شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 11)
- المحتوى
-
صيري حجريس ححح
تحلم يها. [١ . لقد راح الاتحاد السوفياتيء, كما هو معروف, ينتهج.ء منذ بداية عهد ميخائيل
غورباتشيوف, سياسات جديدة؛ على الصعيدين؛ الداخلي والخارجي, تمثلتء داخلياً. في ادخال
تغييرات جذرية على بنية النظام السوفياتي: من جهة» وخارجياً في الانفتاح على دول المعسكر
«الرأسمالي»: ومحاولة التعاون معهء من جهة أخرى. والواضع.ء ان المحرك لهذه التغييرات: على
الصعيدين: الداخلي والخارجيء كانت المشاكل الحادة التى راحت تتجدّرء وتستفحلء في الاتحاد
السوفياتي. واصبحت تمسٌ بصورة سيئة ودائمة» حياة المواطنين اليومية» نتيجة لاعتماد نظريات
واساليب واجراءات قديمة: وعديمة الجدوىء أدت الى تكلس الحياة السياسية؛ وانهيار الاوضاع
الاقتصادية. على ما يجرّه ذلك من مشاكل لا تحصى. وان من يشاهد الاتحاد السوفياتي يتخلى عن
نظرياته» واساليبه القديمة: ويتّجه نحو اللبيرالية والانفتاح والعصرنة؛ لا يستطيع الا ان يتمنّى له.
ومعه دول اوروبا الشرقية التي اخذت تنح المنحى ذاته, الا النجاح والمزيد من التقدم.
غير ان هذه الاصلاحات الداخلية تستلزم: ايضاًء تغييرات على صعيد. السياسة والمواقف
الخارجية: بصورة تمكن من التعاون مع الدول الصناعية الأخرى في الغزبء وعلى رأسها الولايات
المتحدة الاميركية؛ وهى تعاون يحتاج الاتحاد السوفياتي اليه لغاياته الخاصة. ويبدو هذا الاتجاه
واضحاً للغاية في الطريقة التي راح الاتحاد السوفياتي يتعامل بها مع دول الغرب عامة؛ وفي مقدّمها
الولايات المتحدة؛ وفي مؤتمرات القمة الاميركية السوفياتية التى عقدت خلال السنوات الأخيرة,
وكذلك تلك التي يفترض ان تعقد في المستقبل. ١
ومن خلال حاجة الاتحاد السوفياتي الى هذا التعاون تسلّل الصهيونيون: للضغط على الادارة
الاميركية» لكي تضغط: بدورهاء على الاتحاد السوفياتي للسماح بهجرة اليهود منه؛ وهو ضغط يبدو
ان الاتحاد السوفياتي, للأسفء استجاب له؛ ؤعلى الطريقة الصهيونية بالذات.
ان الحملة الصهيونية على الاتحاد السوفياتي للسماح بهجرة اليهود منه مستمرة منذ سنوات
عدة. والحقيقة انه كانت هنالكء: دائماً: هجرة يهودية من الاتحاد السوفياتي, وان خفت وتيرتها او
علتء من حين الى آخرء وفقاً للظروف المختلفة. والحقيقة الثانية؛ ايضاً كما اتضح بالملموس خلال
العشرين عاماً الأخيرة: وقبلها أيضاً: ان معظم اولئك المهاجرين لا (اداة نفي) يرغبون في التوجه الى
اسرائيل» بل الى الغرب عامة: والولايات المتحدة خاصة . وكثيراً ما علا تحيب الصهيوبيين وعويلهم,
وهم يندبون حظهم بسبب الفرصة التاري: ية؛ التي تضيع من بين ايديهم باتجاه المهاجرين اليهود الى
اميركاء حيث «يذوبون» هناكء بدلا من توجّههم الى اسرائيل» للمشاركة في «تحقيق» الصهيونية.
ولواجهة هذا «الفرار» اليهودي» جرّب الصهيونيون اكثر من وسيلة؛ الى ان اهتدوا الى الأخيرة,
المعمول بها حالياً والتي ترتكز على اكثر من ركن. فقد وجّهوا الضغوط: اولاًء الى اميركا لحملها على
تحديد اعداد المهاجرين اليهوب الذين يحق لهم دخولها؛ ثم اتجهوا للضغط على المنظمات اليهودية غير
الصهيونية: الساعية الى استيعاب اليهود واعادة توطينهم في اي مكانء وليس في اسرائيل بالذات,
لحملها على تقليص نشاطهاء اى اخضاعه للمتطلبات الصهيونية ؛ واخيراً. خططواء مع الاميركيين:
للضغط على الاتحاد السوفياتي لحمله على السماح بهجرة اليهوبء دون قيودء ولك 5 بعد تزويدهم
بوثائق سفرء لا جوازات: تسمح لهم بالاتجاه الى اسرائيل فقطء دون غيرها ؛ وهذا بالضبطء وبالتحديد:
وعلى وجه التاكيد؛ ما يريده الصهيونيون واسرائيل؛ وهنا يكمن البلاء.
ان اجهزة الاعلام السوفياتية, في معرض ردها على الانتقادات المحقّة التي توجهها دوائر عربية
الى موقف السوفيات من الهجرة. تشير الى ان هذا الموقف جاء من خلال الالتزام بمبادىء
١955٠١ ) آذار ( مارس ,5١ 5 شُوُون فلسطيزية العدد ٠٠١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2096 (11 views)