينية؛ لإ بد له ان
يستند الى معيارين, قلّ مأ يخطئان في تحديد اتجاهات الرأي العام الاسرائيلي؛ وهما استطلاعات
الرأي العام التي قامت بها مراكز ومعاهد مختصة, ثمْ الانتخابات السياسية, والبلدية, التي تمّت في
اسرائيل» بعد عامء تقريباًء من انطلاق الانتفاضة الشعبية الفلسطينية.
واذا كان احتمال الخطاء أو التلاعب, وارداً بالنسبة الى المعيار الاول (استظلاعات
”7 اشيُون فلسطزية العدد ‎٠١"‏ شباط ( قبراير ) ‎155٠‏
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)