شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 26)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 26)
المحتوى
سمح الانتفاضة والقوى السياسية في اسرائيل
على المفهوم الاسرائيلي الاستبد اديء فان العدو ليس آدمياًء ولا يتمتع بحقوق انسانية؛ كما ان الفصل
بين المحارب وبين غير المحارب ليس عنصراً اساسياً في هذا المفهوم ذلك انه مفهوم عتصري ف أساسه؛
وبناء عليه, قان الذمٌُ والاتهام يشملان الشعب بأكمله؛ والعقاب تغذيه مشاعر الكراهية والانتقام دون
وازع من قانون؛ بما في ذلك التطلّع الى عقاب غير قانوني» وحشي بأقصى الحدوب»(07).
ولأن الصراع؛ بمجمله. يوضع في التجربة الاسرائيلية؛ خارج سياقه التاريخي؛ فان صورة
العربي, كذلك؛ هي صورة ثابتة؛ غير قابلة للتغيّرء أى التطوّر. فصفاته السابقة جامدة وملازمة لوجوده.
أورد الكاتب الاسرائيلي تسفي كاسيه: «ان الصورة التي يرسمها الاسرائيلي العادي للعالم؛ نجد فيها
مكان العربي ثابتاً؛ الى درجة ان زيارة [أنور] السادات للقدس» أيضاً؛ لم تنجح في زحزحته ؛ وهكذا
يختلط علينا نا الواقع 097 .
وتبدي النخبة الحاكمة في اسرائيل ذعراً حقيقياً من امكانية تحرر العقل. الاسرائيلي من شبح
العدى العربي؛ أو مجرّد حدوث تغيّر نسبي في صورته؛ مما يعني حدوث انهيارات خطيرة في مجمل سلّم
القيّم والمشاليات التي تشكّل ليس مجرّد الثقافة السياسية السائدة راهتأء بل اسس الايديولوجيا
الصهيوئية عينها ‎٠‏ وما ينبثق منها من سياسات تجاه العرب ‎٠‏ وغلى سبيل المثال» فان صورة منظمة
التحرير الفلسطينية التي تمْ رسمهاء وتعميمها على الجمهور الاسرائيلي؛ هي صورة «عصابة من القتلة
0 تدمير اسرائيل». ‎٠‏ وعلى الرغم من مغايرة هذه الصورة للواقع» فان الشخبة الحاكمة في اسرائيل
تزال تتعامل, داخلياً وخارجياً. مع هذه الصورة المتومّمة. . وقد نشريت صحيفة «دافار» الاسرائيلية,
في شاط ( فبراير ) 144 شر اف الحكومة الاسرائيلية, اسحق شامير. يتجاهل» منذ
العام 1547 تقارير شعبة الاستخبارات الاسرائيلية حول الاعتد ال من جانب م.ت.ف.». فقد كشفت
مجلة اميركية, نقلآً عن ضابط كبير في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي» قوله: دائه؛ منذ العام 15857
أعدت الاستخبارات العسكرية تقارير عدة سرية جدأًء عارضت الموقف الرسمي للحكومة؛ القائل ان
اعتدال م.ت.ف. هوحيلة اضافية من جانب المنظمة التي تهدف الى تدمير اسرائيل» . وكشف الضابط
الاسرائيلي عن «ان التقارير هذه, الثي جاء فيها ان م.ت.ف. مستعدة للحل المتعلق باقامة دولتين
منفصلتين؛ ؛ ثم رفضهاء بخضبء من جانب الحكومة» 00
ان الحقيقتين السابقتين تشكّلان مدخلا ملائماً لفهم الاستجابة السلبية التي يبديها المجتمع
الاسرائيلي ازاء الانتفاضة الشعبية الفلسطينية,
فمن جهة؛ لا تزال معادلة القوة الاسرائيلية قائمة» ومتجسّدة:؛ ولا يزال الاسرائيليون قادرين على
الاعتماد على احتياطي القوة الضخم الذي تمثله المؤسسة العسكرية الاسرائيلية. فالانتفاضة
الشعبية الفلسطينية؛ لم تقم, وليس مطلوبا منها ان تقوم, بتدمير المؤسسة العسكرية الاسرائيلية.
لقد نجحت الانتفاضة:؛ بالفعل؛ في مشاغلة قسم كبير من قوات العدى, واستنزافه؛ وفي ارباكه, وتكبيده
خسائر على صعيد المعدات والتدريبات والتجهيزات العسكرية؛ ولكنهاء وهذه حقيقة ينبغي الاعتراف
بهاء لا يمكن لهاء في ظل الصسمت العسكريي المطبق على الجبهات الاخرى» ان تشكّل تهديداً جديا
لبنية المؤسسة العسكرية؛ أو لدورها الوظيفي في المنطقة. لقد فتحت الانتفاضة جبهة فعّالة في عمق
الكيان الصهيوني ؛ ولكن هذه الجبهة لا يمكن لها ان تحقق هزيمة للعدو, اذا استمرت حالة الاستفراد
والحصان المفروضة على جماهيرنا في الوطن المحتل.
واستنادأ الى هذه الحقيقة؛ فان الجمهور الاسرائيلي لا يجد نفسه في وضع يضطر فيه الى
العدد ‎٠‏ ١5؟؛‏ شباط ( قبراير ) ‎١15١‏ ليون فلسطازية 5
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)