شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 41)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 41)
المحتوى
مها بسطامي حت
معارضة؛ بدليل عودته؛ بعد أقل من عامين؛ على متن يخت بخاري أسماه «اسرائيل»؛ وتوجهه الى
منطقة وادي مدين؛ محاولًا شراء مساحة من الاراضي؛ هناك لتأسيس مملكته الجديدة. ورافقه. في
تلك المغامرة» عدد من عائلات المهاجرين اليهود والمهندسين والجغرافيين وكميات من الاسلحة
والذخيرة.
وقد ارتاب أهالي المنطقة العرب في نوايا هذه المجموعة الغريبة خاصة بعد ان نجح فريدمان في
شراء أرضن جهة المويلح» على الرغم من ان القوانين العثمانية تمنع بيع اراض للاجانب في شبه جزيرة
العرب» قرفعوا شكواهم الى سلطان مصيرء الذي لم يفدهم بشيء» فتوجهوا الى واي الحجاز العثماني»
الذي آمر جئوده باحتلال المويلح وما جاورهاء على اعتبار انها من املاك الدولة العثمانية» وكانت أزمة
العام 18957 الحدودية بين مر وتركياء آنذاك؛ في ذروتها.
كادت ان تحدث مواجهة عسكرية بعد ان أرسلث مصر عدداً من جنودها الى منطقة ضّبَّه لمواجهة
جنود والي الحجان العثماني, خاصة بعد ان اعلن فريدمان عن انه «مستعد للحرب». الآ ان تسوية
الخلاف بين مصر وتركيا أفشلت مخططات فريدمان الاستيطانية وان كانت لم تؤّد الى تهدثة مخاوف
السلطان من الاطماع الصهيونية.
ومن جهتهاء واصلت بريطانيا متابعتها الدقيقة, والقلقة؛ لازدياد النفون الالماني لدى الاسثانه
وما رافقه من مشاريع اقتصادية متعددة, كان أهمها خطوط السكك الحديد.التي استهدفت المانيا من
ورائها ربط برلين بالمشرق. دون الحاجة الى استخدام قناة السويسء والتعرّض» بالتالي» للضغوط
البريطانية. وبالتحديد؛ كان العمل على خط الحديد برلين ‏ بغداد وخط دمشق - معان (خط الحجاز)
يهدف الى فتح الخليج العربي والبحر الاحمر للتوسّع الالماني» وصولا الى المحيط الهندي والشرق
الاقصى» متجاوزاً «عدق الرجاجة» في قناة السويس.
وفي هذه الاثناء, كانت المنظمة الصهيونية العالمية؛ بزعامة ثيودور هرتسل؛ تدرس عدة مشاريع
استيطان صهيونية في اراض محبطة بفلسطين, أو قريبة منها (قبرص» وشرق الاردن» وسيناء»
والعريش)؛ وجميعها ضمن داثرةٌ النفوذ البريطاني. وضمن هذا الاطار, سعى هرتسل!١١)‏ ' في تشرين
الاول ( اكتوبر) ‎١65١"‏ الى مقابلة وزير المستعمرات البريطاني» جوزف تشامبرلن, » عارضاً عليه ان
تقوم بريطانيا بمنح المنظمة الصهيوئية براءة (121662© ) للاستيطان في منطقة العريش والجانب
الاكبر من صحراء سيناء. وكان هرتسل يقصد من وراء ذلك اقامة ما يشبه دولة يهودية عارلة على
مشارف مصير تقف حائلاً دون أية عملية عسكرية عثمانية ضد قناة السويس وتابع همرتسل محاولاته
«بيع» البريطانيين فكرة استيطان يهودي في العريشء؛ في مقابلة ثانية مع تشامبرلن؛ في نيسان (ابريل)
‎١5‏ حين أكد له ان مجرّد وجود اليهود في العريش, تحت العلم البريطاني؛ يعني ان فلسطين»
أيضاً » ستصبح ضمن منصطقة النفوذ البريطاني. ال ان تعاطف وزير المسثعمرات البريطاني مع
مخططات المنظمة الصهيونية العالمية لم يجد اصداء كافية في وزارة الخارجية» التي كانت حريصة,
حتى ذلك الحين؛ على استمرار علاقات الصداقة وعدم استفزان الباب العالي في الاستانه؛ بالاضافة
الى موقف كرومر في مصمر. فقد أبدى المعتمد البريطاني تحفظأ شديدأً ازاء احتمالات نجاح مثل هذه
المشاريع الصهيونية, وأعاد الى الذاكرة الفشل الذي أحاط بتجرية فريدمان سالفة الذكر, وشدّد على
ضرورة عدم جذب انظار السلطات العثمانية, مجدداً : الى مسألة الحدوب مع مصر. وفي النهاية» قر
كرومر معارضسة مشروع العريش بأكمله؛ على أساس ان مياه النيل» التي كانث المنظمة الصهيونية
تطمع بها لري مشاريع الاستيطان في العريش؛ لا يمكن التصرّق بهاء أى الاستغناء عنها. ويبدى
1 شيُون لسطرية العدد ١؟؛‏ شباط ( فبراير) ‎155١‏
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)