شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 9)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 9)
المحتوى
صبري جريس سد
من تهجير نسية لا يأس يها من اولئك اليهود . الا انه لم يكن في كل هؤلاء ما يمكن ان يشفي الغليل
من الناحية العددية» ويرسي الاسس لدولة يمكن ان تصمد طويلاً داخل محيط عربي معاد .وزاد الطين
بِلّة ان اليهود في البلدان الميسورة, وخصوصاً اورويا الغربية واميركاء رفضواء وما زالوا يرفضون,
بأكثريتهم الساحقة:, الهجرة الى اسرائيل والعيش فيها. وبمعنى آخرء بات واضحاً للعيان ان معين
الهجرة الاشكتازية عموماً من العالم الغربي. قد نضبء أو كاد.
وفي مثل هذه الاوضاعء وجد الصهيونيون انفسهم مضطرين الى الاتجاه شرقاً. والعمل على
«انقاذ» «الاخوة» اليهود السفاراديم؛ وخصوصاً اولكك منهم المقيمون في الدول العربية. واول ما وقع
اختيارهم على العراق» خصوصاً وان اليهود فيه امتازوا عموماً بمستوى ثقافي لا بأس به. ولم يكن
هؤلاء مستعدين: جميعاً: للهجرة؛ كما ان هذه العملية: بحد ذاتهاء لم تكن سهلة: وكان لا بد من
«تدبيرها». وعلى الأثرء دبّرت مؤامرة من شقين لتحقيق هذا الهدف. فقد اوعز الصهيونيون الى اتباعهم
بين اولئك اليهود بترويع الجالية بأسرها وضعضعة الشعور بالاطمئنان لديهاء وذلك بتدبير حرائق
للكنس والمعابد اليهودية» ومن ثم حتى رمي القنابل على التجمعات اليهودية (وقد أصدر عدد من
الكت في اسرائيل» يشرح بتفاصيل التفاصيل كيفية تدبير ذلك, من ألفه الى يائّه) . ومن ناحية أخرى,
راح اولتك يجرون الاتصالات: بواسطة طرف ثالث بحكومة نوري السعيد وصحبه, لتسهيل عمليات
الهجرة مقابل دفع الرشاوى «المناسبة». وفجأة. صدر عن البرلان العراقي قانون يكاد يُفهم منه ان
الوجوب اليهودي بحد ذاته اصبح لاشرعياً هناك, وبشكلء او بآخرء لم يترك امام اليهوب العراقيين الا
امكانية التنازل عن جنسيتهم واملاكهم والهجرة الى اسرائيل. وهذا ما تمّ فعلاً. وراحت الطائرات تنقل
المئات منهم كل يوم الى اسرائيل. وفي البداية» كانت هذه الرحلات تتمٌ من طريق بلد ثالث مثل تركيا
او قبرص؛ الى ان حولت اخيراً الى رحلات مباشرة» من بغداد الى تل ابيب. ومع استكمال هذه العملية
تمّ تهجير اكثرية يهوب العراق» أي ما يزيد على مئة آلف الى اسرائيل.
ويكاد يخيل للمرء ان هذه الطريقة في سوق اليهود الى اسرائيل افواجاً. سواء شاعوا أم أبواء هي
التي تدور في اذهان الزعماء الاسرائيليين والقائلين لهم «نعم» دائماً. من اليهود الاميركيين: عندما
يطالبون بأقامة خطوط طيران مباشر بين موسكو وتل - ابيب. ويمكننا ان نتصور انه لو تمٌ ذلك لراح
جزء من طائرات ال عال؛ شركة الطيران الاسرائيلية» يحط يومياً في مطار موسكو. لشحن المهاجرين من
هناك الى اسرائيل. وان سارت الأمور على ما يرام» وتوسعت الاعمال, فلن يكون هناك مانع من تحويل
جزء من طائرات النقل الحربية الضخمة: التابعة للجيش الاسرائيلي؛ بعد دهنها بشعارات مدنية,
للمسباهمة في تنفيذ هذا العمل «الجليل»:
والانكى من ذلك هي تلك الصفاقة التي يواجه بها الصهيونين كل من يذكّرهم بمسألة اللاجثين
الفلسطينيين ومسؤوليتهم تجاههاء بادعائهم؛ بيساطة:؛ بأن «تبادل سكان» حدث بين اسرائيل والدول
العربية؛ وعل كل طرف ان يهتم ب «سكانه». دون الاكتراث بأسباب هذا «التبادل» والمسؤولية عنه.
وما حدث في العراق حدث ايضاً في شطري اليمنء في عهد الامام والحكم البريطاني: .مع ضجة
اقلء ومشاكل اقل ايضاً . فهناك لم يكن برلمان ولا رقابة» حتى وان كانت صورية» ولا رأي عام. وكان
كافياً تقديم شيء من الرشاوى الى هذاء او الى ذاك.
ومن مشرق العالم العربي انتقلت اسرائيل الى مغريه: واولا الى المغرب. حيث كانت تتواجد طائفة
يهودية كييرة. وقيل ان يحصل اليلد علي استقلاله. استطاعت اسرائيل تهجير اعداد كييرة من سكانه
اليهود. واستمرت هذه العمليات»: ايضاء ‎٠‏ حتى بعد الاستقلال.
/ نشؤون فلسطيزية العدد ؛ ‎١‏ آذار ( مارس ) ‎1١55٠١‏
تاريخ
مارس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22330 (3 views)