شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 7)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 7)
المحتوى
صبري جريس حا
القادة النازيون نتيجة لذلكء اذ ان تصدير البضائع الالمانية كان وسيلة لكسب امال واقامة
الصناعات»: وخصوصاً العسكرية منها » والتي بدونها ما كانت المانيا لتستطيع خوض غمار حرب
جديدة؛ وراحوا يهدّدون باتخاذ المزيد من الاجراءات ضد اليهود. من جهة: » ويلمحون لبعض زعمائهم
بأنهم على استعد اد «للتفاهم», من جهة أخرى. وسرعان ما دخل الصهيونيون على الخط؛ وتوصلواء
بعد مفاوضات قصيرة:, الى اتفاق مع النازيين ن (غرفء فيما بعد باسم هعفراه ‏ بالعبرية نقل: تحويل)
تعهّد اولئك بموجبه تسهيل هجرة اليهود من المانياء وحتى نقل اموالهم: على شكل بضائع ا مانية الى
فلسطينء او غيرها. وبالمقابل» تولّى الصهيونيون «معالجة» حملة المقاطعة اليهودية وتنظيمهاء فدارت
حرب هادئة؛ ولكن شرسة للفغاية: داخل العالم اليهودي, كانت الغلبة: في نهايتهاء للصهيونيين؛
فتبخرت حملة المقاطعة بهدوء واستمرت الهعقرأه.
وكان للهعفراه فوائدها الجمة بالنسبة الى الكيان الصهيوني في فلسطين؛ اذ أسفرت عن مضاعفة
قوته؛ بشرياًء واقتصادياً ؛ خلال بضع سنوات فقط. ولذلك وعلى الرغم من المعارضة والاحتجاجات, من
هنا أو هناك, استمرت هذه العملياط, ريهدوء حتى توقفت تلقاضاً يمع نشوب الحرب العالمية الثانية ‎٠‏ ولم
يتحدث عنها الصهيونيون ولا النازيون كثيرا الى ان كشف امرها بعد الحرب واحتل الحلفاء برلين:
ووضعوا ايديهم على ارشيف الخارجية الالمانية» ونشروا وثائقه. من بينها وثائق الهعفراه.
والدرس الذي يمكن تعلّمه من ذلك هو انه اذا كان الصهيونيون على استعداد للمتاجرة بمآسي
اليهود (وفيما بعد بدمهم) لخدمة المشروع الصهيونيء, فانهم لن يتورعوا عن خلق اوضاع مماثلة في
المستقبل (وهو ما سنراه ادناه) .
وفيما كانت عمليات الهعفراه قائمة على قدم وساقء لم تتوقف المانيا النازية عن اعلان تأييدها
للحق العربي في فلسطين, » ومعارضتها مشروع تقسيم البلد واقامة دولتين » يهودية وعربية» فيه الذي
قدُمته بريطانيا كأحد الحلول للوضع الذي نشاً آنذاك في فلسطين مع نشوب الثورة العربية.
فاعلان تأييد العرب ومعارضة الصهيونيين شيء؛ واتخاذ اجراءات, او اتباع مسارات تؤدي الى
تقوية الأخيرين» ولو بصورة غير مباشرة, شيء آخر.
واذا كان هناك من يريد ان يقارن بين هذا الوضع الذي نشأ قبل ما يزيد على نصف قرنء وبين
ما يبدو اننا نتعرض له الآنء: اوما قد نتعرض له قريباً, فله ذلك.
وكما استفادت الصهيونية من النازية في حياتهاء على صعيد تهجير اليهود الى فلسطين؛ فقد
استغلتها للغرض ذاته بعد مماتها. فمع نهاية الحرب العالمية الثانية يُجد في اوروبا الآلاف من
اللاجئين الذين كانوا اجبروا على ترك بيوتهم بسبب الحرب؛ ومن بينهم الكثيرون من اليهود بالطبع.
وسرعان ما وضعت المشاريع لاعادة تأهيل اولئك اللاجئين واستيعابهم: وهوما تم» وخلال فترة قصيرة,
بالنسبة الى جميعهم ‏ عدا اليهود. فقد تعرض هؤلاء لحملة صهيونية مركزة؛ راحوا معها يرفضون
اي اقتراح يقضي بحل مشكلتهم واعادة توطينهم؛ مصرّين على الهجرة الى فلسطين بالذات . وكانت تلك
الحملة بدأت بواسطة مبعوثين صهيونيين انطلقوا من فلسطين الى ذلك خصيصىء مزودين بتعليمات
من بن غوريون مفادها ان «ما يهمّه من البرتقالة هو عصيرهاء وليس القشور,؛ اي ان المطلوب هى
العمل على تهجير الشباب اليهود الى فلسطين الذين يستطيعون رفد الكيان الصهيوني بقوى فتية,
والاعراض عن المسدّين والكهلة. فالزعم ان الحركة الصهيونية وجدت ل «انقاذ» اليهودء اين وأنا
كانواء شيءء والواقع شيء آخر.
وخلال السنوات التي تلت نهاية الحرب العلمية الثانية سنة ‎,»١1545‏ وحتى اصدار قرار /
53 اشُوُونَ فلسطيزية العدد 5 ‎.5١‏ آذار ( مارس ) ‎1١955٠١‏
تاريخ
مارس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)