شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 61)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 61)
المحتوى
محمد خالد الأزهري جح
هي امور لم يتم اختيارهما من قبل دول القارة. كما ان توازن القوى في اوروبا يحتكم الى ما تقرره
طبيعة التوازن الدولي, في مستواه الكوني بين القوتين العظميين. وبسبب هذه الحقائق؛ فان نشاط
السياسة الخارجية للجماعة الاوروبية المتنامي يتأثر بنظرة هاتين القوتين الى انعكاساتها على التوازن
الدولي. وترتفع اهمية هذه الملاحظة بالنسبة الى الولايات المتحدة الاميركية, لكثرة ارتباطاتها الامنية,
والسياسية الاستراتيجية, والاقتصادية؛ مع دول الجماعة(""). وبالنظر الى تغلغل القوتين العظميين
في منطقة الصراع العربي ‏ الاسرائيلي» فان لهما صوتين مسموهين في ما يتعلق بأمور الحرب والسلام
من حول القضية الفلسطينية(؟"), ‎١‏
في ما يتعلق بتأثير الولايات المتحدة الاميركية في السياسة الاوروبية تجاه القضية الفلسطينية,
ينبغي الاشارة؛ بداية؛ الى وجود قدرمن الخلاف بين السياستين» الاوروبية والامبركية, تجاه الصراع
العربي - الاسرائيلي عموماً. وهو خلاف برز متلصّصاً عقب حرب حزيران ( يونيو) /1171, وصريحاً
منذ حرب تشرين الاول ( اكتوبر ) 1511. فقد كانت الدول الاوروبية اكثر قلقأ على مصالحها الاقرب
الى منطقة الصراع؛ وبخاصة المصالح الاقتصادية والامنية (يلاحظ: مثلاء ان دول الجماعة تستورد
نحو ‎٠١‏ بالمثة من حاجاتها النفطية من الدول العربية» مقابل ما لا يزيد على سنة بالمثة بالنسبة الى
الولايات المتحدة الاميركية). ولذاء كانت الاهتمامات الاوروبية بأقرار تسوية للصراع؛ ومن ثم للقضية
الفلسطينية؛ اكثر وضوحاً منها بالنسبة الى الاهتمامات الاميركية» التي أولت عناية خاصة للصراع
الدولي في مستواه الاول. اي مع الاتحاد السوفياتي والشرق عموماً. كذلك أُيّد الادروبيون» في
عمومهمء التسوية الشاملة للصراع العربي ‏ الاسرائيلي» ولم يغالوا في استبعاد الدور السوفياتي
مقابل معالجة أميركية مختلفة في هذين الشانين('"). وفي هذا الاطار أبرز مسار السلوك الاوروبي
تجاه قضية فلسطين؛ منذ العام 1571/ حقيقتين اساسيتين: اولاهماء الاختلاف النسبي مع الرؤية
الاميركية الى القضية؛ وثانيتهماء اختلاف القدرة الاوروبية على الحركة المستقلة عن الولايات المتحدة
الاميركية؛ لادخال الافكار والمبادىء المعلنة, بخصوص القضية: الى حيّر التنفيذ. وقد انعكست اطوار
العلاقاث الاميركية ‏ الاوروبية؛ منذ العام 1171: على الاقتراب الاوروبي من القضية الفلسطينية,
على نحو يبرز مدلولات هاتين الحقيقثين:
فبسين العامين 1971 و191/7., انُسمت العلاقات الاميركية ‏ الاوروبية بدرجة عالية من
الانضباط, في اطارداثرة الاطلسي الاستراتيجية وتوتر العلاقات النسبي مع المعسكر الاشتراكي (هذا
باستثناء السلوك الفرنسي» الذي كانء ولا يزال» يتوق الى لعب دور عالمي مستقل عن الولايات
المتحدة), وهوما انعكس في شكل تقيّد اوروبي ملحوظ بالموقف الاميركي من القضية الفلسطينية(١),‏
فائّدت دول الجماعة «مشروع روجرن»» العام ‎,1937٠١‏ الذي نظر الى القضية في حدود كونها مشكلة
لاجئين!"). ولم يختلف الموقف الاوروبي الخاص المعلن في «وثيقة باريس», العام ١/51١؛‏ عن ذلك
التوجّه('"). وهكذا خلت المبادرتان, الأميركية والأوروبية؛ من أي جوائب سياسية للقضية؛ ومن أي
تصوّر لمشاركة الجانب الفلسطيني في جهود تسوية الصراع العربي - الاسرائيي.
. وبين العامين 19177 ق158: أي بين حرب تشرين الأول ( اكتوبر ) و«بيان البندقية»» سادت
ملامح الانفراج بين العملاقين والمعسكرين» الشرقي والغربي» الأمر الذي وسّع هامش الحركة لدول
الجماعة؛ كما برزت خلافات ذات طابع تجاري بين الجماعة الاوروبية والحليف الاميركي؛ كذلك
توسّعت عضوية الجماعة بدخول كل من بريطانيا والدنمارك وايرلند!؛ مما شجع الاوروبيين على ثنمية
التعاون السياسي فيما بينهم؛ هذا علاوة على ما أبرزته حرب تشرين الاول ( اكتوبر ) ذاتها من
3 مون فلنسسايزية العدد ١٠؛‏ شباط ( فبراير) ‎195٠‏
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7280 (4 views)