شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 5)
- المحتوى
-
صيري جريس حصحح
في الحديث عن هجرة اليهوب السوفيات من روسيا ايضاًء او على وجه التحديد من تلك الاجزاء من
بولونيا التي كانت خاضعة: يومذاكء للحكم القيصري الروسي. وخلال السنوات التالية تبع
«الطلائعيين» هؤلاء مهاجرون آخرون, الى ان توقفت الهجرة بعد فترة قصيرة: اثر الصعويات المالية
التي جابهتهاء بحيث اضطر زعماء المستوطنين الى الاستنجاد بالبارون روتشيلدء اليهودي الفرنسي
الثريء الذي وافق على بسط حمايته على تلك المستوطنات» وتعهّد تمويلهاء وتحكّم بذلك في مصيرهاء
وتطورهاء وتركيبها الاجتماعي, خلال فترة طويلة.
وفي الاطار العام, لم تكن تلك الحفنة من المهاجرين الى فلسطين الا نزراً يسيراً من موجة عارمة
من الهجرةء شهدتها روسيا القيصرية ودول اورويا الشرقية الوسطى خلال العقدين الأخيرين من
القرن الماضيء واستمرت حتى نشوب الحرب العالمية» وشملت ابناء شعوب تلك البلدان كافة. وكانت
هذه الهجرة بدأت في روسيا والمناطق الخاصة لحكمهاء حيث تمركزت اكثرية اليهود خلال تلك الفترة,
على ارضية تفيرات اقتصادية هامّة أدت الى ضعضعة البنية الاقتصادية والاجتماعية؛ ودفعت
الملايين الى الهجرة. وكان بين اولك المهاجرين نحو مليونين من المهاجرين اليهوب؛ توجهوا بأكثريتهم
الى اميركا الشمالية؛ وبعضهم الى الجنوبية؛ وبلدان أخرىء عدا عمّا يقدر بخمسين الفا منهم اي
نحو نصف بالمئة توجهوا الى فلسطين.
وانطلاقاً من هذا الواقع؛ وبعد ان بان واضحاً للعيان ان التخطيط على اساس هجرة يهودية
مكثفة الى فلسطين ليس له ما يبرره» اذ ان الاكثرية الساحقة من المهاجرين رفضت, ببساطة:؛ الاتجاه
الى هناك بينما لم تستطع القلة التي قامت بذلك من تحقيق «انجان» يذكرء طرأً على بال زعماء
المستوطنين في فلسطين ان يتجهوا الى جلب هجرة يهودية «رخيصة» الى هناك. وفي اوائل هذا القرن,
ارسلوا ممثلاً عنهم الى يهود اليمن, ؛ حاملاً معه رسائل مزوّرة» مدعياً بآنها كتبت من قبل حاخامي
اليهود في فلسطينء لحمل يهود اليمنء المعروفين بتديّنهم, على الهجرة الى «ارض - اسرائيل». وتمكن
الصهيونيون بذلك من حمل نحو الفين من يهود ذلك البلد على الهجرة الى فلسطين؛ قبل نشوب الحرب
العالمية الأولى» آملين في ان يستطيع اولك مدّ جذورهم في البلد» نظراً الى «احتياجاتهم المادية القليلة»:
وبالتالي منافسة الفلاح العربي بصورة اعمق من تلك التي يقوم بها اليهود الاشكنان: «المدللون».
ولكن حتى هذا لم يجد نفعاً . فيهوب اليمن لم يستطيعوا ان «ينافسوا الفلا ح العربي ولا غيره؛ يل يقوا
فقراءء مسحوقين ومضطهدين بين «أخوتهم» الاشكنان. وحتى بعد مرود,ٍ اكثر من نصف قرن على
تهجير اولئك اليهود الى فلسطين, »وعلى الرغم من «النعم» الاشكتازية التي «أغدقت» عليهم, » بقي اولكك
في اسفل السلّم الاجتماعي» فقراً وتخلّفاً؛ الى درجة اعتاد معها دافيد بن غوريون» عندما كان رئيساً
لحكومة اسرائيل؛ على القول: «يوماً ما سيكون لدينا رئيس اركان يمني»؛ على اعتبار انه عندما يصل
اليهود اليمنيون في اسرائيل الى ذلك المدى من التقدم الذي يمكن معه ان يخرج من بينهم رئيس اركان
للجيش الاسرائيلي» تكون اسرائيل قد وصلت الى قمّة تطورها.
غش وتضليل ومؤمرات وتهجير
بقيت ملامح الهجرة اليهودية الى فلسطين؛ قبل الحرب العالمية الاولى والمسارات التي تحكمت
فيهاء كما اشرنا اليها باختصارء هي السائدة والمسيطرة على حركة الهجرة تلك, منذ ذلك الوقت وحتى
اليوم؛ على ما رافقها من غرابة وشذوذ.
ان من ينظر: الى اسرائيل, اليوم؛ بوضعها الحاليء يكاد يعتقدء لاول وهلة؛ أنها دولة «طبيعية»
قائمة على اسس سليمة:» وتشكل حل لما سمّي «المسألة اليهودية». الا ان نظرة اعمق تظهر ان
غ اشْوُون فلسطيزية العدد 5 ١؟, آذار ( مارس ) ١95١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10406 (4 views)