شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 8)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 8)
المحتوى
حح مخاطر التهجير اليهودي
توصية تقسيم فلسطين سنة 1541, جعل الصهيونيون من مشكلة اليهود المقتلعين هذهء قميص
عثمان: ففرضوها في المحافل الدولية» وكادوا يوقعون بين «الحليفين الكبيرين»» الولايات المتحدة
وبريطانيا بسيبهاء عندما تبنت الاولى هذه الفكرة وراحت تحت بريطانيا على السماح بهجرة مئّة الف
من اولئك الى فلسطينء بينما رفض البريطانيون ذلك. وعندما أيقن الصهيونيون ان بريطانيا مصمّمة
على رفض مشاريعهم التهجيرية: راحوا يعملون على تهريب اولئك المهاجرين من طريق البحرء بواسطة
شبكة واسعة من محطات الرصد والامداد والمتابعة.
تهجير اليهود؛ وتهجير العرب
لم تسفر جهود الصهيونيين لتنفيذ مشروعهم» حتى اقامة اسرائيل» عن «انجازات» كبيرة,
بالمقارنة مع النشاط الذي بذلوهء او الصراخ الذي كانوا يفتعلونه. فبعد 77 سنة من النشاط
الصهيوني المتواصل ‎١885(‏ -1358) في مجالي الهجرة والاستيطان» وصل عدد السكان اليهود في
فلسطين الى نحو ‎75٠١‏ الفء أي ما يوازي ثلث السكان. ويمعنى آخرء ان معدل الزيادة السنوية في
عدد اليهوب في البلدء الذي جاء بسيب الهجرة او نتيجة للتكاثر الطبيعي» بلغ اقل من عشرة آلاف
شخص في السنة.
ولكن في سنة ‎١148‏ حدثت «المعجزة» ‏ على حد تعبير الصهيونيين: فأقيمت اسرائيل: التى
«تركها» العرب و«هاجر» اليها اليهود. غير ان ما حدث؛ حقيقة؛ ليس «المعجزة», بل مؤامرة يمكن
اعتيارها من «اعلام» مؤامرات القرن العشرين؛ ان ان العرب لم «يتركوا» فلسطين» ‎٠‏ بل «ترّكوا»» واليهود
لم يهاجروا اليها بل «مُجَروا» منها؛ والاثباتات اكثر من ان تحصى.
لقد ثابر الصهيونيون على التمسّك بادعاءاتهم السابقة حول «المعجزة» خلال ما يناهز العقدين
من الزمن: على ما في ذلك من افتراءات وكذبء الى ان انحلّت عقدة لسانهم. خصوصاً بعد الغرور
الذي سيطر عليهم اثر حرب العام 11717., وراحوا يشرشرون (وفي هذا المجال بالذات يتفوّق
الاسرائيليون على الفلسطينيين)؛ وكذلك, وهذا هو الأهم, ينشرون مختلف الكتب والوثائق. ولم
يستكملوأ هذه العملية حتى الآن. ومن حين الى آخر «يتحفوننا» بمطبوعات ووتائق جديدة في هذأ
الصددء توكدء بالبراهين الدامغة والادلة القاطعة, ما كان» على كل حالء: معروفاً من قبل حول موّامرة
الاستيلاء على فلسطينء ومن ثم تهويدها. 2
لقد خططت اسرائيل للاستيلاء على الاراضي الفلسطينية لاستعمالها لتوطين المهاجرين الجديد
الذي سيفدون اليهاء على طريق تحقيق الحلم الصهيوني الكبير باقامة دولة يهودية ضخمة. ولكن,
عندما. أاصبح الوقت مناسياً لذلك لم يوجد هنالك مهاجرونء أو على وجه التحديد لم يوجد مهاجرون
بشكل كاف. فعند التخطيط لمشاريع الدولة اليهودية: عوّلت الصهيونية كثيراً على يهود اورويا الشرقية,
والوسطىء الذين انتشرت الفكرة الضهيونية بينهم» لاسباب عدة لا مجال للبحث فيها هناء للهجرة الى
فلسطين قبل غيرهم, واقامة دولة ليست صهيونية فقطء بل اشكنازية أيضاً. الا ان الاكثرية الساحقة
من بين هؤّلاء كانت ضاعت في الدوامة النازية» فيما عرف: فيما بعدء باسم الهولوكوست . وحتى لا نقع
في شراك الدعاية اليهودية ‏ الصهيونية» بحيث يكاد يظهر كأن اليهود وحدهم هم الذين قتلوا خلال
الحرب العالمية الثانية, تجدر الاشارة الى ان هذه الحرب قد انسفرت عن مقتل نحو ‎5٠‏ مليوناً من
البشرء منهم نحو خمسة ملايين من اليهود . ونتيجة لذلك؛ لم توجد مع نهاية الحرب في اورويا الابضع
مئات الآلاف.من اليهود يمكن ان يكونوا مرشحين للهجرة. وقد استطاع الصهيونيون: خلال فترة شهر
العسل في علاقاتهم مع المعسكر الاشتراكيء التي دامت نحى ثلاث سنواتء بعد اقامة اسرائيل,
العدد ‎5٠5‏ .آذار ( مازسن ) 1150 شْوُونُ فلسطيزية 37
تاريخ
مارس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17766 (3 views)