شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 32)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 32)
المحتوى
جب الانتفاضة والقوى السباسية في اسرائيل
عن الواقع السياسي الراهن في اسرائيل» بالقول: «ان كل الخيارات لتسوية سياسية في المنطقة؛ في اطار
الوضع القائم؛ والتي تمّت دراستها في معهد الدراسات الاستراتيجية: غير قابلة للتنفيذ, سواء أكان
ذلك بسبب معارضة اسرائيل؛ أوبسبب معارضية الفلسطينيين والدول العربية. ويجب على الطرفين ان
يغيّرا مفاهيمهما ومواقفهما الاساسية بالنسبة الى النزاع ؛ والا لن يحدث أي تحرك»(*"). ‎٠‏
ان رصد المسار العام لاتجاهات الرأي العام الاسرائيي» ومواقف القوى السياسية الاسرائيلية,
يشير الى مزيد من التصلب والتطرف, بمعزل عن الطروحات السلمية التي يقدّمها الطرف الآخر. وفي
هذا المجال؛ ينطبق على اسرائيل التصور الذي قدّمه الكاتب الاسرائيلي آري شافيط؛ عندما كتب:
«وسط كل هذا النشاطء تبدى اسرائيل كالنصب التذكاري المصنوع من حجر البازلت» الذي لا يسمع,
ولا يتنفسء ولا يفكّر, وكأن عجلة الزمن قد توقفت عن الحركة»().
بل ان عضى الكنيست موشي عميراف؛ الذي استقال من الليكود بقعل الانتفاضة؛ أشار الى تردي
الموقف السياسي الاسرائيلي بمرور الزمن» حيث قال: «كلّما مرّ الزمن ازداد عدد الذين يمكن محاورتهم
في الطرف الفلسطيني؛ وقلٌ عددهم في الطرف الاسرائيلي(),
ان جملة المعطيات السابقة لا تنتقص من قيمة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية؛ أومن فعاليتها؛
بل انها تؤكد هذه القيمة والفعالية. والامر: هناء يرتبط بزاوية الرؤياء وبالاعتبارات التي تحكم المراقب
لمجريات الاحداث في المناطق المحتلة.
فلا شك ان الانتفاضة الفلسطينية؛ من خلال تضحيات أهلنا وصمودهم في الوطن المحتل؛ قد
نجحت في توجيه صدمة قوية للمشروع الصهيوني برمّته؛ وأثارت لدى جمهور المستوطنين الصهيونيين
أعمق المخاوف من الاحتمالات المستقبلية. فالانتفاضة: في بعدها الاستراتيجي؛ تجسّدء اليوم, هذا
الحضور النضالي الرائع للشعب الفلسطيني على أرض وطنه؛ باعتباره النقيض الموضومي للمشروع
الاستيطاني الصهيوني. وهي» بذلك, تعيد الصراع؛ بكامله؛ الى جوهره الحقيقي؛ صراع وجود بين
كيانين متناقضين. وقد تعامل الصهيونيون مع الإنتفاضة من هذا المنظور, فرأوا فيها حالة
استراتيجية سيكون لها مردوداتها وتأثيراتها في واقع الصراع؛ وأبعادهء ومستقبله. ولهذاء فان سلبية
الموقف الاسرائيلي ازاء الانتفاضة تعكس هذا الخوف العميق, وتفسّر جهود الصهيونيين المحمومة,
المنصبّة على محاولات اجهاض الانتفاضة؛ أو الحدّ من فعالياتها المتصاعدة؛ ولا تخرج مناوراتهم
السياسية الراهنة عن هذا السياق.
وبعدء ان التعامل مع الانتفاضة باعتبارها تحوّلًا استراتيجياً في مسار الصراع العربي -
الصهيوني ينبغي ان تدفع القوى الفاعلة الى رقد الانتفاضة بكل اسباب الصمود والتصاعد؛ حتى
تصبح هذه الانتفاضة حالة عربية شاملة تعبّر عن ارادة الأمّة العربية في ادارة هذا الصراع,
والانتصار فيه.
‎)١(‏ حنّه زيمس «المناطق؛ من الذي يمسك (1) نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
بالآخر», املف (نيقوسيا). العدد /ئ. شباطل (نيقوسيا), العدد ", تموز ( يوليو) ‎١14‏ ص
( قبراير) 21188 ص 5,؛ نثاا عن داقان "64 /؛ نقلا عن كوتيرت راشيت, "//154//1.
10 (؟) شؤون عربية (تونس), العدد 50, أيلول
‏العدد 5 ١؟؛‏ شباط ( قبراير ) 114 لثمن فلسطيزية لضن
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)