شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 69)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 69)
المحتوى
محمد خالد الأزهري سشلمم
الاوروبية» وامتد نطاقه؛ الامر الذي لم تنسحب أثاره السلبية على الموقف الجماعي العربي فقطء بل
وكان له تأثير بالغ في اعتبارات دول الجماعة. فقد بدأت فرنساء على سبيل المثال» في تتبع مصالحها
الخاصة, واستفادت من هذا التعامل الثنائي من خلال ابرام عقود نفطية خاصة بها('")؛ ويحرصت,
وسط أجواء الخلافات العربية؛ على سياسة متوازنة بين مختلف الدول العربية ذاتها؛ وبداء في خضمٌ
ذلك؛ أن فرنئسا تحرص على منطق الحذر والتحفظ في اقترابها من قضية فلسطين؛ دون ان تتخذ
مواقف محدّدة. وبذلك كانت مواقفهاء في هذا الشأن: أقرب الى مجرب الرغبة في الحفاظ على مصالحها
في المنطقة العربية. وقد حذت بقية دول الجماعة حذى النهج الفرنسي» مما أدى الى تقليص أسلوب
التعامل الجماعي الى أدنى درجاته(؛").
وقد ترتب على فتور التعامل الجماعي؛ وشعور الجماعة؛ في الوق عينه؛ بعدم تضرر مصالحها
في المنطقة العربية» أن تقّصت الحاجة الى الحوار الجماعي» والذي كان أهم عناصر رفع الوقف
الاوروبي الى الاهتمام بقضية فلسطين. وتقدّم متابعة الموقف الاوروبي؛ منذ عقد اتفاقيتي كا
ديفيد والصلح المصري - الاسرائيلي؛ نموذجاً لمدى مراقبة الجماعة لتطور السياسات العربية؛
وانعكاس تلك التطورات على موقفها من القضية. فقد انقسمت الدول العربية حول جدوي النهج
المصري في تسوية الصراع العربي ‏ الاسرائيلي وفائدة التوجه المصري نحى الدور الاميركي في هذه
التسوية. ومن جانبهاء حارت دول الجماعة الاوروبية بين موقفها المعلن في ضرورة التسوية الشاملة,
بما في ذلك ضمان حقوق الشعب الفلسطيني, ‎٠‏ وهو ما ضمن لها حدّأ مقبولًا من الرضى العربي
واستمرار التدفق في المعاملات التجارية ؛ وا مالية. وخصوصاً النفطية مع الدول العربية؛ وأبقى باب
الحوار العربي - الاوروبي مفتوحاً وبين رغبة الولايات المتحدة الاميركية في التصدي المنفرد لتسوية
الصراع ومعارضتها (مع اسرائيل) للدور الاوروبي» خارج نطاق اتفاقيتي كامب ديفيد! *"), وهكذاء
فانه نتيجة للانقسامات العربية» من جهة: وتردد الجماعة الارروبية وحيرتها, من جهه ة اخري؛ جِمّد
الجوار العربي - الاوروبي» وفتر موقف الجماعة؛ وضاع حماسها تجاه قضية فلسطين.
وفي ضوء هذه المتغيّرات» وعت م.ت.ف. النقص الخطير الذي اعترى الموقف العربي؛ وعملث على
التحذير من اثار مناخ الانقسامات العربية على القضايا. العربية» قجاءء؛ في مذكرتها الى الجامعة
العربية؛ في أيلول ( سبتمير ) ‎:١11174‏ «انه خيّم على الحوار؛ في أعقاب الاجتماع الثالث للجنة العامة,
في تشرين الأول ( اكتوبر ) 14377: جر راكد, كان العامل الرئيس فيه تفجّر الخلافات العربية: الامر
الذي يطرح على الحكومات العربية؛ مجتمعة؛ ضرورة أن تتوافق ارادتها على عدم السماح للخلافات
العربية بأن تؤشش على استمرارية سير مؤسسات العمل العربي الموحٌد في عملهاء محافظة على الحدّ
الادنى اللازم لتحقيق المصلحة العربية؛ على السعيدين» القومي والدولي»7'"). ومن الواضح, ان هذه
الرؤية الفلسطينية قد طرحت عقب مبادرة الرئيس المصري الراحل» انور السادات؛ بزيارة القدس
(تشرين الثاني - نوفمبر ‎)١91/1/‏ وف أثناء مرحلة الترقب الاوروبي لما قد ينجم عن المبادرة من
تفاعلات.
ومن الواضحء أيضاًء ان التشاؤم الفلسطيني من جدوى الحوار للقضية الفلسطينية؛ كان له ما
يبِرّره؛ وذلك في ضوء الأجواء الخلافية التي سيطرت على الدول العربية وانفراد الولايات المتحدة
الاميركية يآلية التسوية بين مصر واسرائيل. وقد أثبتت الوقائع اللاحقة صحّة ذلك. فبعد عقد اتفاقية
الصلح المصري - الاسرائيلي (آذار ‏ مارس 1914) وجدت الجماعة الاوروبية ذاتها تجاه نهج
مختلف عمّا تصورته في بياناتهاء ممّا أدى الى اضطراب لديهاء في ما يتعلق بتحديد موقف من
16 وين فلسطؤية العدد ‎"١‏ شباط ( قبراير) ‎144٠‏
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17771 (3 views)