شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 37)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 37)
المحتوى
مها بسطامي سح
الشاطىء الغربي لتلك البحيرة؛ متابعاأ الضفة اليمنى لنهر الاردن والشاطىء الغربي للبحر الميت؛ ثم
يمتد, من هناك؛ في خط مستقيم حتى البحر الاحمر, ليلاقيه عند أقصى الطرف الشمالي لخليج العقبة,
ومن هناك يستمر الخط متتبعا الشاطىء الغربي لخليج العقبة والشاطىه الشرقي لخليج السويس
وصولاً حتى مدينة السويس»(7).
رفض محمد علي الاذعان للضغوط الاوروبية ‏ العثمانية؛ الامر الذي دفع بريطانيا والنمسا الى
ارسال قواتهماء في أيلول ( سبتمبر ) ‎٠‏ 164١؛‏ والحاق الهزيمة بالقوات المصرية؛ في أواخر العام عينه؛
وتبعت ذلك بضعة شهور من المداولات والضغوط الدبلوماسية المتبادلة ما بين القوى الاوروبية
المتنافسة على كسب المزيد من النفوذ داخل الامبراطورية العثمانية» من جهة؛ وعلى حفظ التوازن في
اوروباء من جهة أخرى؛ بحيث خرج منهاء في النهاية؛ والي مصر بفرمان عثمانيء بتاريخ الاول من
حزيران ( يونيو) ‎/164١‏ يحفظ له استقلالا داخلياً, ولعائلته حكماً وراثياً. وفي المقابل: بقي «الجزء
الجنوبي من سوريا» تابعا للامبراطورية العثمانية» وعين الخط «الاداري» الفاصل ما بينه وبين ولاية
مصرء حسب اقتراح الخارجبة البريطانية على الارجح, امتدادأ من السويس الى نقطة على البحر
الابيض المتوسط ما بين رفح والعريش (4).
‎٠‏ خلال عام واحدء اذأ أجريت محاولتان لتعيين حدود لأراضي فلسطين. الاولى تثاولت الحدود
الشمالية والشرقية؛ عندما منح السلطان العثماني والي مصرء في حياته؛ ادارة بشالق عكا؛ والثانية
عندما رسم فرمان العام ‎١194١‏ حدود مصر الفاصلة, ادارياً. بينها وبين صحراء سيناء. وبالاضافة
الى ذلك؛ أفرزت احداث العامين ‎164١ 181٠‏ نتائج عدّة هامّة, انعكست على مسار الاحداث حتى
نهساية القسرن التاسع عشر. ففي مقابل «تحجيم» والي مصر الطموح, تمنّع محمد علي؛ وورثته,
باستقلال داخيي الى حدٌ بعيد؛ مع الاعتراف الرسمي بتبعية ولاية مصر للسلطنة العثمانية؛ كما
رسّحت تلك الاحداث مبدا «تدويل» المسألة الشرقية؛ ووضعت الاسس القوية لتحالف عثماني -
بريطاني صمد لسنوات طويلة في وجه أية محاولات اختراق من جانب القوى الاوروبية الاخرى. أمّا
مسألة الحدود» فقد بقيث؛ على ما يبدو ضمن اطار الحدود الادارية الداخلية بين ولايات عثمانية.
وفي الوقت عينه, حافظ وإلي مصر غلى حق «ادارة» سيناء وبعض المواقع الججازية على البحر الاحمر,
الممتدة على طول «طريق الحج»؛ كقلعة العقبة وضبّه والمويلح والوجه(*). وكان السلطان محمد الثاني
منح هذا الامتياز مكافأة لوالي مصر على نجاحه في سحق ثورة الوهابيين في الحجاز ضد الاستانه,
العام 1816.
‏استمر العمل بهذا الترتيب حتى أواخر القرن التاسع عشرء وشهدت تلك الفترة استمرار الهيمنة
البريطانية على طرق المواصلات العالمية» خاصة بعد شق قناة السويس ونجاح الدبلوماسية والدهاء
البريطانيين في الاستيلاء على حصة الاسد من أسهمها. وأصبحت قناة السويس تشكّل العصب
الحسّاس على الطريق الامبراطوري الى المستعمرات في جنوب ‏ شرق آسيا وافريقياء بحيث بات الدفاع
عنها؛ وحمايتها الهم الشاغل للمسؤولين في لندن. ومن هناء نلرت بريطانياء بقلق شديد» الى المشاريع
المتعددة التي تقدّمت بها فرنسا والمانيا وغيرهما من الدول الاوروبية؛ للحصول على امتيازات لد
خطوط سكك حديد داخل اراضي الدولة العثمانية» وذلك خدمة لمصالحها الاقتصادية؛ والعسكرية,
والاستراتيجية الشاملة('). وتركن التنافس الاوروبي على المساحة الواقعة ما بين البحر الاسود
شمالاء والابيض المتوسط غرباًء والخليج العربي شرقاً والبحر الاحمر جنوياً. وذلك بعد ان خرجت
قناة السويس من ميدان المنافسة بسيطرة بريطانيا عليها. ونظرأ الى وقوع.هذه المنطقة؛ بكاملها
‏لحا لقُن فلسطزية العدد ‎,"١‏ شياط ( فيراين) ‎1354٠‏
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)